الرئيسية - محافظات - مليشيات الحوثي تقمع احتجاجات في تعز وتعتقل عدد من المتظاهرين
مليشيات الحوثي تقمع احتجاجات في تعز وتعتقل عدد من المتظاهرين
الساعة 12:24 صباحاً (المنارة نت / متابعات خاصة)

فضت مليشيات الحوثي احتجاجا شرقي محافظة تعز، جنوب اليمن، وزجت بمدنيين إلى معتقلاتها، تزامنا مع عرض عسكري لاستعراض قوتها رغم الهدنة.
وخرج عشرات المتظاهرين في احتجاج سلمي ببلدة “الجند”، بمديرية التعزية في محافظة تعز، تنديدا بتردي الأوضاع الصحية وتواطؤ مليشيات الحوثي مع المستشفيات الخاصة، التي تحولت إلى “مسالخ بشرية”، وفق محتجين غاضبين.
وقالت مصادر محلية “إن دوريات مدججة بالأسلحة للحوثيين حاصرت وقفة احتجاجية نظمت يوم أمس الإثنين، تنديدا بمقتل مواطن في أحد المستشفيات الخاصة، ببلدة “الجند”.
وبحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي فضت بقوة السلاح الاحتجاج، ومضت إلى مطاردة المشاركين نحو منازلهم، حيث شنت حملة مداهمة للسكان، واعتقلت حتى فجر الثلاثاء، نحو 10 مدنيين.
ورجحت المصادر نقل مليشيات الحوثي المعتقلين إلى مدينة الصالح، السجن السري سيئ الصيت، بعد أن اتهمتهم بإثارة الفوضى، مشيرة إلى أن الحوثيين رفضوا كشف مصير المعتقلين لعائلاتهم وذويهم. 
والجند، بلدة ذات أهمية دينية كبيرة، ففيها مسجد الصحابي “معاذ بن جبل” الذي شيده بأمر من الرسول الكريم، في السنة الـ10 من الهجرة النبوية، ويعد أقدم مساجد اليمن، وأكثرها شهرة وقدسية، ويبعد نحو 22 كيلومتر عن مدينة تعز شرقا.
ويمنع الحوثيون أي احتجاجات شعبية تنديدا بالخدمات والأوضاع المعيشية، لمخاوفهم الشديدة من انتفاضات داخلية، تقتلع سطوة بطشهم في المحافظات الوسطى والشمالية، وفق نشطاء يمنيين.
بالتزامن مع حملة المداهمات والاعتقالات، نظم الحوثيون عرضا عسكريا فيما يسمى “المنطقة العسكرية الرابعة” في ذمار، التي يشمل مسرح عملياته بتعز والضالع والبيضاء وذلك لاستعراض قواتهم وبعث رسالة تحدي للهدنة ولمجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي.
استعراضات الحوثي ضمت قرابة 4 آلاف مجند إرهابي بجانب نحو من 180 آلية ودورية محملة بصواريخ مضادة للدروع وقناصات ومدافع متنوعة ومسيرات من طراز “رجوم” وهي جزء من قوة عرضها الحوثيون قبل أيام في صنعاء تحت ما يسمى “المنطقة المركزية”.
وجاء العرض العسكري بعد حشد الحوثيون مليشياتهم من صنعاء وعدة محافظات وذلك من أجل بعث رسالة تُكرس حصار مدينة تعز المفروض منذ 8 أعوام والذي رفضت المليشيات فتح أي طرقات إليها بموجب الهدنة.
واعتبر ناشطون وسياسيون عروض الحوثي العسكرية تأكيدا على أن المليشيات الانقلابية بدعم إيراني “لا يمكن أن ترضخ للسلام دون الخيار العسكري” حتى وإن تم تمديد الهدنة التي تستغل للحشد وترتيب الصفوف.
وكتب رئيس تحرير صحيفة “الشارع” نائف حسان أن “الحرب هي ممارسة السياسة بوسائل أخرى”. وبغير الحرب لا يمكن الوصول إلى سلام حقيقي، ومليشيات الحوثي لن تقبل بالسلام دون أن يتم إجبارها وإخضاعها.
وذكر حسان على حسابه في موقع “فيسبوك”، أن الحوثي “ليس مجرد عصابة مليشياوية، بل مشروع سياسي ظلامي استخدم القوة المسلحة الغاشمة للسيطرة على الدولة، وفرض هيمنته على المجتمع عبر الحكم بالإرهاب”.
وتساءل قائلا: “من سيجبر مليشيات الحوثي على الالتزام بخيار السلام، وإيقاف جرائمها ونزوعها الدموي المستمر، وهيمنتها الإرهابية على المجتمع؟”، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي عاجز في وقت يحتاج السلام إلى قوة تحميه وتفرضه على الجميع. 
وفي ذات الاتجاه، ينظر الناشط السياسي عبدالحليم عبدالوهاب إلى أن استعرض مليشيات الحوثي للقوة في هذا الوقت أمر طبيعي، باعتبارها أحد أوراقها خلال السلام الهش.
وأضاف” أن الحوثيين يبحثون عن نصر معنوي خلال الهدنة واستعراض القوة القوة يستهدف ضمان الحصول على مزيد الموارد والمكاسب.
وحث المجلس الرئاسي على “مقابلة عروض التحدي لمليشيات الحوثي بحزم وردع والابتعاد عن الضعف لأن ذلك ينعكس في ميزان القوة أمام الوسطاء الدوليين”، وفق تعبيره.
ويوافقه الناشط السياسي رامز الشارحي الذي أشار إلى أن “واقع الهدنة قابل للتمديد بفعل الظرف الدولي والإقليمي وأن بنودها السابقة واللاحقة لا تعني شيئا في معركتنا مع مليشيات الحوثي، حيث أن الانشغال في الحديث عنها وعن بنودها شيء من العبث”.
لكن الناشط الشارحي، وفق ما ذكره على حسابه في “فيسبوك” يرى أن تمديد الهدنة “يعد فرصة “جيدة للبناء الداخلي والتطوير وإزالة عوامل الفشل السابقة، ولإغاثة الناس وتوفير مقومات الحياة الأساسية لاستعادة ثقة المواطن بالدولة، وحشد الجماهير والترتيب للمعركة الكبرى والفاصلة” مع مليشيات الحوثي.
من جهته، قال سفير اليمن في لندن ياسين سعيد نعمان إن ما تقوم به مليشيات الحوثي من استعراض لقواتها المليشياوية المجهزة بأسلحة حديثة عشية انتهاء الهدنة يفضح “عويلها المستمر عن الحصار”.
وأكد أن ادعاء الحوثي للحصار هي “أكذوبة هدفها تغطية الأسباب الحقيقية للبؤس الذي يعانيه اليمنيون وإعادة إنتاج الحرب في صورتين متناقضتين: بؤس اجتماعي وجوع ومعاناة، وأخرى بذخ وثراء نخبوي متسلط وتسليح حديث وإنفاق عسكري يفوق الوصف”.
وتنتهي الهدنة التي استمرت 4 أشهر مساء اليوم الثلاثاء؛ ولكن تم تجديدها اليوم لستة أشهر للمرة الثالثة دون أي تغير للواقع.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص