د. علي العسلي 
الحوثيون وصناعة الأزمات: غدر مرتقب بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة!
الساعة 11:15 مساءاً
د. علي العسلي 

الحوثيون واستغلال انتصار غزة: دعاية أم تهديد جديد؟

من يتابع تصريحات الحوثيين قبيل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يلاحظ محاولاتهم ركوب موجة الانتصار الفلسطيني وكأن حركة حماس أهدت نصرها لهم. الجماعة استغلت الحدث لتعزيز دعايتها السياسية والعسكرية، حيث أطلقوا تهديدات موجهة للشرعية اليمنية والتحالف العربي، مع توجيه تحذيرات إلى تركيا، مشيرين إلى مقاومة أجدادهم للعثمانيين في اليمن فقط لأن تركيا دعمت السوريين.

عقب الإعلان الرسمي للاتفاق من الدوحة، نشر محمد علي الحوثي تغريدة قال فيها:

"الإخوة الأعزاء... بعد إعلان بيان الاتفاق من الدوحة يُنتظر لكلمة السيد القائد ولسنا بحاجة إلى أخذ ورد أو اتخاذ مواقف قبل ذلك".
هذا التصريح يوحي بأن "عبد الملك الحوثي" قد يعلن إنهاء دعمه لغزة وتحويل اهتمامه نحو الداخل اليمني، في خطوة قد تؤدي إلى تصعيد خطير.

تصريحات تكشف النوايا الحقيقية

في ظل هذا السياق، أطلق الحوثيون حملة دعائية مكثفة. أحدهم زعم أن أجدادهم حاربوا العثمانيين لمدة قرنين وهزموهم، وآخر وصف الشرعية بأنها "من الماضي"، مضيفًا أن من خرج من الباب لن يعود من النافذة. كما روجوا لهاشتاغ "المرتزقة كروت حارقة"، في محاولة لرفع معنويات أنصارهم وبث الرعب في خصومهم.

هل يشعل الحوثيون حربًا جديدة في اليمن؟

التحشيد الذي ادعوا أنه لدعم غزة قد يتحول إلى تصعيد داخلي ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة الشرعية اليمنية. يبدو أنهم يخططون لتوسيع سيطرتهم على الأرض وفرض شروط جديدة بعد انقلابهم على صنعاء.

مع ذلك، الوضع على الأرض لا يدعم أوهام الحوثيين. انهيار المحور الإيراني في عدة جبهات قد يجعل دورهم التالي في قائمة الانهيارات. استمرارهم في سياساتهم العدائية قد يغير معادلة القوة ضدهم.

رسالة للشرعية: كونوا مستعدين لرد التصعيد

على الشرعية اليمنية أن تكون يقظة ومستعدة لمواجهة أي تحركات عدائية محتملة من الحوثيين. التحذير واضح: لا يجب أن يُسمح للحوثيين باستغلال الأوضاع الإقليمية لتحقيق مكاسب داخلية على حساب اليمنيين.

تحذير للحوثيين: لا تراهنوا على الحاضر

رسالتنا للحوثيين: توقفوا عن محاولة نسب انتصار غزة لأنفسكم. الحقد الصهيوني الذي تحذرون منه قد يطالكم أيضًا، فلا تتحولوا إلى "صهاينة يمنيين" في أعين شعبكم. الأفضل لكم هو البحث عن سلام شامل يعيد لليمن استقراره.

الشرعية لديها فرصة ذهبية لإعادة ترتيب الصفوف واستعادة المبادرة. إذا توافرت الشجاعة والقرارات الجريئة، فإن إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ليسا أمرين مستحيلين.

ختامًا
تحية لمارب المحتفلة الآن مع غزة مع تهانينا لشعب فلسطين المرابط. ونبارك  للمقاومة الفلسطينية انتصارها بالصبر والثبات وتعطيل الأهداف المعلنة والسرية للكيان الصهيوني.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر