- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
سعيد الجعفري
الرئيس هادي العائد إلى البرلمان
2019/04/14
الساعة 01:42 صباحاً
قبل أربع سنوات من الآن أختار الرئيس عبدربه هادي تقديم استقالته لمجلس النواب في تصرف دستوري تقتضيه مسؤولياته كرئيس للجمهورية. قال لي أحد المقربين من فخامته ان الرئيس كان يدرك ان المجلس يميل لقبول الاستقالة. ومع ذلك لم يتردد الرئيس الذي يشعر بمرارة الخذلان من قبل الجميع أحزاب ونخب وقادة الجيش. فالجميع على ما يبدو استسلم لمشروع الموت القادم من الشمال. ووحده الرئيس يقاوم هذا المشروع الذي بات يسيطر على العاصمة. ويجبر الأحزاب على الموافقة على مشروعة.
وبقى الرئيس وحيدا في وجه وحشية الموت رافضا تقديم اي تنازلات تعطي المليشيات المشروعية فيما هي قادمة عليه من احتلال البلد والسيطرة على مؤسسات الدولة . قدم الرئيس استقالته كخيار شجاع يرفض مشروع الانقلاب الراغب في استخدام سلطة الرئيس في تمرير مشاريعه والتوقيع على القرارات التي تمكنه بشكل رسمي تسلم مقاليد السلطة. وجعل الرئيس أداة تستخدمها لتمرير المشروع الأخطر على البلد كما باتت تفعل ذلك مع الأحزاب السياسية التي تخوض حوار تحت فوهة السلاح والبنادق
وضع الرئيس بهذه الخطوة الجميع أمام مسؤولياتهم أستقال وبقت قادة الأحزاب الخائفة مستمرة في حوار تحاول المليشيات من خلاله شرعنة أسقاطها مؤسسات الدولة
كان الرئيس يدرك ان الاستقالة وسيلة تقطع الطريق امام مخطط كبير يريد ابتلاع اليمن وتسليمها بشكل رسمي للمشروع الفارسي ومن خلفه إيران المستعجلة في تسلم العاصمة العربية الرابعة وفرض أجندتها على دول المنطقة.
كان قرار الاستقالة يعني التصدي للمشروع الذي يريد أن يسحب البلد من نطاقها الجغرافي والعربي. ويجردها من هويتها العربية .أظهر الرئيس من خلال هذه الاستقالة مدى صلابته وعدم امكانية الاستسلام لأطماع المشروع الإيراني. وانه لا يمكن ان يكون بأي حال من الأحوال وسيلة عبور لتمكين هذا المشروع من استخدام شرعية الرئيس في تمكينها من أحكام سيطرتها القانونية والدستورية على مفاصل البلد وهو ما كان سيشكل الأكثر خطورة على البلد وهويتها ومستقبلها من مخاطر الانقلاب.. باعتبار الانقلاب عمل غير قانوني حتما سوف يسقط.
كان على هذا المجلس أن يقول كلمته حينها بشأن قبول أو رفض استقالة الرئيس
هذه الأستقالة فعلها الرئيس كخطوة احترازية تعيق تقدم المشروع الإيراني المتحفز لابتلاع اليمن بكامله. حيث تمنح البلد القليل من الوقت الممانع للسقوط والاستسلام المسيطر على مجريات المشهد.
الواضح ان الرئيس وحده بدأ يدرك ما الذي يفعله وتصرف بشجاعة نادرة حين قرر تقديم الاستقالة. ومنع المليشيات التي تريد ان تستخدم الرئيس، ومؤسسة الرئاسة لتمرير قرارات تتسلم من خلالها البلد بشكل فعلي.
وأختار الرئيس بوعي نادر وأدراك في وقت صعب استخدام سلاح الشرعية في مواجهة فوضى عارمة لمشروع الموت الجاهز للإنطلاق وجرف كل من يقف في طريقه. أراد، الرئيس ان يجعلهم يواجهون نواب الشعب، نقلهم الي الصف الثاني من الشرعية. مجلس النواب الذي سيتعين عليه الوقوف امام أستقالة الرئيس وأغلب الظن انه كان سيوافق عليها . وبالتالي على نواب هذا الشعب تحمل مسؤولياتهم امام الله والوطن والتاريخ. فهل سيكون بمقدورهم تسليم البلد لآلة الموت والدمار.
حسنا فعلت المليشيات اختارت منطق قوة السلاح والعنف ومنعت المجلس من الانعقاد بل وحلته وأعلنت تعطيل العمل بالدستور والقانون. بينما أختار الرئيس سلاح الشرعية في مواجهة جنون طاغ على الميدان يتسلح بكل أمكانيات ومقدرات الدولة التي أسقطها
لتبدأ معها معركة الرئيس من نقطة الصفر. وهي المعركة التي قدمت للعالم درس، قديم جديد، مفاده هل بإمكان الحقيقة وحدها مهما كانت متجردة من وسائل القوة والسلاح في هزيمة الباطل ومشروع الشر والفوضى التي تتسلح بالقوة والسلاح والجنون.
إضافة تعليق
أخترنا لكم
اختيارات القراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر