د. عبدالله عوبل
نظرية الأصطفاء الجنوبي.. عامل طارد للإستثمار في عدن
الساعة 01:10 صباحاً
د. عبدالله عوبل
منذ أن أصبحت عدن مقسمة الى مربعات بين قوى النفوذ, وادعاء البعض بانها ملكية خاصة لهم يمكن لنا ان نقيم هذه الحالة التي اعادة المدينة الى عصور التخلف, لنرى ماذا جنت هذه المدينة العتيقة بموقعها المميز وثقافة سكانها وتاريخها العريق؟, منذ ان حلت الغلبة والعصبية ضيفا ثقيلا على المدينة التي كانت يوما ثالث ميناء عالمي بعد نيويورك وليفربول.

1. حرمت من رؤوس الاموال الشمالية التي بحثت لها عن مدن اخرى في العالم, ومن الصعب ان تأتي الاستثمارات الاقليمية والدولية في ظل وضع كهذا. ان المدينة تحتاج الى استثمارات كثيرة, وهذه الاستثمارات لن تأتي في وضع كهذا ولهذا نحن حكمنا على هذه المدينة بالموت البطئ, فلا توفر وضعا مناسب للتحالف لأعادة بناء ما دمرته الحرب, لاننا خلقنا وضعا مليشاويا واسسنا للفوضى والقتل المجاني. سيقول البعض هناك تدخلات اقليمية. نعم ولكن نحن ارتضينا ان ندمر الجوهرة بأيدينا,وقبلنا ان نكون حصان طروادة.

2. التغطية الاعلامية لاجتماعات مجلس النواب وحضور السفراء ولاحقا جريفيث اما كان الاولى ان تحظى عدن بهذا الحضور الدولي لتعود الى الواجهة كمدينة طبيعية تتصدر نشرات الاخبار, بدلا من ان تظهر كمدينة سفاحين للقتل والصراعات والارهاب. لقد رأيت سيئون كم هي نظيفة, وانيقة ,عمرانها التاريخي وهدوء سكانها, وتمنيت لو كانت عاصمتنا تحظى بحد ادنى من راحة بال السكان.

3.  في بلدان العالم تعطي حوافز تشجيعية للمستثمرين, منها مثلا اذا تزوجت من الدولة نفسها تعطى لك الجنسية, واذا اودعت مبلغا للاستثمار, تحصل على الاقامة الدائمة, نحن اوصدنا الباب امام الاستثمار المحلي بدافع الانعزالية والشوفينية والاصطفاء الجنوبي الزائف. كانت هذه الاربعة الاعوام كفيلة بان تحدث نهضة عمرانية كبيرة,ليس في عدن وحدها بل في الجنوب كله, وتأمين وظائف لجيش الخريجين من الجامعات, الذين تستقطبهم الجبهات بسبب الفقر والعوز.

4. لقد استنفذت الاراضي المخصصة للأستثمار وجرى العبث بها وانتقل قلة بعدد الاصابع من الفقر المدقع الى الاثراء السريع على حساب مستقبل المدينة وسكانها, ومثل هذا عائقا رئيسيا من عوائق الاستثمار, يمكن اعادة بناء البنية التحتية واصلاح واستعادة الامن واصلاح البنية التشريعية, لكن استعادة اراضي الاستثمار بعد ان تم العبث بها امر صعب.. وادعو رئيس الجمهورية الى اصدار قرار يلغي بموجبه كل العقود التي منحت في اراض كانت مخصصة للاستثمار.

5. ان اذكاء الصراعات المناطقية المتسابقة على فيد الاراضي, قد اصبح عاملا اضافيا لعدم الاستقرار . فالقتال بين مافيات الاراضي يحصد يوميا ضحايا جدد. ولن يتوقف هذا العامل حتى يتحول الى ثارات قبلية مدمرة.

سوف يكون من الصعب ان تستعيد عدن حياتها الطبيعية اذا لم نقم حوارا بناءا ومنطقيا مع كل المكونات الجنوبية التي تتحكم بدون وعي في حرمان عدن من ان تصبح عاصمة حقيقية معاصرة مثل بقية مدن العالم اليوم.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر