في اعتقادي ان التخريجة او الصيغة الحالية لسلطة الشرعية والمكونات المناوئة لمليشيا الحوثي ، تعد ضرورة ملحة في هذا الظرف. مهما كانت الملاحظات، فهي خطوة في الاتجاه الصحيح، لبدأ مرحلة جديدة في ادارة الصراع ، وباستراتيجية جديدة، تقوم او تنهج سياسة او مبدأ السلام.
لن نشير او نتناول مبررات هذا التحول في ادوات وسياسة ادارة الصراع، فطول فترة الصراع وانسداد الافق المؤدي للحسم او الحل بالادوات والسياسة السابقة مبرر جوهري لهذه الصيغة، وايضا لن نخوض بالاجراءات المتبعة لهذا التحول، ونوايا او اجندة الفاعلين الاساسيين في ادارة هذا العملية، فالنفترض حسن النوايا ونبل المقصد.
الاهم هو الايفاء بمتطلبات ومقومات النجاح لهذه المرحلة، ابتداء بتصويب العلاقة بين الاطراف سواء فيما يتعلق بعلاقة التحالف بالشرعية،او العلاقات الداخلية بين مكونات سلطة الشرعية فيما بينها.
ايضا الجدية في عملية الاصلاحات المالية والادارية،واعادة بناء وهيكلة المؤسسات، مدنية وعسكرية وامنية على اسس وطنية سليمة، وتجنب ازدواجية المعايير في التدخل والدعم والتعامل مع وبين المكونات المختلفة من قبل دول التحالف خصوصا المملكة السعودية ودولة الامارات.
اما مكونات سلطة الشرعية عليهم الاستفادة من تجارب الماضي البعيد والقريب، والتخلي عن الممارسات الخاطئة اللامسؤولة وسياسة السيطرة والاستحواذ،والاقصاء، والتوظيف السلبي للامكانيات والوسائل الاعلامية، وتقديم الدعم اللازم لعمل المؤسسات والاجهزة الرسمية بما يمكنها من اداء مهامها ،وتحريك عجلة التنمية.
كل ذلك سيؤدي لايجاد وضع متمايز في مختلف المجالات والجوانب في مناطق سيطرة سلطة الشرعية عما هو سائد في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية الانقلابية.
وهذا الفارق والتمايز بالاضافة لاستراتيجية او سياسة السلام كشعار معلن وملازم كنهج لسلطة الشرعية في ادارة الصراع في هذه المرحلة، وهو مطلب كل اليميين قاطبة عدا المستفيدين من استمرارة.
كل ذلك كفيل بتجفيف مصادر رفد المليشيا الانقلابية ، وانحسار وتآكل حاضنتها وافلاس خطابها السياسي التبريري ، وهذا بدوره يفقد الحركة الانقلابية مقومات استمرارها في نهجها ،فتذعن لعملية سلام او تسهل عملية حسم المعركة لصالح سلطة الشرعية في استمرارها في خيار المواجهة العسكرية.
وعليه فإن طول فترة الصراع في هذه المرحلة يتوقف بدرجة اساسية جدية وسرعة وسلامة تحقق متطلبات بناء ادوات ادارتها، وفق السياسة والنهج المعلن.
