على اسوار معاشيق .. سيُهزم رامبو المزيف
الساعة 04:07 مساءاً

في الاصل يتكون قصر معاشيق من مجموعة فيلات تقع على تلة صخرية تطل على خليج عدن وكان الفضل 
في بناء اول فيلا تشبه القصر للتاجر الفرنسي توني بس في منتصف خمسينيات القرن الماضي ، تبعه بعض 
التجار الاجانب ببناء ست فيلات اخرى ، بعد الاستقلال اُممت تلك الفيلل وتحولت الى دار للضيافة الرئاسية . 
بعد ان اصبح عبدالفتاح اسماعيل اميناً عاماً للتنظيم السياسي الجبهة القومية اتخذ من الفيلا رقم (1) مقراً لاقامته 
لعدة سنوات .
حدثني احد اصدقائي المقربين من عضو بارز في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني إن علي عنتر 
وكان حينها وزيراً للدفاع هدد باقتحام معاشيق (مقر عبدالفتاح اسماعيل) بالدبابات اذا لم يقدم استقالته من 
منصبي رئيس الجمهورية والامانة العامة للحزب . وكان ذلك اثر اخفاق الجيش الجنوبي في تنفيذ خطة 
الاجتياح الخاطف والسريع للشمال واسقاط النظام وإعلان الوحدة عام 1979م بسبب ضعف الاستخبارات 
والاستطلاع العسكري وعدم قدرتها على تنفيذ مهامها المحددة في خطة الحرب ، وكان على وزيرالدفاع (على 
عنتر) ان يتحمل مسئولية ذلك الاخفاق امام اللجنة المركزية والمكتب السياسي . 
بعد مشاورات ومداولات استمرت عاماً كاملاً  طرح مشروع قرار يقضي بنقل تبعية الاستخبارات العسكرية 
الى لجنة امن الدولة التي ستشكل على غرار جهاز الاستخبارات في الاتحاد السوفيتي (كي بي جي) ، لكن علي 
عنتر رفضه بشدة معتبراً ان هذا تدخل في مهام وزارتة ، واعتمد في هذا الرفض على قادة الجيش الذين ينتمون 
الى منطقته والمناطق المتاخمة لها ، وقد تطور الوضع الى حد التهديد والتخوين والكيد .
يواصل صديقي حديثه ويقول : في السابع ابريل عام 1980م انفجرت الازمة ، وهدد علي عنتر باقتحام 
معاشيق اذا لم تقر اللجنة المركزية اقصاء فتاح من مهامه .. كان الوضع صعب جداً والمصادقة على هكذا قرار 
يشكل خطورة وعدم المصادقة ايضا تشكل خطورة اكثر ، معظم الاعضاء كانوا في حيرة شديدة بين القبول 
والرفض وقبل ذهابهم الى إجتماع اللجنة المركزية الساعة السابعة مساءً 20 أبريل 1980م كان على تكتل 
الفصائل السياسية المنضوية داخل الحزب  الذهاب برأي موحد ، فاجتمعوا برئاسة علي باذيب في بيت احد 
رفاقهم للتشاور ، وقد فاجأهم علي باتصال تلفوني نصه : هاااا اتفقتوا ، وإلا شوفوا الدبابات جاهزة .
هكذا عملوا مع قحطان ومع محمد علي هيثم و مع سالمين الذي اعدموه في معاشيق وهكذا ارادهوا تكرار 
السيناريوا مع علي ناصر محمد ، لكن البطل قتل في نهاية الفيلم ، وبعد 30 سنة ظهرلنا رامبوا مزيف ، يريد ان 
يقتحم تحصينات معاشيق بالدبابات البشرية  (الناس الغلابة) الذي يبحثون عن  قشّة نجاة التي تنتشلهم من شبح 
الفقر وتدهور الاقصاد بسبب ويلات الحرب .. استغلهم رامبوا وحشدّهم ليفتحوا له الطريق الى معاشيق رمز 
السلطة والحكم . لكن هذا لن يحصل ابداً ، هناك فرق شاسع بين الليلة والبارحة يا قوم .

ساخرووف
27 يناير 2018م