في لحظة حاسمة من التاريخ اليمني الحديث، تتجلى ملامح القيادة الواعية والمسؤولة في إدارة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس مجلس الوزراء، الذي اختتم مؤخرًا زيارة تاريخية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. زيارة تحمل أبعادًا استراتيجية وسياسية واقتصادية، تمتد جذورها في عمق الرؤية اليمنية الجديدة لبناء مستقبل مستقر ومستدام، بعيدًا عن إرث الصراع والتشرذم.
ما يميز هذه الزيارة ليس فقط كونها سلسلة من الاجتماعات واللقاءات مع مسؤولين دوليين، بل هو الأسلوب الذي أدار به رئيس الوزراء دفة الحوار، حيث وضع على طاولة النقاش رؤى وأولويات تستند إلى نهج تنموي متكامل تقوده الحكومة اليمنية، الهدف كان واضحًا: الانتقال من الإغاثة المؤقتة إلى التنمية المستدامة، وتحقيق الشراكة الفاعلة بين اليمن والمجتمع الدولي.
لقد أثبت "بن مبارك"، من خلال كلماته وأفعاله، أن الحكومة ليست مجرد مؤسسة سياسية تدير شؤون البلاد، بل هي أداة فاعلة لإعادة بناء الثقة مع الشعب اليمني وشركاء اليمن في الخارج، وبرز ذلك جليًا في الاجتماع الوزاري الدولي لدعم الحكومة اليمنية، الذي ترأسه في نيويورك بحضور دولي واسع من 35 دولة ومنظمات عالمية.
ما قدمته الحكومة اليمنية خلال هذه الزيارة من خطط وإصلاحات شاملة يعكس تحولًا نوعيًا في طريقة تعاطي القيادة اليمنية مع الأزمات.. فمن مكافحة الفساد إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، ومن استراتيجيات الإنتاج الزراعي والسمكي إلى تقوية الأجهزة الأمنية وخفر السواحل، يظهر التصميم الراسخ على بناء يمنٍ أكثر استقرارًا.
لم يكن المجتمع الدولي غائبًا عن المشهد، إذ أبدى دعمه الواضح لأولويات الحكومة الشرعية وخططها الطموحة، وجاء البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الوزاري كتأكيد على أن استقرار اليمن جزء لا يتجزأ من الأمن الإقليمي والدولي.
الدكتور "بن مبارك" لم يكتفِ بعرض الرؤية اليمنية فقط، بل أثبت براعة في صياغة تحالفات دولية تعزز من قدرة الحكومة على مواجهة التحديات، وأكدت اللقاءات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاجتماعات مع قيادات أمريكية وأوروبية، أن اليمن يحظى باهتمام عالمي متزايد، ليس فقط لدعم الاستقرار، بل للمساهمة في بناء مستقبل مزدهر.
الملف الأمني لم يكن غائبًا عن الطاولة، فإلى جانب الحديث عن التنمية، تطرق رئيس الوزراء إلى الإرهاب الحوثي وتهديداته للأمن الإقليمي والدولي، وأكد على أهمية تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، وناقش مع الشركاء الدوليين آليات تعزيز خفر السواحل اليمنية لوقف تهريب الأسلحة والمخدرات والهجرة غير الشرعية.
زيارة "بن مبارك" للولايات المتحدة ليست مجرد نجاح دبلوماسي عابر، بل تمثل شعاع أمل يؤكد قدرة اليمن على النهوض من كبوته، ويعكس كفاءة الحكومة في تحويل التحديات إلى فرص واعدة، وهذا الإنجاز الحكومي يعد محطة انطلاق لمسيرة طويلة وشاقة، لكنه يحمل في طياته بشائر مستقبل أكثر استقرارًا وإشراقًا.