صلاح الواسعي
ذاك الخبز من ذاك العجين!
الساعة 01:12 مساءاً
صلاح الواسعي

كلا إنها كلمة هو قائلها، الناطق بأسم جماعة الإنقلاب الحوثية، قالها في حوار متلفز:"أن ما يحدث في الجنوب هي ثورة صحيحة وفعل صحيح".
يرى الحوثي في الإعلان العيدروسي الأخير ثورة صحيحة. ليس هناك ما يدعوا للشعور بالدهشة والاستغراب، فالحوثي خبرة سابقة في مضمار الإنقلابات بأربع سنوات عن توأمه الآخر في الجنوب الممثل بالمجلس الانتقالي..
قبل اربع سنوات تمسح الحوثي "بالجرعة "ودمر إقتصاد بلد بأكمله، واليوم يحاول الإنتقالي أن يعيد السيناريوا ذاته، لكن هيهات ان يبلغ ذلك، "فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتيين".
من يدقق النظر في سلوك هذان الكيانين الأخرقين( الحوثي والإنتقالي) يقف متسمرا أمام حقيقة مذهلة، حقيقة أن ما يقومان به يخرج من مشكات واحدة..
ويصدق عليهم الآثر الشعبي: "ذاك الخبز من ذاك العجين"!
فواهم من يضن نفسه قادرا على تغطية الشمس بغربال..!
وجد الإنتقالي في الجنوب لتأدية وظيفة واحدة وهي الإنقلاب على الحكومة الشرعية في عاصمتها الجديدة فقط، وأزعم أنني لم أنسى بعد أحداث يناير 2018،الدامية، في عدن، يوم ان كادت المجاميع المسلحة التابعة للإنتقالي أن تصل إلي بوابة القصر الرئاسي إذ لم يكن يفصل بينها وبينه، حينها، سوى أمتار  معدودة، لولا تدخل عناية السماء، ويقضة الحكومة الشرعية، لكن على مايبدو أن مطابخ الشر لا تريد أن تقوم لهذا الشعب قائمة، وراحت تغير الخطة لتاتي اليوم من نافذة أخرى، نافذة الإقتصاد والإنفصال!!
ذلك هو درب الأشرار على مدى التأريخ، الغدر والخياية، وتجويع الناس!!
لكن ابدا،(لن تنتنينا)!
سوف تبوء كل محاولاتهم البائسة في الإنقلاب وتقويض الشرعية بالفشل الذريع، سوف تقوم لها الحكومة بالمرصاد وسوف تتصداء لها بكل حزم لا هوادة فيه، كما تصدت لمؤامرة يناير مطلع هذا العام، 
وكما أفشلوا من قبل فوضى سقطرى في أبريل من العام ذاته.
يكفي المرء أن يقرأ ذلك البيان الأخرق الذي خرج به "عضروط" كما يسميه "أبو النصر"، ليعرف ماذا يريدون بالضبط.
هم يريدون إدخال شعب الجنوب في حمام ساخن من الدم!
يريدون الناس أن تعلن كرنفالات دموية رهيبة داخل مؤسسات الدولة في الجنوب!
وذلك حينما قال بيانه المشؤوم، بما يعني أن على كل شخص جنوبي أن يتجه صوب أقرب مرفق حكومي تابع للدولة كي يأخذه ويعبث به بعد ذلك!.
أخيرا، اين تكن تلك المؤامرات وأين يكن شكلها ولونها ومن يقف خلفها، ذلك لا يهم الآن، فما يمكن الاهتمام به هنا ان ندرك ان المقصود بكل ذلك هو اللي بعنق الدولة، والإحادة بأهداف الرئيس ورئيس الحكومة الذين أبوا الا أن تقوم دول المواطن اليمني الموعودة، أو أن يموتوا دون ذلك!
فقد صرح بذلك رئيس الحكومة ردا على الاعمال الفوضوية في عدن بأنها "لن تمر على حساب مصلحة اليمن العليا"
بالتأكيد لن تمر تلك الفوضويات ولن يمرووا ابدا!.
الحقيقة التي لا يسع الناس جهلها الآن، هو الواقع البائيس جدا الذي تعيشه الدولة ككل، حكام ومحكومين على السواء..
إن من الخطورة بمكان أن تفقد الناس البوصلة وتحيد عن الطريق وتنسى عدؤها الحقيقي الذي كان له اليد الطولى فيما وصل اليه الحال اليوم!
ينبغي الا تغيب على الناس المشاهد الأولى، وكيف بدأت الحرب في اليمن.
وكلنا نعلم أن تمسكنا بالحكومة الشرعية هو تمسك بالسيادة الوطنية !
بكل تاكيد، علينا إدراك أن الشرعية هي الورقة القانونية الوحيدة وأخر ما تبقى في أيدي الناس من وطن مسلوب!

صلاح الواسعي

اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر