د. علي العسلي 
نقاط مهمة من أحاديث الرئيس !
الساعة 09:14 مساءاً
د. علي العسلي 

في الأونة الأخيرة ظهر الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي بقوة، عارضاّ مصفوفة الأولويات للمرحلة المقبلة، شارحاً ومفصلاً لها أمام إخوانه رئيس وأعضاء مجلس الوزراء؛ ثمّ انطلق من عدن  إلى المانيا مشاركاً فاعلاً ومؤثراً في مؤتمر ميونخ للأمن الدولي، وحظيت قناة الحدث على هامش المؤتمر باطلالة له على شاشتها.. أبدع فأوجز، فأوصل قضية اليمن وطرق معالجتها..    

وابدع كذلك فريق عمله في ابراز أهم ما جاء في احاديثه على هيئة مقاطع فيديوهات قصيرة (ريلز)، أشير هنا إلى انني استفدت منها، في اخراج بعضها  باسلوبي على شكل نقاط مكتوبة، وعلى النحو الآتي:

-ركائز عمل الدولة كلها هي: "الجيش والامن والقضاء"، وأنا اضيف على ما قاله الاخ الرئيس، مجلس النواب والأجهزة الرقابية الأخرى، والاعلام!

-لا يلومنّ إلا نفسه من يتذرع بسحب الصلاحيات عنه.. الرئيس قال صراحة مرجعنا الدستور والقانون في الصلاحيات.. وعلى كل موقع أن  يمارس كامل صلاحياته!

-والحقيقة أن الدكتور احمد عوض بن مبارك يجسد توجيهات رئيس مجلس القيادة عمليا.. الكرة في مرماك يا" ابن مبارك".. وأنت "عافية" عليك، قدّها والقدود!

-التوجيه بانشاء هيئة لرعاية الجرحى وأسر الشهداء.. دليل على احساس الرئيس وعلى حب الناس وخدمتهم!

-إن لم تؤسس الهيئة في أسرع وقت، فاللوم على وزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير الصحة، حيث خاطبهم بأن يزعجوه هو ورئيس الوزراء حتى يتحقق هذا  الهدف ويُصدر القرار بانشائها.. فتأخرهم يعني تقصيرهم!

-حدد الأخ الرئيس أن هيئة رعاية الجرحى مختلفة في وظيفتها،  مطلوب موظفين يحبون الناس ويصلون، هم، للمستهدفين لا ان يبحث عنهم المستفيدون فلايجدونهم!

-حدد الأخ الرئيس معايير الاختيار للهيئة، بــ :" الكفاءة،  النظافة. العفّة والشرف،  حب الناس وحب تقديم الخدمة للمستفيدين.

- الوزرارات والمؤسسات ينقصها الكوادر، ولذلك على مرؤوسيها الاستعانة بالكفاءات من ثلاثة الى اربعة مؤهلين حتى من خارج المؤسسات، لا على  الأعتماد على تعيين الاقارب.

- وأكد الاخ الرئيس أن نجاح أي عمل يتطلب فريق عمل، فالرئيس أو اي وزير ليس هو (سوبرمان) يقوم بكل شيء.

-أظهر الاخ الرئيس اهتمامه الشديد بالعاصمة المؤقتة عدن، متمنياً على الحكومة الحالية جعلها النموذج لباقي المدن..  وهذا حقها على الجميع؛ لانها ضحت،  ولأنها العاصمة المؤقتة، ولأنها حاضنة للشرعية، ولأنها منارة وتنوير كانت وستبقى، ولا يستكثر احدا توفير الخدمات إليها؛ لكن الشيء المهم فقط هو تصحيح الاختلال، لكي تكون منارة ومنيرة وبتكلفة أقل. 

- حلل وقيم الوضع الحاصل في العالم الاخ الرئيس، وبشّر بقرب تشكل نظام عالمي جديد متعدد القطبية،  وبيّن ان بؤر صراع كثيرة في العالم موجودة حالياً، ومنها اليمن وكلها مخاض لهذا التشكّل!

- وفي تناوله للقضية اليمنية بيّن ما معناه  أنها:  "قضية حاضرة- منسية"؛ فــكانت ((منسية))، بسبب أن بعض الدول الوازنة عملت على تعطيل عمل الشرعية والتحالف بانهاء انقلاب الحوثي. والبعض تماهى وتواطئ مع الميليشيا الحوثية، واعتبروها من أدوات التغيير في اليمن، بل كثير منهم اعتبروا  ان قضية اليمن، هي قضية سياسية  وهي ليست كذلك ابداً؛ وهي اليوم ((حاضرة))، لأن المجتمع الدولي قد أفاق بالأشهر الأخيرة عندما رأى ميليشيات الحوثي تعسكر البحر الأحمر وتستهدف الملاحة الدولية.. فعادت قضية اليمن إالى الصدارة، واصبح المجتمع الدولي يعتبرها قضية عسكرية وليست سياسية او حتى انسانية.

- وشرح الاخ الرئيس باسلوب مميز المقاربات الخاطئة، وانتقد الاخ الرئيس تلك المقاربات، إذ بسببها دفع الشعب اليمني تضخيات جسام ولايزال، ومن تلك المقاربات العالم كله يتضرر من الجماعة الحوثية الارهابية.

- وبسبب تلك المقاربات، فإن الحوثي قد استفاد استفادة قصوى باستخدامها كمحطة لإعادة بناء قدراته العسكرية والقيام بأعمال ارهابية.

-وأوضح الأخ الرئيس أن الحل باليمن لا يمكن إلا أن يتم عبر شيئين اثنين: الشيء الأول الشراكة مع الحكومة الشرعية ودعمها، لاستعادة المؤسسات والمناطق؛ والشيء الثاني حصار هذه الجماعة من التمثيل السياسي وتجفيف منابع الاسلحة التي تأتي من ايران،  ولابد من مغادرة ثقافة الاسترضاء وتطبيق القرار 2216 على ايران.

-وانتقد الأخ الرئيس عدم دعم الامم المتحدة للشرعية، ودلل على ذلك بأمثلة، منها، عدم الاستجابة بتحويل الاموال المخصصة كمساعدات للمناطق الخاضعة للحوثي الى البنك المركزي اليمني بعدن، والتي هي بالمليارات ويستفيد منها الحوثي في تثبيت العملة هناك في صنعاء. كذلك عدم الاستجابة لنقل مقرات تلك المنظمات الانسانية الى العاصمة المؤقتة عدن!   

-وسبب الاخ الرئيس توريد الاموال ونقل المقرات  بانتفاء المبرر الذي من أجله تذرعت تلك المنظمات بالتواجد في العاصمة صنعاء من أجل وصول المساعدات.  اذ بمقارنة بسيطة عندما كانت ميناء الحديدة مغلقة قبيل (ستوكهولم) وكانت السلع تصل لمناطق سيطرة الحوثي من مناطق سيطرة الشرعية بكل انسيابية ويسر وباسعار اقل بكثير مما هي عليه اليوم في تلك المناطق.

-حسم الاخ الرئيس الجدل، وقال أن مشكلة اليمنيين الحاصلة مردّها وسببها إيران أولاً وأخيراً.

-وأظهر الأخ الرئيس أن في المنطقة سباق بين مشروعين:  "مشروع الفوضى واالتدمير والحرب والخراب الذي تقوده ايران"؛  و"مشروع السلام والاستقرار الذي تقوده السعودية والامارات ومصر والاردن وغيرها من الدول".  

-ودعا العالم الى التخلي عن المقاربات السابقة للمشكلة اليمنية، إذ أثبتت عدم جدواها، بعد أن اتضح مقاصد واهداف الجماعة ومشغليها.. فالمقاربة التي كانت على أساس الإرضاء أو الرشوة قد ضاعفت المشكلة وستضاعفها لو استمرت.. فالمراضاة أصلاً تغري الميليشيات أكثر إلى مزيد من الابتزاز لتحقيق مزيد من المكاسب.

-وفنّد الاخ الرئيس المقولة التي تقول أن هجوم الحوثي على السفن هو انتصاراً لغزة،.. وقال إنها "مقولة خاطئة".. فالحقيقة أن الحوثي استهدف السفن في البحار اليمنية قبل السابع من اكتوبر بكثير، حيث استهدف الموانئ والسفن ومنع تصدير النفط اليمني بمسيراته وصواريخه ولا يزال.   

-أوضح  الأخ الرئيس ان استثمار الحوثي لغزة هو"غير اخلاقي".. فالحوثيون متناقضون، فهم واقعين بين ممارسة غير اخلاقية (حصار تعز واغلاق الطرق وعدم دفع رواتب الموظفين ومنع تصدير النفط اليمني... الخ)، وبين تبني قضية اخلاقية هي غزة ومظلوميتها.

-وبين الاخ الرئيس تناقضهم ايضاً في مسألة خريطة السلام، فعلى الرغم من انهم وافقوا عليها إلا أنهم في ذات الوقت يهربون منها باستهداف الملاحة الدولية والتصعيد وعسكرة البحر الأحمر.    

كانت ذلكم زبدة وعصارة افكار وأطروحات رئيس اليمن الشرعي.. لقد اتسم حديثه بنقد للمجتمع الدولي بتعامله المتجاهل بالماضي للقضية اليمنية، ولا تخلو كل أحاديثه من الثقة بالمستقبل وبقرب الانفراجة.. أحاديثه جد مشوقة، طرحه مقنع، وافكاره يعرضها بشكل متتدفق ومتسلسل، غير متكلف في الحديث، لكن بالمحصلة طرحه عميق، والافق لديه معلوم، والحلول عنده معروفة، والوصول إليها حتمي،  والسعي نحوها بجد ونضال وتضحية.. قائد سياسي محنك وخبير بالحوثة ومن اسمه له نصيب، فهو بهم عليم..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر