- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
فجعنا اليوم ومعنا الملايين من شرفاء هذا الوطن المكلوم بذلك الخبر الصادم الذي تداولته عدد من وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية، عن نقل دولة الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء، الى المستشفى جراء تعرضه لوعكة صحيه عارضه، وزيارة فخامة رئيس الجمهورية ونائبه له في المستشفى للإطمئنان على صحته.
فعلى الرغم من ان موضوع الوعكة الصحيه يعتبر بسيطاً وعادياً وهو ما تؤكده الصور التي رافقت الخبر، والتي بدا فيها دولته الدكتور أحمد عبيد بن دغر مبتسماً وفي صحة جيدة .. الا ان تعاظم خوفنا مبعثه ذلك القدر الكبير من الحب والتقدير والتبجيل والإجلال والإكبار الذي نحمله لهذا القامة الوطنية العظيمة في قلوبنا، وكذا الأمال والتطلعات الكبيرة التي لا نزال نعلقها عليه للقيام بها في المستقبل، وإيماننا الكبير بأنه الوحيد القادر على تحقيقها لنا ولبلدنا هذه المكلومة بالشكل المطلوب.
وفي الوقت الذي كنا معلقين انظارنا بإتجاه ذلك الأفق البعيد كل ساعة ولحضة، منذ مغادرته العاصمة المؤقته عدن، وذلك بإنتظار عودته واطلالته علينا من قصر «المعاشيق» من جديد، ومواصلته مشوار العمل والبناء والتعمير والإنجازات المتواصلة، وتحقيق الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع في مختلف محافظات ومناطق اليمن - فؤجئنا بخبر وعكته الصحية العابره هذه .. التي لا نخفي عليكم انها نزلت علينا كالصاعقة .. وجعلت الكثيرين منا يخرون الى الله سجداً مبتهلين اليه بالدعاء بأن يجعلها طهور له وأن يخرجه منها وقد تعافى جسده من كل داء.
«بن دغر» بالنسبة لنا نحن أبناء «عدن»، وأبناء الجنوب واليمنيين إجمالاً ليس قيادياً أو مسئولاً عادياً يمكن أن يمر علينا خبر نقله الى المستشفى مرور الكرام كما إعتدنا ان نتعاطى مع هكذا أخبار تخص مسئولين وقيادات يمنية مختلفة .. بل إننا نعده شخصية استثنائية، وقيادياً من نوع فريد ساقته لنا الأقدار في مرحلة سوداوية ومأساوية كنا ننازع فيها الموت، ونشارف على الغرق .. ووحده غامر بحياته واستبسل في سبيل انقاذنا، وانتشالنا من تلكم الهاوية السحيقة .. وبالفعل تمكن من ذلك ومنحنا حياةً وبعثاً جديد.
ولأنه منحنا تلك التضيحة العظيمة، واسترخص حياته من أجل بقاءنا وتحقيق الامن والاستقرار لمدننا ومحافظاتنا، وتمكن من تخطي وتجاوز ذلك الكم الهائل من الازمات والصعوبات والعقبات التي وجدها وزرعها الأشرار أمامه .. فإنه اصبح بالنسبة لنا ليس فقط مجرد رئيس حكومة معني بإدارة شئوننا وشئون بلدنا - بل أننا جميعا صرنا نعتبره الأب والقائد والحامي والحارس والمنقذ والاهل والصاحب والسند، وحياتنا وارواحنا وبقاءنا واستقرانا وسكينتنا وطمأنينتا ومستقبل اطفالنا جميعها مرتبطة به وحده، وببقائه بيننا وتوليه ولاية أمرنا .. وبالتالي فإن غيابه عنا بات يشكل لنا كابوساً مفزعاً يؤرق حياتنا ويذكرنا بنهايتنا المريعة.
هذه هي الحقيقة التي باتت مترسخة وثابتة في أذهان وعقول ووجدان كل مواطن عدني وجنوبي ويمني شريف يحب وطنه ويحترم السيادة والثوابت، ويؤمن بحق الآخرين من ابناء جلدته في الحياة والحرية والإستقرار في ظل دولة اتحادية جامعة يسودها السلام والتعايش الخلاق .. و«بن دغر» هو من رفع هذا الشعار منذ توليه مهمته في رئاسة الحكومة، ووحده عمل واجتهد وثابر وتعب وسهر وخاطر في سبيل تحقيقه وخدمة الوطن والناس، في وقت مورس الخذلان بحقنا من قبل الجميع، ممن انشغلوا بتحقيق مآربهم ومصالحهم الشخصية الرخيصة .. لذلك سيبقى هذا القامة الوطنية السامقة بالنسبة لنا المنقذ والملهم والقديس الذي ندين له بأرواحنا، ولن نوفيه حقه مهما فعلنا.
لروحك يا «بن دغر» فاتحة المآذن، وورد المريدين، وصلاة العارفين .. نسأل الله تعالى بقدرته وعظمته وجلال سلطانه ان يمدك بالصحة والعافية والطمأنينة والسلام الروحي الأبدي .. وان يشفيك ويقومك من وعكتك الصحية العابرة هذه سالما غانما معافاً .. ويجنبك والوطن كله شرور واحقاد كل الخونة والعملاء والمتآمرين .. ويعيدك الينا والى بلدك سليما وعزيزا وكريما وشامخاً .. ويلهمك الصبر ويمنحك القوة لتواصل مشوارك النبيل ودورك الوطني الجليل في البناء والانجاز والتعمير وخدمة اليمنيين البسطاء كما عهدناك .. ولقلبك الخلود في جنات ارواحنا.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر