د. كمال البعداني
هاني بن بريك وقراءة الفاتحة .
الساعة 09:24 صباحاً
د. كمال البعداني

مازلت اذكر عندما  عقد مجلس الوزراء اجتماعا له في الرياض  وكان هاني بن بريك  حينها ما يزال عضو في المجلس  . ويومها وقف جميع الاعضاء قبل الاجتماع   ورفعوا اياديهم لقراءة الفاتحة على ارواح من سقطوا في تفجير ارهابي بمدينة عدن .  وحده  هاني بن بريك ظل منكسا راسه  وينظر الى اسفل بطريقة خجولة كعذراء في خدرها   فلم يرفع يديه  اويقرا الفاتحة  على اعتبار انها بدعة وفق مفهومه ..  فقلت في نفسي يا لهذا الرجل الورع  المبتعد عن كل ما يراه انها شبهة  من وجهة نظره ،،  مرت اسابيع قليلة فاذا بذلك الفتى الخجول يتحول الى شخص آخر تماما ظهر كشاب مراهق ،  فبدا بعصب راسه على الطريقة الاماراتية  والاكثار من نشر صوره الشخصية  مرة بالبدلة الغير متناسقة ومرة  بالثوب الاماراتي المتبوع بالعلم الاماراتي   ومرة اخرى بالتيشرت .   .   وبعد ان كان يستشهد بحديثه بكلام الشيخ الالباني رحمه الله   اخذ يستشهد بكلام ضاحي خلفان   ومن سنن الترمذي الى جنان الزبيدي . ومن اقوال النسائي الى تغريدات المزروعي ،  وقد كانت الكارثة الكبرى على لسانه وبتغريدة على صفحته  عندما  اعلن ان الارهاب مصدره المسجد    ولا بد من تطهير المساجد من الارهاب  . كانت  هذه التغريدة  هي اشارة الانطلاق  فبعدها  تساقط العشرات من الدعاة وائمة المساجد  من  السلفيين والاصلاحيين في عدن  تساقطوا كاوراق الخريف واحدا بعد الآخر ، وكلما سقط امام مسجد  سارع هاني بن بريك بالاستيلاء على ذلك المسجد وتنصيب امام له  من مريديه واصحاب منهجه .  عندها وعندها فقط  ادركت ان الرجل عندما كان مطرقا الى الارض ومحركا لشفتيه في ذلك الاجتماع  فان ذلك ليس ورعا او استغفار كما توقعت انا وغيري  بل اظنه كان يحسب عدد المساجد التي سيستولي عليها في عدن بعد سقوط ائمتها .. لكن السقوط الابشع  هو سقوط  الاحياء  او من يظنون انفسهم انهم كذلك  

#كمال_البعداني