- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
يمسك «العدنيون» ومعهم كل الشرفاء من اليمنيين المصطفين خلف القيادة السياسية الشرعية، والمؤيدين لفكرة التعايش تحت ظلال الدولة اليمنية الإتحادية الجامعة - على قلوبهم منذ لحضة سماعهم خبر مغادرة دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر العاصمة المؤقتة «عدن» وتوجهه الى العاصمة السعودية «الرياض» .. يساورهم القلق ويتوجسون خيفة من أن يطول غيابه عنهم، ويستغل المخربون والمتمردون، وكل المليشيات الخارجة عن النظام والقانون ذلك الغياب للقيام بهدم وتدمير كل ما أنجزه وحققه لـ«عدن» وغيرها من المحافظات والمناطق المحررة في شتى المجالات الخدمية، ويعودوا لممارسة اعمال السطو والنهب والبطش والبلطجة بحق العامة من البسطاء من جديد.
يعتبر «بن دغر» اليوم بالنسبة لـ«العدنيين» وكل النبلاء من اليمنيين بمثابة المهاتما «القديس»، الذي لا يمكنهم العيش والاستقرار بمعزل عنه - ذلك لأنه «كما يؤكدون» وحده الذي غامر بحياته في سبيل إنقاذهم وإسعادهم وإعادة الإستقرار وبث روح الحياة في مدنهم، التي كانت قبل مجيئه تحولت الى ما يشبه غابات وحوش، يعيث ويعبث بها كل هواة الفوضى والخراب والدمار، وكل الإرهابيين واللصوص ومصاصي الدماء، وتغيب فيها، بل وتفتقد لكل مقومات واساسيات وخدمات وسبل الحياة والتعايش والاستقرار .. ووحده آثر الوقوف الى جانب البسطاء، وجاءهم حاملاً كفنه معه .. وسخر كل جهده ووقته وامكاناته طيلة عامين كاملين في سبيل ازاحة اولئك الغوغاء، وتطبيع الاوضاع، وتوفير خدمات الحياة العامة، وخلق وتكوين واعادة بناء مؤسسات الدولة المختلفة من العدم.
عامين كاملين تعايش وتعاشر وعرف خلالها «العدنيين» وكل الأنقياء من اليمنيين - شخص الدكتور أحمد عبيد بن دغر - المسئول والإنسان عن قرب كما عرفهم هو .. واكتشوا بل وادركوا وتيقنوا وتأكدوا خلالها من حقيقية حبه الخالص والكبير لهم، وحرصه على سلامتهم واستقرارهم ومصالحهم، وتوفير كل احتياجات ومتطلبات وخدمات عيشهم، ومثابرته في سبيل اسعادهم، وزرع الطمأنينة في نفوسهم، وتجنيبهم آثار وتبعات كل الشرور والمكائد والمؤامرات والدسائس التي تستهدف حياتهم واستقرار ووحدة بلدهم .. كما ادركوا خلالها أيضا ما يتمتع به هذا القيادي الإستثنائي من حنكة وحكمة وعظمة ودهاء .. وهي الصفات التي طالما افتقدوها في جميع المسئولين الذين تولوا ادارة شئونهم طيلة عقود - ووفقا لذلك التماهي الروحي غير المسبوق إختل «بن دغر» مكانة عظيمة في قلوبهم ووجدانهم جميعاً وبلا إستثناء.
تميز «بن دغر» عن سواه من القيادات والمسئولين اليمنيين سواء السابقين أو الحاليين - ببساطته وتواضعه وقربه من عامة المواطنين البسطاء،وكذا عمله ونشاطه الدؤوب والمتواصل، وحرصه على التنفيذ والإنجاز الفوري، وابتعاده عن التسويف والتأجيل واطلاق الوعود الزائفة .. وتفرد ايضاً بتسامحه وطيبة قلبه وصبره وتحمله وحبه للسلام وابتعاده عن المماحكات والمصادمات وكل ما يقود الى العنف والفوضى .. الأمر الذي مكنه من تحقيق وإنجاز ما يصفه الكثيرون بـ«المستحيل» وفي وقت قياسي وجيز .. وبالفعل من ينظر ويقيم انجازاته والنجاحات التي حققها سواء في «عدن» أو غيرها من المحافظات المحرره، ويقيس ذلك بحجم التحديات والصعوبات والعراقيل التي واجهته في هكذا واقع صلب - يدرك ان ما قام به هذا القيادي العظيم هو المستحيل ذاته.
إستطاع «بن دغر» بما صنعه وحصده من نجاحات لـ«عدن» واليمن حتى اليوم - أن يغير الكثير من القناعات والأفكار والمفاهيم السلبية التي كانت ترسخت في العقل الجمعي اليمني طيلة العقود الماضية، حول انتفاء قيم الوطنية والنزاهة والصدق والاخلاص من المسئولين اليمنيين عامة .. كما تمكن من إبدال الكثير من الصور المغلوطة التي كانت ارتسمت في الذهنية اليمنية حول عدم تمتع القيادات المحلية بالحنكة والحكمة والذكاء والدهاء والقدرة على التغيير .. فقد اثبت هذا الرجل العظيم للشعب اليمني عامة بل وللعالم كله بأنه مهما كثر الأشرار وتزايد اللصوص والفاسدين والأوغاد - يبقى للخير رجالة وللوطن أبطاله الذين يستطيعون تحقيق ما عجز عنه الآخرين ليس في اليمن وحسب وإنما في العالم كله .. فقط الأمر مرهون بتوفر الإرادة والعزيمة الصلبة والصدق والإخلاص لا اقل ولا أكثر .. وهو الأمر الذي أعاد لليمنيين الأمل من جديد .. ومكّنهم من استعادة تفاؤلهم ايضاً من جديد بأن اليمن تبقى ولاّدة.
لـ«بن دغر» رصيد ممتد وحافل بكل ما هو خيّر ونافع وعظيم ومفيد لليمن «الأرض والإنسان» .. وهو الأمر الذي يصعب استعراضه هنا .. لكننا على ثقة بأن السواد الأعظم من اليمنيين باتوا يدركون ذلك جيداً .. كيف لا وقد ظل طيلة العامين الماضيين ينجز ويبنى ويُعمر في خين الكل يهدم ويخرب ويدمر .. فكان بمثابة الشمعة الوحيدة التي اضاءت ولا تزال تضيء في زمن العُتمة الحالكة .. ولأنه كذلك فإن غيابه أو سفره خارج اليمن أصبح يمثل هاجس قلق يؤرق حياة كل من ينشدون الخير والإستقرار والتعايش الخلاق في هذه البلد التي عصفت بها العاصفات، وتكالبت عليها الأمم.
ولأن «بن دغر» وحده ايضاً من يمتلك ارادة التغيير، وعزيمة تخطي العقبات والصعاب، وتجاوز الغوغاء وافشال مشاريعهم التدميرية .. ووحده بيده رؤى وتصورات وأفكار صناعة وبناء السلام وتحقيق الاستقرار، والانتقال بالبلد من دوامة الصراعات والعنف والدمار والخراب .. الى فضاءات العمل والعطاء والبناء والتنمية والإنجاز .. لذلك فإن الأمال التي يعلقها عليه اليمنيون اليوم، والأدوار المطلوبة منه للقادم من الايام تبقى كبيرة وعظيمة وفي غاية الحساسية والأهمية .. ولذلك ستظل انظارنا جميعاً ترقب الأفق بإنتظار عودته .. كما ستبقى السنتنا تبتهل الى الله بالدعاء بأن يعيده الى أرض الوطن في اقرب وقت سالماً وغانماً ومعافاً وان يحفظه ويديمه ذخرا لهذا الوطن، ويحرسه ويجنبه مكر الحاقدين والمتآمرين والخونة.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر