عبدالله أحمد بن إسحاق
بأي حال عدت يا عيد!
الساعة 05:16 مساءاً
عبدالله أحمد بن إسحاق
لقد دمعت عيني في صباح يوم العيد على وطني.. على أمتي، بعد أن أرسلت رسالة تهنئة بالعيد من المكلا لأصدقائي في صنعاء واربد ، وفوجئت انهم صائمون.

حالة الإختلاف والانقسام بين المسلمين تجعلتني أطرح عليكم بعض تساؤلاتي التالية:

 ما علاقة شعائر المسلمين بالحدود الوهمية التي صنعها سايكس وبيكو كحدود لتقسيم الدول العربية؟

ولما اصبح المسلمين العرب الواقعين في نفس الاحداثيات الجغرافية الطولية في كل عيد مختلفين في مواعيد صيامهم واصبح معيارهم في تطبيق قوله تعالى:( ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) ليس وفق الامتداد المكاني للدولة الاسلامية او خطوط الطول (الزمنية) ولكن وفق الاسلاك الشائكة التي رسمها سايكس وبيكو لتقسيم العرب والمسلمين الى حظائر؟!

  لا أعلم كيف اقتنع العرب وقبلوا بأن كل حظيرة رسمها سايكس وبيكو وميزاها بمسمى وقطعة قماش من عدة الوان واعطوا لكل شخص داخل الحظيرة بطاقة الجنسية لتمييزه عن اشخاص الحظيرة المجاورة تماما مثلما يصبغ اصحاب المواشي مواشيهم للتميز بينها.

 وكيف تحولت هذه الاسلاك الشائكة الى مصدر نزاع بين ابناء الامة العربية والاسلامية واصبحنا كعرب ومسلمين ننظر لمن هو داخل حدود سلكنا الشائك صديق ومن هو خارجه عدو ، ومن يتخطى هذه الاسلاك يجب علينا تجنيد كل الحظيرة لقتله ، وان من يقتل من ابناء الحظيرة نطلق عليه شهيد الوطن، متناسين ان الكثير ممن هم خارج اسلاك حضيرتنا التي رسمها سايكس وبيكو قد يكونوا اقرب الينا جينيا وراثيا ممن هم داخلها، متناسين ان هذه الاسلاك هي تفريق وتمزيق لمن تجمعهم ديانة ولغة واحدة اضافة الى صفة الانسانية.

فهل اصبحنا نحارب اعراف دين الانسانية، وقيم نبي العالمين، لنوطن بدلا عنها اعراف والتمييز والعنصرية والطائفية والمذهبية والمناطقية، لتخيم الحرب على كوكبنا ويصبح كل منا اشبه بحيوان هائج منشغل بتدمير حظيرة جاره وقتل ابنائة وافتراسه، يقودنا ترامب كعطيع لنحرق بمالنا بعضنا بعض على اسلاك سايكس وبيكو ونحشد لحرب اسلامية عربية - اسلامية فارسية، ليحقق اطماعة النفطية. كم نحن بحاجة اليوم الى حكمة وشجاعة صلاح الدين الذي حارب ليوحد دويلات امته المفككة المتناحرة  قبل ان يحارب ليفتح العالم.

* كلية الطب بجامعة حضرموت
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر