- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
لا ينبغي أن تذهب جهود العرب ودماؤهم في اليمن إلى سقوط الوحدة وتقسيم اليمن. هذه جريرتها لا تقل فداحة عن جريمة الحوثيين في صنعاء، ولا ينبغي لكل شريف في اليمن الصمت على ما يجري في عدن من ممارسات ترقى إلى درجة الخطورة القصوى تمس أمن عدن وأمن مواطنيها، وأمن واستقرار ووحدة اليمن، وفي غياب الإرادة الوطنية. هناك في صنعاء يجري تثبيت الانقلاب على الجمهورية، وهنا في عدن يجري الانقلاب على الشرعية ومشروع الدولة الاتحادية، اليمن تتمزق لأننا نصمت ولا نصرخ ونخاف قول الحقيقة.
إيران تسعى للحصول على تعزيز لوجودها في اليمن عن طريق الحوثيين، وبالتقسيم نحن نعطيها ثلث الأرض وثلاثة أرباع السكان، لتحكم وتتحكم بهم، ستغدو ممارسات البعض منا التي تستهدف الشرعية مكاسب كبيرة بيد العدو، وخطراً حقيقياً على أمننا الإقليمي والعربي، سيغدو الحوثيون مشكلة أخرى في الوطن العربي تثخن في جراحه.
وحدة الموقف العربي والصراحة والصدق كما يتجلى في موقف المملكة وما نأمله ونتوقعه مخلصين في موقف الإمارات وكل دول التحالف العربي في التعامل مع الأزمة في عدن التي تنحو شيئاً فشيئاً نحو المواجهة العسكرية الشاملة شرط لإنقاذ الموقف، كما هي شرط لإنقاذ اليمن من التقسيم والتقزيم. ينبغي الامتناع عن الممارسات غير الواعية في عدن، هذه خدمة مباشرة للحوثيين وإيران، وحلفائهم في المنطقة.
فشلوا في إثارة أبناء عدن على الحكومة عبر تدمير الخدمات والمرتبات فانتظمت الخدمات والمرتبات، لجأوا لإسقاط الحكومة عن طريق تدمير الريال اليمني ففشلوا، والفضل هنا يعود للمملكة التي رفدت خزينة اليمن بملياري دولار، اليوم يتحركون عسكرياً، باستحداث نقاط عسكرية جديدة والهجوم على معسكرات الشرعية، ومكنة إعلام هائلة، هذا أمر خطير، وعلى التحالف والعرب جميعاً أن يتحركوا لإنقاذ الموقف، فالأمر بيدهم دون غيرهم، والأمل كما نراه نحن في الحكومة معقود على الإمارات العربية المتحدة، صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن.
أغاضهم وأثار حفيظتهم نحاج الحكومة في استعادة مؤسسات الدولة، ودعم جهود بناء الجيش والأمن، وتنفيذ العديد من المشاريع، أغاضهم أن الشرعية، شرعية الرئيس المنتخب من الملايين من أبناء اليمن لا زالت تقف صلبة على أرض الواقع، فلجأوا لأكذوبة الفساد، سخروا لها إعلام دون ضمير، وأقلام دون وازع من عقل أو دين. لديهم المال، وقد سخروا المال لإسقاط الشرعية وتدمير البلاد، والقضاء على مشروعها الاتحادي.
اليوم لا يمكن لأحد أن يقف في المنطقة الرمادية بين الحفاظ على بلاده موحدة، وبين التقسيم، لا يمكن السكوت على معاول الهدم لشرعية تقاتل العدو تحت أي ذريعة أو مبرر، دم اليمني على اليمني حرام، ودم الإنسان على الإنسان حرام.
يجب أن تتوقف الاشتباكات فوراً، وأن تعود القوات إلى ثكناتها، ويجب العودة إلى حوار بين أطراف الحكم في عدن، ويجب ألا يقبل الحلفاء اليوم تصفية الشرعية التي رعت التحالف لخوض المعركة مع الحوثيين. إنها كارثة إذا حدثت، أما الحكومة فإن أي إنسان عاقل ومحب لأهله لا يمكنه قبول منصب رئيس الوزراء أو البقاء فيه على أشلاء اليمنيين أياً كانت انتماءاتهم، ووحداتهم، ومناطقهم وشعاراتهم.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر