رشاد المخلافي
الشرعية ..خيار وطني
الساعة 01:14 مساءاً
رشاد المخلافي

المعركة الوطنية المقدسة التي يخوضها الجيش الوطني، ومعه الشعب اليمني هي معركة مصيرية وجودية  يجب الإنخراط فيها والانضواء تحت راية الشرعية الدستورية الوطنية بقيادة فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن خلفه كافة أبناء الشعب، كونها طريق الخلاص، والمسلك الوحيد للانخراط في معركة الوطن ضد قوى الظلام المليشاوية السلالية العنصرية المتغولة  في الإجرام، والتي صادرت اليمن أرضاً وإنساناً وهوية، لأكثر من (1200عام).

إن هذه السلالة الاستعلائية العنصرية القادمة من غبار التاريخ ماتزال تجتر ماضيها الأسود المتخلف البائس، وتستميت في محاولة فرضه بالقوة في محاولة لإعادة  الشعب إلى حضيرة العبودية بعد أكثر من نصف قرن على  تحرره في أعظم ثورة في التاريخ اليمني والتي انطلقت صبيحة ال 26سبتمبر عام1962م للخلاص من الف عام تميز بالإنحدار والانحطاط الحضاري تحت حكم هذه السلالة الخبيثة التي انحرفت بالعقيدة الإسلامية وقيم المجتمع عن مسارهما السوي..

وإن أي أعمال أو تحركات لاتصب في هذا الاتجاه وتغرد خارج السرب مرفوضة شعبيا ورسميا، كونها متصادمة مع الخيارات الوطنية والقبول بهكذا أدوار رخيصة خيانة وطنية عظمى.

وإن أي محاولة لخلق كيانات خارج إطار الشرعية والجيش الوطني ستكون محط مواجهة واستنكار وسخط شعبي عارم، كونها عمل عدائيا ضد الوطن والشعب والمستقبل ولن يكتب لها النجاح، باعتبارها ميلشيا مسلحة مثلها مثل مليشيا الحوثي الإيرانية، يجب  مواجهتها عبر الجيش الوطني ومن خلفه الشعب..

وفي ظل الوضع الاقتصادي والإنساني المتردي والكارثي، لم يعد الوطن يحتمل المزيد من التصرفات المراهقة الرعناء، والتي لم تكترث لمعاناة الناس وآلامهم، ويكفيه 33 سنة من الانحرافات والتشوهات والتخريب الذي طال الشأن العام، والخاص، ويكفيه الفشل الذريع والمتكرر على مستوى كل الأصعدة في ظل نظام صالح وعائلته، الذين أوصلوا الشعب إلى طريق وأفق مسدود.

وتكفي صفحاتهم السوداء وسجلاتهم الحافلة بالفساد لخيانة الوطنية العظمى والتي قادت الانقلاب السافر على الدولة والشرعية وعملية الانتقال السياسي والديمقراطي في 21سبتمبر 2014م (أيلول الأسود)، هذا الانقلاب الذي أدخل البلد في حروب انتقامية وعبثية مدمرة، وقذف باليمن إلى المستنقع الإمامي الفارسي، نتيجة تلك المراهقات الرعناء واللامسؤولة من قبل صالح وأفراد أسرته.

هؤلاء هم من غدروا بالوطن وبالثورة والجمهورية واستدعوا المليشيا الامامية وسلموها السلاح والمعسكرات والبلد بكل إمكاناتها ومقدراتها على طبق من ذهب، بعد أكثر من 50 عاما على الثورة والجمهورية، وهم أنفسهم الذين أشعلوا الحروب الانتقامية والعبثية ضد الشعب والوطن والشرعية المنتخبة، وأسقطوا  الدولة والثورة  والجمهورية، وهم الذين قاتلوا في صفوف الإمامة وتمترسوا في خندقها ضد الوطن والشعب وشرعيته الدستورية.

فهاهم اليوم يقعون في شباك مؤامراتهم ودسائسهم وشر أعمالهم، لقد شاءت الأقدار الإلهية أن يكتووا  بجحيم  الإماميين السلاليين والذين هم إحدى أدواتها وعبيدها..!!

إنها مسيرة طويلة من الانحدار والفساد والإنحطاط والخيانة أعادت الإمامة من جديد ومن أوسع الأبواب ..  فلا يمكن القبول بخيانة دماء الشهداء ومعاناة الجرحى ولا يمكن تجاوز كل التضحيات التي قدمها ومايزال يقدمها شعبنا وجيشه الوطني، ولا يمكن الوثوق بهؤلاء مجددا والذاكرة الوطنية ليست مثقوبة، ولن نقبل بالرضوخ للاملاءات من أجل عودة الأدوات الانتهازية والفاسدة لإعتبارات هي في الأصل هشة ووهمية، وفي ثناياها تخفي أهدافا غير نزيهة..!؟

إن المحاولات الحثيثة لتلميع وتدوير هذه المخلفات وإعادة إنتاجها وعودتها للخدمة من جديد وفقا لاجندات غير وطنية، سيكون خطأ فادحاً ونحن ندرك حقيقة هذه المخلفات الموغلة بالفساد والخيانة الوطنية، كما أنه من غير المقبول تمييع الجهود والنضالات والتضحيات الوطنية أمام أشخاص لاتعني لهم هذه القيم أي شيء؛ بل لم يكلفوا أنفسهم حتى الاعتراف بالشرعية والانخراط تحت لواءها والاعتذار عن ماضيهم الأسود والموغل في الفساد والخيانة، ومن يعتقد أن الجيش الوطني والمقاومة الباسلة  بحاجة إلى مثل هؤلاء فهو واهم واهم واهم.

المقاومة فعل وطني وإنساني سام وعظيم، والاستقلال الوطني والكرامة الإنسانية والوطنية هي قاعدة تكوين هذه المقاومة المتمثلة بالجيش الوطني والشرعية الدستورية بقيادة الأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى   للقوات المسلحة ومن خلفهما الشعب اليمني ..

ولن نقبل مطلقاً إعادة تدوير مخلفات عهد الخيانة والاستبداد في مقابل الانتصارات العظيمة والمتوالية التي يسطرها الجيش الوطني على مستوى كل الجبهات ويجبر المليشيا الحوثية الإيرانية على التقهقر  والانهيار الكبير ويسيطر تباعا على أهم مواقعها الحاكمة وطرق امداداتها ويدك تحصيناتها على مستوى كل الجبهات، ويقضي يوميا على كثير من مقاتليها المدربين وقياداتها العسكرية والميدانية حتى وصل الى أبواب العاصمة صنعاء، ماجعلها تنهار عسكريا وسياسيا وماليا وتنكشفت أخلاقيا أمام الشعب، بدليل أن ما تمارسه من أعمال البلطجة والسطو المسلح ونهب الأموال الخاصة كان آخرها نهب محلات الصرافة، وتجنيد الأطفال النساء كظاهرة متصادمة مع القيم الاجتماعية، كل هذه الأعمال والممارسات الإجرامية يؤكد بأن المليشيا تعيش مراحلها الأخيرة ما قبل السقوط الكبير.

لذلك على كل القوى السياسية والوطنية أن تستشعر مسؤوليتها التاريخية والوطنية في ظل هذا المنعطف والأوضاع البالغة الخطورة التي تعصف بالوطن وأن تقف موقفا صلبا وموحدا ضد كل الأطماع الخارجية والأعمال العابثة، وأن  تتجنب المعارك الصغيرة والمهاترات الجانبية، وأن تتفرغ وتصب جم جهودها في المعركة الوطنية الكبرى وهي معركة كسر المليشيا عسكريا وتحرير كل شبر من أرض الوطن واستعادة سلاح الدولة المنهوب والشرعية، والاسراع في معركة بناء الدولة وتكريس الانتماء الوطني وتجذيره وبناء الدولة المدنية الاتحادية من ستة أقاليم التي ينشدها الجميع في تحقيق المواطنة والكرامة والحرية لكل أبناء الوطن

اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر