- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
علي حميد الأهدل
الصحفي "دافونس" و "الحوثي" !
2019/02/03
الساعة 04:17 صباحاً
عزمت صديقي "دافونس" - زميل صحفي من انجلترا- على وجبة عشاء في احد المطاعم اليمنية بالرياض.
وكان من الشروط التي فرضتها عليه التخلي عن الملعقة وتناول الأكل بيده بعد أن حاول أكل الفحسة بالملعقة.
وبينما كنا منهمكان في تناول الطعام وانا اشرح له مكونات الوجبات .. تفاعل مع بعض اطباق المائدة وبدأ يتغزل بالفحسة والبرمة المرق والفتة الزبيدي.
سألته عن اكلاتهم الشهيرة .. ذهب بي الى الزمن الغابر ايام القرون الوسطى، والعصر الفكتوري في بلاده .. استرسل وتنقل بين مواضيع عدة بما فيها عن معيشة الناس في تلك الحقبة وكيف كان شعب انجلترا يعاني حينها من المجاعة وتسريب الاطفال من المدارس ...من اجل البحث عن لقمة العيش .. وفجأة توقف عن استكمال حديثه
وسألني : في أي عقد تم القضاء على الأمية في اليمن ؟!.
ابتسمت .. وقلت له : يا صديقي نصف الشعب "معقد" بلا تعليم والنصف الآخر المتعلم "معقد" خلقة من الله - لم يفهم قصدي لكنه ابتسم كعادته حينما لا يعرف معنى ما يقال له-.
اوضحت له اننا في المجمل ما زلنا في اليمن نعيش ما قبل العصر الفكتوري حقهم!.
وأكدت له انه ما يزال في اليمن مناطق وقرى لم تصلها بعد اساسيات الحياة كالمدرسة والوحدة الصحية والأسفلت والكهرباء وغيرها، وهذا كله الى ما قبل انقلاب الحوثي واشتعاله الحرب في البلد.
قاطعني وقال بلغة عربية مكسرة : المسؤولين اليمنين يأكلون بالملااكه - يقصد الملعقة- .
قلت له : هنا المشكلة الحقيقية يا صديقي ... ، ان المسؤولين طبقة استقراطية عالية وابناء الشعب لم يجدون ما يأكلونه بأيديهم..
توقف عن الأكل ، ثم قال بالحرف الواحد: هل في هنا يمنيين يحتاجون هذا الأكل -واشار بيده الى ما تبقى من الوجبة التي أمامنا -.
نظرت إليه قليلا وقلت له: هناك ملايين اليمنيين ولكن في داخل الاراضي اليمنية يتناولون باليوم وجبة واحدة إن وجدت، وينامون دون وجبة العشاء ، والآلاف منهم تحت رحمة الجلاد داخل زنازن ومعتقلات الحوثة يتمنون الموت باليوم الف مرة جلهم صحفيون وسياسيون وكتاب رأي.
قاطعني وقال "افوا"- أي عفوا -، الشارع الأوروبي والامريكي هو لا يعلم بهذا .. ، لماذا أنتم لا تخبروهم ان الحوثي ليس جيد ؟!
قلت له جميع المسؤولين اليمنيين ذهبوا أوروبا وامريكا عدة مرات ، ولم يتبقى احد منهم إلا وسافر إلى هناك بهدف كشف جرائم الحوثي.
قال : هم لا يعرفون بذلك ..
فقلت له: ونحن ايضا لا نعرف يا صديقي!!.
إضافة تعليق
أخترنا لكم
اختيارات القراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر