أنيس مختار
مسلسل " مع ورور " تميز الأداء وفقر الإنتاج.
الساعة 01:10 صباحاً
أنيس مختار
عبر قناة السعيدة أتابع هذه الأيام،  مسلسل مع ورور الذي جسد بطولته عدد من نجوم الدراما اليمنية، وسبق أن تحدثت في مقال سابق، عن ذلك وعن التميز في الأداء وقاعدة حسن اللياقة في التعامل مع الدور والشخصية وكيف استطاع نجوم المسلسل الظهور بتكنيك متنوع زاد من حرفياتهم على تجسيد الشخصيات بمهارة عالية ....

لكن ما يثير القلق هو الفقر الإنتاجي الذي ظهر به العمل،  هناك مشاهد كانت بحاجة الى تخديمها انتاجيا واعطائها حقها من المكونات المشهدية ولكن للفقر الإنتاجي الذي انتهجته "السعيدة" في أعمالها جعلت من المشاهد صورة قاتمة تحاكي المشهد والحدث محاكاة دون تجسيد،  وهذا العيب يتحمل تبعاته إدارة الإنتاج أولا والمخرج ثانيا..

والسؤال المحير هنا لماذا تتعمد قناة السعيدة سياسة الفقر الإنتاجي رغم أن ايرادها من سمن الجبلي لوحده يغطي انتاج خمسة مسلسلات وايرادها من زبادي الهناء "زبادي طول السنة" يغطي انتاج عشرين مسلسلا؟!

 فلماذا هذا الشح في العملية الانتاجية ولماذا تستغل قناة السعيدة الممثل ليكون هو منفردا يؤدي دون اضفاء أغراض المشهد، من ديكورات واكسسوارات وموسيقى تصويرية وتريد القناة من الممثل، ان يكون بديلا لهذه المستلزمات الضرورية للمشهد الدرامي؟!

  الممثل له أدواته التى يعمل عليها ويلعب بها وهي تعابير الوجه والعين والحركة والكركتر والصوت والجسد، أما بقية الأشياء الخارجة وتكوين الجست فهي أدوات انتاجية بحتة تخلت عنها قناة السعيدة التي تريد أن تصنع الثراء الفاحش لصاحبها وتستغل الممثل ، حتى أجور الممثلين ضئيلة جدا لا تعين الفنان على مواجهة ظروف الحياة المعيشية مقابل فنه.

تعد قناة السعيدة من القنوات التى لا هم للقائمين عليها سوى مؤشر الرصيد البنكي ومدى ارتفاعه دون الاكتراث للرصيد الإعلامي والفني والرقي في عالم الميديا فهذا آخر ما يفكرون فيه،  وأهم شيء توصيل فكرة سمن الجبلي ودقيق السنابل وكيف التصبين بكرستال كما كانت تصبن بالمذيع سامي السامعي قبل فترة، فقد كان هو المذيع الوحيد بالقناة نراه طوال اليوم ، فهو الذي يقدم البرامج والنشرة وحصاد الأسبوع والفواصل الإعلانية والمقابلات والبرامج الميدانية وكأن لا مقدم في اليمن سواه كان ناقص فقط ان يرفع لنا آذان الصلوات سامي السامعي، وهذا ليس عجز لدى القناة في توظيف أكثر من مقدم ولا توجد اشكالية في وجود الكوادر الإعلامية اليمنية ، لكن المشكلة في الشح والفقر الإعلامي الذي أعتنقته القناة منذ ظهورها.

نتمنى الصحة والسلامة للإعلام والفن في بلادنا وأن تتخارج قناة السعيدة من شح "طفاح" الحديدة... الذي تأثرت به.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر