- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
في ساعة متاخرة من مساء يوم امس، تلقيت مكالمة هاتفية من والدتي الحبيبة التي تعيش في العاصمة صنعاء منذ سنوات . ومنذ اللحظة الأولى لفتح خط التلفون لأرحب بها، خاصة وقد مضت على آخر مكالمة بيننا نحو أسبوع كامل، هلعت صارخة بصوت خائف: طمني عليك ابني طمني عليك أنت بخير انت بخير؟ وعندما طمأنتها، ردت: طمني على اخوانك كيف هم وأين هم الآن؟ ثم تمتمت بصوت تخنقه العبرة: الله ينتقم من كان السبب الله ينتقم من الحوتي. وكل من تعاون معه الذي فرقنا وشتتنا والله يحفظكم من شر الاشرار ، حاولت مقاطعتها ولكن صوتها الحنون والدافئ الذي قطع قلبي وجعلني أشعر بمرارة الوطن الذي فرقته الصراعات ومزقته الحروب من اجل ماذا ؟ لا أدري ! امي وقد تغير صَوتهاء جراء بكائها المنحوب، أردفت قائلة: تركتم لهم صنعاء لماذا يذهبون إلى عدن وماذا يريدون الا يكفيهم مادمروه في صنعاء نعيش في الظلام ومتوكلين على الله في عيشتنا لماذا يذهبون الى عدن الله ينتقم منهم ومن سيدهم الحوتي.. كلماتها المتتالية ودعواتها التي غمرت قلبي سعادة وطمأنينية مع شعور بالحزن العميق على فراقها عني فضلت البقاء في صنعاء حارسة على بيت دفعت دم قلبها في بناء لبناته واحدة واحدة لتأمن مستقبلنا ورفضت ان تغادره لتحرسه وقالت: اذهبوا إلى عدن حيث الأمن والأمان. كان ذلك في بداية عام 2017 وعشنا حياة كريمة فيها الأمن والأمان لم نشعر يوما بالخوف وتقاضينا مرتباتنا التي نهبتها مليشيات الحوثي وعشنا حياة أفضل لأننا شعرنا بالأمان وابتعدنا من ميليشيات الحوثي التي قتلتنا وقتلت اهلنا في عدن.
حاولت اطمئن أمي ان الحوتي لن يأتي عدن ، لم ادرك أن أمي تشاهد قناة اليمن التي تبث من صنعاء واستمعت إلى قناتهم أن غداً سيتم تحرير عدن من مرتزقة العدوان وطرد حكومة هادي أمنية صعبت عليهم ووجدوا من يقوم بها ليساندوه اعلاميا. حاولت ابعادها عن ذلك سألتني بخوف الأم الصادق، قلت لها: يا أمي ثقي في ربنا ثم في الملك سلمان وأخيه الرئيس عبدربه هم قادرين على الانتصار لقضيتنا وشعبنا والله معنا يا أمي لن تكون معاناتنا في عدن اكثر من معاناتك في صنعاء وإن شاء الله سوف ننتصر وسوف تعود اليمن واحدة ولها رئيس واحد وجيش واحد وغدا ستعود الطيور المهاجرة إلى أعشاشها التي اشتاقت لها، أما أنا سأعود إلى حضنك انتِ وطني يا أمي . نعم انتِ وطني الذي الجأ اليه عند اشتداد المحن في هذا البلد المجبول بالمعاناة، وطني الموحد الذي لايمكن لأي قوة أن تمزقة ولن أسمح بانتزاعك مني لايستطيع احد تغيير اسمك بعد هذة العمر الطويل. سأقبل التراب الذي تسيري عليه وسأكون الإبن المخلص البار لك . سأحرص على طاعتك انتِ امي!! وانتِ وطني!! وانتِ أغلا ما أملك!! .
سأطلب من الله أن يحفظك لُي يا أمي لي ولأخواني وأخواتي وللأعداء سأقول: اتركوها لي فقط، وخذوا كل شيء .. فقط هي وطني! الذي يعصب عليكم تمزيقها وهي ارضي الذي يصعب عليكم تقاسمها..
العاصمة المؤقتة عدن
28/01/2018
نهاية مهلة ميليشيات الحوتي للحكومة الشرعية (عفو) مهلة ميليشيات المجلس الانتقالي للحكومة الشرعية
الساعة 1ص الاحد
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر