توفيق محمد
صمد بن دغر لأن عدن ترفض الإنقلاب لتذروه الرياح!
الساعة 01:45 صباحاً
توفيق محمد

رفضت عدن الإنقلاب . هكذا كان الرد .. وهذا هو عنوان الأسبوع بل الشهر، بل السنة البارز . العنوان الكبير الذي يلخص المشهد السياسي الوطني اليوم .

 هذا عهدنا بعدن . تلفظ، كما هو الحال ببحرها الأزرق، كل مخلفات الموت إلى الشمس لتحرقه، ثم تذروه الرياح !.

هذا هو العهد بعدن وبمدنية أهلها منذ القدم . منذ هوت إليها أفئدة الأحرار الثوار تترى قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ومابعدهما لتغدوا موئلاً لكل العقول النيرة وحاملي مشاعل التنوير والتثوير والتقدم الوطني.

هبّ الشعب رافضاً لمشاريع العنف والفوضى والتمزيق وتقويض الدولة ومؤسساتها. ورفض الانجرار نحو رمزية الدولة ممثلا بقصر معاشيق . عندما ظل بن دغر فوق الجبل كالنسر، لم تهزه قذائف مليشيا الإنتقالي ولا وعيدهم وتهديدهم. ظل في وكره حارساً أشم مؤتمناً على رعيته التي تولى أمرها بثقة من قائده فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.

رفض الشعب الانقلاب . ورفضته كافة المكونات السياسية والتنظيمات الشبابية والمرأة والنشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي والأحزاب . الجميع رفض الإنقلاب وإن تم صبغه بشعارات برّاقة لافتة للنظر وجالبة لمداعي مشاعر البسطاء والمظلومين . وأعلنت الأحزاب رفضها القاطع لأي دعوات للانقلاب على الشرعية وتقويض مؤسسات الدولة أو الخروج على المرجعيات، معتبرةً أن الأحداث التي شهدتها عدن، تصب في خدمة انقلاب الحوثيين. جاء ذلك في بيان، صادر عن هذه الأحزاب والتنظيمات السياسية وأكدت الاصطفاف خلف الحكومة ممثلة بفخامة الرئيس هادي ودولة رئيس وزرائه الدكتور بن دغر.

الكل يرفض العنف والفوضى عدى أدواته ومنفذيه ومريديه.

لقد راهن رئيس الوزراء وهو يرفض أن يتزحزح قيد أنملة من مواقع الخطر في قصر معاشيق عندما تم قصفه بوحشية وإجرام غير معهود، في محاولة مستميتة للسيطرة على قصر الحكومة ورمزية الدولة وظل صامداً شجاعاً مسؤولاً عن الحكومة ووجوديتها الرمزية ورفض التهاون أو الانصياع لطلبات الإنقلابيين بالمغادرة بل رفض المساومة وإن بكلمة واحدة حول هذا الأمر . طلبوا من ابن حضرموت البسيط، وطالب جامعة عدن المثابر، أن يغادر !. يا للعار .. تطالبون بن دغر أن يغادر عدن وهو الذي تنضعت جبهته من حرارة قيظها وشمسها عندما هرب هؤلاء المرتزقة ليقيموا فارهين مترفين في مصايف دول خارجية نعرفها جيداً.

طلبوا من بن دغر الفلاح في طفولته وصباه، وطالب التاريخ السياسي في شبابه من جامعة عدن، أن يغادرها وهو الذي نشأ بين جنبات سواحلها، وجبل شمسان الأبي. وتخضبت قدماه، كما كان يفعل كل يوم خميس، برمال سواحلها الذهبية اللماعة.

طلبوا منه مغادرتها عندما آثر البقاء بين جنباتها بروح مسؤولة غير معهودة إثر توليه رئاسة الحكومة معايشاً لقضاياها وهموم أهلها ومتلمساً احتياجاتهم ومتجولاً بين أبنائها البسطاء بدون حراسات وترتيبات أمنية . يزور هذا ويواسي ذاك ويطبطب على كتف طفل فقد والده في اتون حروب هذا البلد التي لا تنتهي، ويتصل بهذا المريض ويعزي آخر ليواسيه . ويواصل الليل بالنهار متلمساً مشرفاً على توفير كهرباء عدن وماؤها وأمنها ورواتب أهلها الخ ومعها كل المحافظات المستعادة. وكان يرفض ذكر كل هذا في وسائل الإعلام بداعي أنها من صلب مسؤولياته، فهل يجازى بهذا الفعل المشين والمؤسف ؟!

تطلبوا من بن دغر أن يغادر لتتولوا السلطة الآن ؟! . لماذا لم تقفوا في عدن عندما كانت  تعيش في ظلام دامس، والاغتيالات تحصد خيرة أبنائها بشكل يومي والرواتب منعدمة والمشافي متوقفة عن العمل، والبنوك مغلقة والمطارات خرابة والسواحل موحشة والطرقات مشققة والنفوس مكلومة وووو ؟ لأنكم ، ببساطة، لستم رجال دولة. بينما  الآن تريدون المناصب الجاهزة ؟!

يالكم من لؤماء تعساء !.

عدن ترفضكم . الإقليم قال كلمته واضحة مجلجلة: "لا لتقويض سلطات الدولة".

 فهل وصل الدرس يا قتلة ؟

اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر