منى المجيدي
آخر كتاباتي وصية .... !
الساعة 01:20 صباحاً
منى المجيدي
أصبحت مثلك يا أبي أنتظر الشهادة ، وأترقب الوقت الذي ستأتي فيه رصاصة الموت أو قنبلة الغدر لتنال مني كل يوم.  

   أنت قلت لي في عام ٢٠٠٧ يا منى سوف اموت شهيد واتذكر حينها اني ضحكت على كلامك وعلقت ضاحكة "كيف بتموت شهيد ايش بتروح فلسطين تقاتل اليهود"...؟!  

   ولم أكن أعلم بأن بلادي الآمنة ستصبح في يوم من الأيام مقبرة لساكنيها وسيصبح القتل فيه مباح وستكثر فيها الحروب وسيتمزق الشعب ويصبح القاتل والمقتول من ابناء هذا البلد الذي كنت اظنه امن واصبح ممتلىء بالخوف والغدر والصراعات من اجل اطماع واهية لا تخدم الوطن بل تدمره.  

   اصبحت يا ابي كل يوم اجهز كفني واكتب وصيتي فأنا لا اعلم متى سيأتي سفاح بلادي ليقتلني.  

   وكل يوم تراودني الكوابيس وكل يوم اقتل بطريقة بشعة... حتى هجرت نوم الليل الهانئ ولم اعد اغمض عيني كي لا يفاجئني القاتل ويغدر بي وانا نائمة.  

  أصبحت أرى موتي امامي وانا على قيد الحياة ، وارى امي حزينة تبكي امامي واخوتي يعتصرون الما وخوفا لمصيري المجهول كل يوم.  

ايقنت يا ابي بانني لا امتلك قبيلة لتحميني ولا رصيد في البنك يفيدني وليس لدي نفوذ لتدافع عني.، وكل ما املكة هو دعاء اهلي واصدقائي وانتمائي لوطني العزيز عدن.  

والذي ينتمي لهذا الوطن ، *عدن* ،  لايملك قبيلة ولا رصيد ولا نفوذ وقتله اسهل من سلق البيض.  

   لذا يا ابي سلمت امري واحتسبت ربي وجهزت كفني واوصيت امي واخوتي ان يتم دفن جثتي بجوارك ، لانني ساكون في مأمن معك ، فعدن لم تعد آمنة لابنائها بعد ان اصبحت ارض صراعات واطماع للغرباء.  

                                           #انتهى✋ ✒بقلم / بنت الشهيد منى عبدالمجيد  

الاثنين  ٢/٩/٢٠١٩  

الساعة :  ١٢:٤٦ ص
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر