سامي الشاطبي
سيئون ..كأسان للماضي والحاضر
الساعة 02:27 مساءاً
سامي الشاطبي
ليس ثمة مدينة تمنح اللا مشغوف شغفاً كسيئون..إنّها درة حضرموت الواقعة هناك في منتصف الطريق..

سيئون ورغم ان مساحتها لا تزيد عن (804) كيلو متر وهي تعتبر كنقطة في اراضي اليمن، الا انها تكتنز تاريخا عريقا يكاد يطغى على مجمل المنتج التاريخي لليمن!

قد اكون مبالغا في تلك التخريجة، لكن الشغف بسيئون والذي يمسك بتلابيب الزائر من اول نسمة هواء سيئونية عليلة يكاد يُجمع على ما اذهب اليه.

هكذا ببساطة.. انها متحف كبير في مساحة صغيرة تروي قصصا متنوعة عن حضارات شهدتها ..بين كل شارع وشارع في سيئون مبنى أو مأثر او شاهدة ..كل مأثر يحكي عن زمن تليد ..كل شاهدة تروي قصة حضارة عريقة تراها تسكن في وعي ناس سيئون الطيبين. 

مدينة سبأئية عتيقة  عاشت تحت ظلال الدولة السبأئية وكانت لها صولات وجولات .

ان انهيار حضارة سبأ قد تسبب ايضا في انهيار الكثير من المعالم والمأثر في سيئون لكنها حافظت على ما استطاعت .. في الفترة الإسلامية ظهرت كقرية وفي سرعة البرق ولانها من نسل سبأ تطورت متحولة الى مدينة ومن مدينة الى سلطنة ..حكمها بنو الحارث وقامت فيها الدولة الكثيرية .

ولعل حصنها المعروف بالحصن الدويل..قصر السلطان مقر السلطان الكثيري " غالب بن محسن الكثيري " لخير شاهد على اصالتها وعراقتها. في سيئون المئات من المعالم والشواهد ولعل ذلك يتطلب المئات من الصفحات لكن ما هو المهم والاهم برأي من سرد كل تلك الشواهد ..انه انعكاس تلك الشواهد في وجوه ابناء سيئون الطيبين..دماثة الاخلاق والتي ورثوها عن حضارة سبأ ..انغماسهم في العلم والتي اكتسبوها من شواهد سلطنتهم الكثيرية ..

كل حضارة كل شاهدة وضعت بصمتها في ابناء سيئون..عاكسة مجتمعا اصيلا  ولعل شخصا مهتما بالثقافة مثلي لا يستطيع الا وان يتوقف امام علي احمد باكثير ..رمز اليمن واديبها الكبير ..اتجهت نهارا الى بيت علي احمد باكثير والذي تحول الى مزار ..لم يتسنى لي الدخول نظرا لان سيئون تحتفل بعيد الاضحى المبارك ..تحسست البيت من الخارج ..

كم كان علي باكثير عملاقا في انتاجه الابداعي والادبي .. هكذا كان أدبائنا ..عمالقة..كبار..رفعوا شأن وطنهم في كل المحافل..لم تعنهم بلاهات الساسة وتفاهات الجهلة ، لأن الآم الإنسانية كانت قضيتهم وقصتهم الكبرى.. حفروا في الصخر كلمات انارت للمسحوقين طريق الحرية والعدالة لذلك كرمهم الكبار لأنهم كبار

سلام عليك ورحمة أستاذنا علي أحمد باكثير سلام وعليك سيئون ..درة حضرموت..الشاي في مقاهيك كأسان ..الاول كأس يحيل الشارب الى الماضي حيث الاصالة والعراقة والثاني كأس يحيل الى الحاضر حيث ناسها الطيبين يفتحون الف باب وباب لكل قادم ونازح !
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً