د. محمد صالح السعدي
مستشار الرئيس والشرعية والإنتقالي !
الساعة 02:31 مساءاً
د. محمد صالح السعدي
في احدى الأيام كنت في منزل مستشار لرئيس الجمهورية، شخصية معروفة ووطنية , كريم بطبيعتهِ فتجدهُ مضياف وصاحب واجب.  

 ومع فنجان الشاي العدني  وبعض الكعك ، تحدثنا فيها عن أمور واخبار الوضع السياسي والتوقعات وغير ذلك، كانت جلسة طيبة في طابعها،  وحدثني حينها عن الانتقالي والشرعية والمشكلات في عدن ,وهذا قبل احداث أغسطس الاخيرة .  

قال لي انهُ كان مع الرئيس عبدربه منصور هادي في احدى الأيام ، وبطبيعة الرئيس طيب ولا يميل الى الغضب ويسمع جيداً , فقلت له ( أي المستشار)  ان الانتقالي لا يزالون بالشرعية , ونظر لي الرئيس مستغرباً , واكملت انهم لا يزالون يستلمون رواتبهم من الشرعية ولم يرفضوا القرارات الجمهورية التي صدرت فيهم كانت بالخارجية او غيرها  , أي التي غيرت مناصبهم في 2017م .  

 نظرت أنا باستغراب اليه ,  وقلت هل  بحق لا يزالون يستلمون رواتبهم؟!  

 فرد عليَّ بضحك,  نعم وقال اكمل الشاي قبل ان يبرد فهناك أمور كثيرة تدعو للاستغراب ؟  

أكمل المستشار كلامهِ وانهُ اقترح على الرئيس استيعاب الانتقالي حينها بالحكومة وكان رد الرئيس واضح ان البلاد تسع الجميع وانه عليهم ان يكونوا مكون سياسي ويعترفوا بالمرجعيات الثلاث وهم في الأخير مثل أولاده.  

 فقلت للمستشار أي ان لا مانع لدى الشرعية؟ فلماذا يواصل الانتقالي مهاجمته الشرعية واستهدافه الرئيس، فحرك رأسه بحركة تشير على الاستغراب، فقلت له انهم معول هدم بيد الاخر، فصمت ...  

مرت الأيام وحدثت احداث أغسطس 2019م، وسال الدم من جديد، وبالأمس اُعلاِنَ عن الاتفاق، تذكرت حديث المستشار وان الأمور سارت الى ما طرحهُ الرئيس، وتساءلت عن حجم الكلفة البشرية والتمزق والنتائج السلبية للمعركة على النسيج المجتمعي، الذي قادهُ الانتقالي، وانهُ في الأخير صراع لأجل السلطة والنفوذ، ورأيت الفرق بين عقلية الحراك السلمي الذي حقق الكثير بكلفه اقل وبالحافظ على التصالح والتسامح، بينما الاخر وصل الى هذه الأمور بكلفه عالية وباهظة ...  

نتعلم في الأخير، ان الحرب ليست إلا مشروع للدمار والتخريب , وان من يرفع لغة الحرب لا يصلح ان يقود دفة الحكم , فالقائد هو مشروع حياة وليس مشروع موت , والناس لا يمكن ان تعيش في نظام يعيش الخوف والعداء المستمر للبقاء , وهذه ما نراه في صنعاء على يد الحوثيون وما شعرنا فيه من الانتقالي .  

 واليوم الانتقالي أقر بالمرجعيات ونتائجها وبالشرعية وانخرط فيها وكل تلك الشعارات السابقة لم تكن  الا للاستهلاك ,ونتعلم هنا أن لا ينجر الشارع بالعاطفة وان العقلاء عليهم واجب التوعية, وان علينا وضع الالوية للإنسان بالحفاظ على حياته ودعم طموحاته وليس استخدامه وقود  للصراعات .
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر