- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
التمهيد لتسوية ما مع العنصرية الحوثية لن يمر من طريق التقطع لحركة يمنية تشتغل على ذاتها وهويتها الوطنية بالعودة الواعية أو بالاستعادة المسببة بعنصرية البندقية السلالية.
الأقيال هي فكرة فذة قيد التطور والنمو والتشكل، من الوارد والطبيعي تماما أن تترافق البدايات والمسارات الطبيعية لنمو وتشكل أي كائن حي (كيانا وحركة وثقافة ووعيا) بعنف واندفاعة وفوران الفتوة ومقتضيات ذلك مغالبة ومغالاة ومراجعات لا يتصور أن تتوقف أو تقف عند حد وميقات.
نحتشد ونرمي بسهام وعينا (عن إدراك ووعي تام بظروف وملابسات وشروط وطبيعة النشوء والنمو والتطور والتجربة بكافة ملابساتها)؛ وراء حركة فتية، تقبض جمرة الوعي اشتغالا، وتستعيد زادها وطاقتها الأصيلة استزادة من صميم الذات الغنية والهوية الثرية العظيمة المجهلة والمدفونة والمبعدة عن الدرس اليومي وموضوعه طوال فصول وسنوات وعقود متقادمة. وسوف يكبر الجنين سريع النمو والاكتمال ويرشد ويسترشد وينمذج أدواته وخطابه ويملك مشروعه الناجز حتما، شاء أو أبى من عادى أو استعدى ابتداء أو تلفع بمقولات منبتة عن المجال الحيوي لحركة فكرة حية تتدفق في مجرى الأيام كحتمية لا تستمد ضرورتها من جماعة أو حزب أو قبيلة.
لا يضير الأقيال أن يقال بأنهم رد فعل على عصبوبة وعنصرية الإمامية السلالية الكهنوتية. وهم بهذا المعنى ليسوا طارئين على مسرح التاريخ في اليمن ولكنهم رجع صدى يتردد في دروب القرون لحركة الاعتصام والاعتصاب بالقومية وبالهوية والذات اليمنية من بداية البداية على طروء داء ووباء العنصرية والإمامية الوافدة. ثم إن التاريخ والثورات والتحولات والحروب وصعود وأفول الدول والحضارات والأفكار والحركات جميع ذلك ليس إلا سيرة أفعال وأفعال مضادة أو مقابلة.
وليس على الناس من حرج؛ الذين يتخذون سبيلا، ويأخذون حقهم في المغايرة والتخندق وتجريب أنفسهم وخياراتهم واكتساب المشروع، تراكما عن تجربة تعتمل صوابا وخطأ ككل حركة وعمل لا يخلق أو يوجد مكتملا دفعة واحدة وإلى الأبد.
ومن المفارقة أن ما يحتسب لكل مد فتي وحركة ناشئة سوف تجد أنه يحتسب (كما تجد ذلك في سفسطات وجدليات ومنابزات ناقدة أو ناقمة أو متطفلة على موائد الأحفاد تبابعة وأقيالا) على جمهرة المكون الفتي من المعتصمين بلواء اليمنية الصرفة وبنقش المسند وبأصالة وجدارة هوية أضاع ميراثها وخان جدارتها كثر مهدوا وطوعوا أمة التبابعة والأذواء والمكاربة والأقيال لحساب عنصرية وكهنوت وعصبوية لعينة ودخيلة ودعية استرقّت أسياد الأرض والبلاد واستعانت بالعكفة الأفرقاء من كل شكل ولون وكيان ومكون لترضيخ المارد وتدجينه وتغريبه عن ذاته وتغريب اليمني عن التبع والماجد والمجيد والسيد فيه بالأصالة.
واستطرادا، ليس على الناس، حرجا أو سبيلا، المتحالفين وأنفسهم وأحقيتهم وبلادهم ومستقبلهم، أن يجدوا أنفسهم ويمارسوا تجربتهم ويخلقوا مسارهم ويختطوا مصيرهم بكل ما فيهم ويحق لهم من كبرياء وحيوية وثورية ويمنية جامحة جارفة؛ بعيدا عن الوصاية من كل وأي نوع وماركة، وبعيدا عن الإكليشات الكيانية والعصبوية والصنمية والإيديولوجية والنماذج الطوطمية العصاباتية الجاهزة والتي تختطف وتفسد وتغيب الحياة والمجتمع وحركة التطور والتعافي في اليمن من مسافة عقود وضمنها جميعها تلبست وتسترت وتسرطنت الإمامية العنصرية مع وبعد كل جولة حتى خلعت عنها ستارة وقشور المسميات الزائفة والمخادعة وفتكت بدولة وبلاد وحياة ومستقبل اليمنيين، وتواطأت جميع النخبويات الرخوة والقفازات البائسة على الانبطاح والانطراح وكشفت في لحظة واحدة وشاردة ظهر البلاد والمجتمع.
ليس عليهم (الأقيال) أن يستأذنوا أو يأخذوا إجازات ومباركات من سدنة الكهف والمعبد والدير والكنيس والمسجد والجماعة والتنظيم والحزب والطائفة والقبيلة وكل الذين استنزفوا عروس 26 أيلول سبتمبر العظيم وتواطأوا تباعا ضد اليمن الجمهوري شاردا عن وارد وأبا عن جد ومريدا عن مرشد.
ربما يكون قد فاتنا الوقت ولم يعد التوقيت حليفنا (الجيل الذي ننتمي) لنمارس أي من التطلعات أو الادعاءات، لكننا نتطلع بثقة ورجاء لجيل فتي وحركة فتية تنمو وتتبلور وتكتسب أو تكتشف نفسها وخيوط نسيجها الهوياتي يوما فيوم خارج الصندوق وبعيدا عن سدنة الوصاية وآباء التعليب والتلقين وخطة عمل مدارس وأحزاب وجماعات وقبائل وعصابات التدجين والقولبة.
السياق اقتضى البدء أو الختم بإشارة إلى مفاعيل “خطة” سافرة وحاسرة الشعر تجول في الأرجاء موكلة بمناجزة أعدى وأعتى حركة صد ومد ضد العنصرية الحوثية ولحساب صفقة تعايش وغرفة مبيت – (مبيتة)- مع المشروع الإمامي العنصري الذي يحصل في الأثناء ومجددا وبطرائق جددا على خدمات عكفة في مقام نائب الفاعل لضمير مستتر.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر