- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
بكفاءة حكوماتها تفخر الشعوب ، ولكل حكومة كفؤة عقل، أفكاره وحسن إدارته وكفاءته هِي المحرك الأساس للتميز والابداع والنهضة بطبيعة الحال ، كما حدث في الجارة اثيوبيا وقبلها ماليزيا وتركيا .. فكما أن رئيس وزراء أي حكومة هو الذي يقودها للنجاح ، أيضا هناك رؤساء حكومات جروا على أوطانهم الويلات والمصائب ، بل وربما الكوارث أحيانا ، والأمثلة كثيرة في التاريخ المعاصر والحديث على خارطة الكرة الأرضية .
ولعل أوضح إختبار لكفاءة الحكومات يتعلق بتقبل شعوبها ، ودرجة التفاعل مع أنشطتها ومشاريعها، وتحركاتها التنموية المختلفة، فالحكومة إما أن تحدث الفرق ، وإما أن تفشل سريعا وتطوى صفحتها ، لأن الشعوب شديدة الحساسية ، دقيقة الملاحظة ، ملولة بشدة ، تريد إنجازات تشهدها وتشهد عليها ، وليس مجرد وعود جوفاء، فلم تعد تنطلي على الشعوب مثل هذه الحيل .. إذ عركتها كثرة التجارب ، وامتحانات المواسم الانتخابية ، وأصبحت الشعوب أكثر وعيا ، وأكثر مناعة ضد الخداع ، وأكثر حصافة من السذاجة الرخوة ، في عصر العلوم والتكنلوجيا والتلفاز والانترنت وتلاقح الثقافات وتجارب الشعوب المختلفة التي قرّبتها للمشاهدة حد إقتراب المعايشة ، والاتعاظ حد إستشفاف التجربة، ناهيك عن تثقيف وتنوير وسائل الاتصال والمعرفة .
لذلك ، يمكن القول بكل ثقة إن الشعب اليمني جرب ووعى ، وعرف وأيقن ، من الذي معه ومن يقف ضده ، ومن يحاول خداعه ، ومن يستسخف دقة ملاحظته .. فانعكس ذلك في مشاعره التي لم يخفها اليوم عن قيادة الشرعية والحكومة ، إذ قابل خبر عودة الحكومة الى عدن لاستئناف تحريك عجلة التنمية ، وتسريع وتيرة البناء والعطاء التنموي ، بوفائه الغامر، وقابلت الحكومة بالتالي الوفاء بوفاء رئيس الحكومة المتوقع والمعتاد، وإهتمامه البالغ ، حتى يخرج بعد وصوله عدن بساعات لتفقد أهم ما يشغل الناس مما يتعلق بحياتهم ومصالحهم وطمأنينتهم بعد الأمن ، ألا وهي الكهرباء ، فوجه بما َيسُرّ ، وحذر من التهاون ، وأمر المسؤولين والعاملين بكل مافيه تعزيز الجهود لرفع وطأة المعاناة عن المواطنين ، ولما فيه مصلحة الشعب الذي ينتظر من الحكومة الأفعال التي تخفف من ضغوط الواقع والمعيشة والطقس والمناخ معا .. فسمع الشعب ما يطيب الخاطر، متزامنا مع قدوم بشائر خير أخرى مترافقة مع وصول الحكومة الى الوطن كعودة دعم المواد الغذائية الأساسية وغيرها.
فلقد عانت المناطق المحررة وخصوصا عدن من تبعات غياب الحكومة ، وسلبيات غياب حضور الدولة ، وإنسيابية العمل والأداء الحكومي ، بسبب العرقلة المتعمدة للميليشيات الفوضوية والانقلابية المسلحة ، والطفيليات المشوهة لكل ما هو جميل ، ومن دار في فلك هذه وتلك من الغوغاء الذين تعودوا المغالطات وخلط الاوراق وتسميم بيئة التنمية بمعاكسة أو مشاكسة أو كسر القانون والنظام الذي هو عمود ارتكاز استقرار أي بلد ، والذي لا تدور عجلة التنمية إلا باحترامه .
إن التفاف الناس حول حكومة تعمل لهو تشجيع ودفع بها نحو ما يؤمل منها ، وما ينتظر ، وهو الطريقة المثلى لقطع طريق العصابات المسلحة التي تستغل حالة الحرب التي تمر بها البلد لتقوم بفوضاها عبر تعويق وعرقلة عمل الحكومة ، ومن ثم استثمار السخط الشعبي ، بالتزامن مع القطع المتعمد للخدمات وبث الاشاعات المغرضة ضد الحكومة التي تمثل النظام والقانون الذي لا يمكن لتلك العصابات العيش في ظله ، وممارسة هواية التخريب والتضليل والكذب والغواية التي لا يتقنون سواها ، وبالتالي يصبح من السهل شيطنة الحكومة ، وتسخيط الشعب ضدها بعد رمي اتهامات ما قاموا به من تخريب متعمد عليها.
وبما أن الناس قد وعت تلك الأساليب القذرة ، والخطط الجهنمية لأعداء اليمن ووكلائهم في الداخل ، فالمستقبل واعد بكل خير، بمشيئة الله .
وكما قال رئيس الحكومة .. بتكاتف الشعب والحكومة والقيادة سيكون هذا العام ٢٠١٨ - بإذن الله عام انتصارات للشعب..
نستطيع جميعنا .. بجهود الحكومة ومعها الشعب، وخلفهما الشرعية التي تدفع بهما لمستقبل آمن ومشرق ومشرف - أن نحقق الحلم باستعادة الدولة وبسط سيادة الشعب الكريم على كافة أراضيه من المهرة حتى حجة ، ومن حضرموت والحديدة حتى صنعاء وصعدة ، وأن يكون هذا العام، عام انتصارات وطنية بامتياز ، بأيدينا نحن اليمنيين في الشمال والجنوب .. فلا رفاهية وقت لدى أحد كي يؤجل المهام العاجلة والملحة، المتعلقة بحرية وحيوات الناس ومعايشها .. وهذا ما يجب أن يعيه جميع معسكر الشرعية .. اضافة إلى واجب الإسناد والدعم الشعبي والمجتمعي لجهود السلطة التنفيذية الشرعية التي بها يمكن للتقييم أن يستقيم ، ومن ثم لنقد الأخطاء أن يكون ذو وقع مؤثر وسليم لا يختلف حوله اثنان .
لقد عادت الحكومة إلى عدن الآن ، وتنفس الناس الصعداء مع عودها الأحمد ، فالدولة رجال .. والدولة كذلك تعني الأداءً الذي لأجله تكونت هذه الدولة ، ونشأت هذه الحكومة ، والرجال هم كل وطني يمثل موقفه مع إخلاصه وتفانيه إنصافا وإخلاصا للأرض والإنسان اليمني، والذي يعلي مصلحة الجمع ، على المصالح الذاتية الآنية والأنانية الضيقة.
وبهذا الركن الشديد الذي تركن إليه، وتأوي إلى مثله الشعوب في الشدائد .. تتصاغر عظام الظروف بعزيمة المخلصين الصلبة ، وتتقزم أمام هممهم العالية كل المحبطات والعراقيل ، لأن الهدف بناء دولة تشرّف الشعب ، ويفخر بها الناس ، ويستقر بجهود بُناتها الأوفياء أمن الوطن ، ورفاه الشعب الذي يقف بجانبها ويشجعها على العطاء والانطلاق نحو المستقبل المبتسم ، والمرضي للجميع .
عاد بن دغر يحمل البشرى ، وهذه المرة ستنطلق بعودة الحكومة - إن شاء الله - مسيرة المستقبل من بوابة عدن العاصمة المؤقتة لليمن الاتحادي .. وبتنا معنيين اليوم أكثر من أي وقت مضى بالوقوف مع هذه الجهود الوطنية المخلصة ، وهذه الهمم التي تحمل الإرادة الوطنية الرائعة ، وهي ترسم للمستقبل الأجمل ، ولعدن الأفضل ، وللوطن الانعتاق من الواقع المر المؤلم ، وصولا إلى رفعة شأنه ، وشموخه، وسيادته ، واستقلاله ، وقوته النابعة من قوة شعب يؤازر الحق، ويعين المسؤول، ويسدده .
أما الذين ينعقون ليل نهار ، ويغردون خارج السرب ، وقد كانوا يراهنون على عدم قدرة الحكومة على الوفاء بتعهداتها ، او حتى عودتها للوطن ، هاهم اليوم يتملكهم الصمت والذهول معا ، وهاهم يجرون أذيال الهزيمة والفشل تلو الفشل ، ويبلعون ألسنتهم الحداد السليطة ، أمام قدرة هذه الحكومة ورئيسها على تجاوز كل الصعاب ، وتخطي كل العراقيل التي وضعوها في طريقها، فاستطاعت المرور بسلام ، واستطاعا حتى اجتياز حقول الألغام التي فخخوا بها طريقها ، حتى بات الشعب يفهم ويفضح مؤامراتهم ودسائسهم ..
وهاهم الناس اليوم مؤمنون اليوم .. أن عدن والجنوب .. وكل اليمن لا خوف عليه ، في ظل قيادة الرئيس الوحدوي ، ابن اليمن البار ، الرمز، المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ، وفي ظل حكومة دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر ، وفي ظل وعي شعبي راقٍ يلتف حول قيادته وحكومته ، ويدفعها للأمام كي يرى منها ما يريد ، وما يؤمل .
حفظ الله اليمن
وأبناءه المخلصين ..
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر