احمد العمراني
مليشا الانتقالي .. اصرار على التمرد رغم الفشل الذريع!!
الساعة 01:36 صباحاً
احمد العمراني

من يتأمل مواقف المتمردين في المحافظات المحررة، في إطار ما يسمى بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي”، يدرك جيدًا أنه بلا هدف محدد، أو أنه لا يملك قراره على الإطلاق، وأنه يهدف لإرباك الوضع، وعرقلة أداء الحكومة الشرعية لا غير.. فالتناقض الذي يشوب مواقفه وتحركاته المشبوهة، منذ تأسيسه، تكشف حجم الانفصام الذي تعيشه قياداته.

فالتغيرات الطارئة في مطالبه، والتقلبات المستمرة في مواقفه، تثبت حجم الأزمة التي يعانيها هذا الكيان الذي فقد شعبيته في المهد ..

ولعل أكثر المواقف إثارة للجدل، والتي أفقدته الكثير من أنصاره، انقلابه الفاشل على الحكومة الشرعية، وسعيه الحثيث لعرقلة أدائها وتبنيه الحملات التحريضية الفاشلة ضد حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، واستمراره في التمرد رغم افتضاح أهدافه.

وقد دشن المتمردون حربهم على الدولة، وسعوا لعرقلتها بشتى الطرق والوسائل، خصوصًا في العاصمة المؤقتة عدن، لكن التعامل الحازم، من قبل قوات الحماية الرئاسية، ودولة رئيس الوزراء، ووزارة الداخلية، كشف الكثير من مخططاتهم قبل أن تتحقق رغباتهم؛ حيث واجهت الحكومة الشرعية، تلك المخططات بحزم، إبان المحاولة الانقلابية الفاشلة على الحكومة الشرعية، أواخر يناير الماضي، وأسقط القناع الذي يتستر به دعاة الفوضى والتخريب في المناطق المحررة.

 

ويمكن القول أن الأزمة التي يعانيها المجلس الانتقالي المتمرد، وأثبتتها الأحداث الأخيرة، في مطالبته بإقامة دولة مستقلة، ورفعه شعارات تهدف لدغدغة مشاعر الجماهير، والحديث عن تردي الخدمات، أو استغلال الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد لتحقيق أهداف سياسية يطمح في الوصول إليها، بينما يسعى – في الوقت ذاته – إلى هدم ما تم بناؤه، وممارسة البلطجة، والاستمرار في التمرد، دون تقديم خدمة واحدة، أو المحافظة عليها.

 

كما أن التناقض الغريب، والانفصام العجيب، الذي يعيشه قادة التمرد في المحافظات المحررة، مطالبتهم بدولة مستقلة، ورفضهم أي كافة الحلول المتفق عليها، وتبنيهم الحملة الفوضوية ضد الحكومة، بحجة مشاركة بعض قياداتها في الحكومات السابقة.. لكنهم – في الوقت ذاته – يحتضنون متمردين على الشرعية، من أقرب المقربين إلى النظام السابق، بل وممن شاركوا في الحرب على الجنوب والشمال في آن واحد، في صفوف مليشيا الحوثي.

 

خلاصة القول، أن من لا يملك قراره، لا يمكن أن يستقيم رأيه، أو يحافظ على شعبيته، أو يخدم مشروعًا وطنيًا، وهذه أزمة المجلس الانتقالي، وقيادات الفوضى في المحافظات المحررة، الذين اجتمعت أهدافهم على تقويض الأمن، وعرقلة أداء الحكومة، وإفشال جهودها، وهذه أكبر إنجازاتهم.