علي المعمري
الـ 30 من نوفمبر مثّل خطوة مهمة نحو التئام الجسد اليمني
الساعة 04:00 مساءاً
علي المعمري
في الذكرى الـ 52 لعيد الاستقلال الوطني، وجلاء آخر جندي بريطاني عن جنوبنا اليمني الحبيب، نقف أمام واقع مأساوي، يضعنا أمام شبح استفسارات، وأسئلة ملحة وموجعة عن الذي يمكن عمله وبلدنا يعيش واحدة من أكثر الحقب انحدارا وضعفا  في تاريخه؟

هي بالطبع مناسبة لاسترجاع شريط التاريخ ، والوقوف بفخر واعتزاز وإباء، أمام تضحيات الثوار والفدائيين، الذين أجبروا الإمبراطورية العجوز على حمل عصاها والرحيل عن عدن.

نتذكر أبطال الإستقلال ورموزه السياسية والفدائية بكل أطيافهم، الذين صنعوا ملحمة الكفاح الوطني المسلح،من كل أنحاء اليمن، لنيل الإستقلال وطرد جيش الملكة التي أفلت الشمس عن إمبراطوريتها في جنوب اليمن الحبيب في 30 نوفمبر 1967.

إن ذكرى الاستقلال الوطني واحد من أهم علاماتنا المضيئة، كمنجز وطني استطاع توحيد عشرات السلطنات في كيان واحد، ومثّل خطوة مهمة في الطريق نحو إعادة توحيد شطري البلاد والتئام الجسد اليمني من جديد .

غير أن ثمة ما يراكم الأسى، والوجع في النفوس، فهذه المناسبة تأتي وبلادنا تعيش أسوأ حقبة في تاريخها الحديث ، فمنذ خمس سنوات، تمزق البلاد حرب عبثية، صنعها إنقلابيون ومتعهدو تخريب في سبتمبر2014 بصنعاء، بمشاركة إقليمية .

أراد الإنقلابيون ومستخدموهم الأقليميين، من خلال تفجير الوضع وإشعال الحريق في كل البلد ، ضرب إجماع اليمنيين في مخرجات الحوار الوطني وإغراق بلادنا في حمام دم، ليسهل لتلك القوى المتربصة باليمن، السيطرة عليه واستثمار نتائج الحرب بالشكل الذي يمكنها من ممارسة الهيمنة والوصاية عليه.

يئن اليمن المريض اليوم من كوارث الحرب ومآسيها التي خلفت أكبر أزمة إنسانية في العالم.. لقد أوقعت هذه الحرب مالا يقل عن 100 الف قتيل وجريح بحسب التقارير الدولية، كما أن قرابة 90 في المائة من السكان يحتاجون للمساعدات، بالإضافة إلى كوارث النزوح والبطالة والأمراض، وتعطيل الحياة بشكل كلي.

لقد دمرت الحرب أجزاء واسعة من البنية التحتية للبلاد، وقضت على محركات الاقتصاد الوطني الضعيفة وبنيته الصناعية، وعطلت موانئه ومطاراته، وحولت اليمنيين إلى شعب ممنوع من السفر وغير مرحب به من الأصدقاء قبل الأعداء.

إن اليمن بلد غني بشعبه الصبور المكافح والمنتج، كما هو غني أكثر بموقعه الجغرافي المميز الذي يجعل القريب والبعيد يلهث للسيطرة عليه، وإخضاعه لوصايته، وهيمنته .

يمتلك هذا البلد كل مقومات النهوض، لكن مشكلته المزمنة هي في بعض أبنائه الذين لايجدون مشكلة، ولا يتورعون في دفعه نحو الهاوية، وجعله مكشوفا عاريا لكل أشكال الموت، والفوضى والحرائق.

في هذه الذكرى العظيمة نحيي شهداء الإستقلال وقادته ورموزه رجالا ونساء، ونرجو الله أن يعيدها وقد تجاوز يمننا الحبيب هذه المرحلة المريرة والصعبه.

نتمنى أن تعود الذكرى، وقد ملكت اليمن زمام أمرها ، بإنهاء الانقلاب وتثبت مشروع الدولة الاتحادية العادلة التي تضع اليمن في المسار الحضاري من جديد.

الرحمة والخلود لشهداء وقادة الاستقلال، ولشهداء الكفاح في مواجهة الانقلاب.

الشفاء العاجل لجرحانا الابطال في كافة جبهات الدفاع عن اليمن .

النصر لليمن الاتحادي العظيم

       * محافظ محافظة تعز الأسبق -  عضو مجلس النواب
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر