همدان العليي
«صناعة الفقر» تخصص الحوثي: منع توزيع الصدقات ومساعدات التجار
الساعة 06:35 مساءاً
همدان العليي

إلى جانب سلسلة من الإجراءات التي تسببت في تفشي البطالة وارتفاع الأسعار وازدهار الفساد وسرقة وإعاقة وصول المساعدات وحرمان اليمنيين من المرتبات والخدمات الضرورية، منع الحوثيون التجار ورجال الأعمال وفاعلي الخير من توزيع الصدقات الموسمية لفقراء اليمن كما جرت العادة وباعتبار الصدقة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

 
في الوقت الذي تحرص فيه أيَّة سُلطة أو نظام حكم في العالم على دعم وتشجيع فاعلي الخير والمتصدقين ليساهموا في التخفيف من وطأة الفقر والمعاناة الإنسانية، نفَّذت جماعة الحوثي حملات واسعة لمنع توزيع أيَّة صدقات لا تكون بإشراف تام منها لتتمكن من استغلال هذه الصدقات -كالعادة- سياسيًّا وطائفيًّا وعسكريًّا، إلى جانب نهبها لجزء من هذه الصدقات لصالح قياداتها والمشرفين الذين يعملون معها.

في شهر رمضان تحديدًا من كُلّ عام، اعتاد التجار والمغتربون ورجال الأعمال والميسورون، التصدق على الفقراء في مختلف المناطق، كما تكثر المبادرات المجتمعية للتخفيف من معاناتهم وتوفير أكبر قدر ممكن من الغذاء والملبوسات العيدية لأطفالهم. ولهذا ينتظر مئات الآلاف من الفقراء في اليمن قدوم هذا الشهر بفارغ الصبر للحصول على المساعدة.
 
يتم توزيع هذه المساعدات عبر المساجد أو عبر مندوبين للتجار ورجال الأعمال أو عبر جمعيات ومبادرات مجتمعية في الأحياء والقرى. ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، بدأت الجماعة في مصادرة صناديق التبرعات في المساجد والمرافق العامة وكذا التابعة للجمعيات والمؤسسات الخيرية المصرح بها ثم حولتها لصالحها. ومنذ العام 2020م، بدأت تنفذ مداهمات لمنازل وشركات رجال الأعمال والشخصيات العامة التي تقدم مساعدات للمواطنين. 

في شهر رمضان 1441 هجرية والموافق مايو/ أيار 2020م اقتحمت عناصر الحوثي مقر شركة السنيدار في صنعاء وأغلقته واحتجزت عددًا من العاملين فيها على خلفية توزيعهم صدقات اعتادوا تقديمها للفقراء في الأحياء السكنية المجاورة لمنازلهم ومقر الشركة، كما داهمت منزل صاحب الشركة لتبلغه بأنَّ عليه التوقف عن توزيع الصدقات، أو تسليم هذه الصدقات لمشرفين حوثيين في المنطقة( ).
 
تاجر القمح والسكر حميد حسين الكبوس هو أيضًا تعرض لمضايقات أضعفت نشاطه الخيري. كان الكبوس - بشهادة سكان منطقة غيل همدان التي ينتمي إليها- يوزع سنويًّا في شهر رمضان لحوالي 1500 أسرة تعيش في منطقتي غيل همدان وبيت مؤنس التابعة لمحافظة صنعاء، كيسًا من القمح (خمسين كيلوغرام) وكيس سكر وأرز وزيت. إلَّا أنَّ مندوب الحوثيين في المنطقة اصطدم به وفرض عليه أن يتم التوزيع عبر الحوثيين وأن يتم استقطاع جزء كبير من الصدقات لصالح الحوثيين.

في كُلّ عام، كانت قيود الحوثيين ضد الصدقات تتزايد وتصبح أكثر قسوة. في العام 2022م كتب الشاعر اليمني المعروف زين العابدين الضبيبي ما يشير إلى ذلك فقال: «التاجر اليمني المعروف حيدر فاهم كان يوزع سنويًا في صنعاء ثلاثة آلاف سلة غذائية. وطوال السنوات الماضية تمت مضايقته وفرض كشوفات توزيع من قبل جماعة الحوثي غير التي اعتاد أن يوزعها، إضافة إلى مضاعفة الضرائب على تجارته لأنَّهُ يوزع زكاة على الفقراء. وهذا العام يتم منعه من التوزيع نهائيًا إلَّا وفق إرادتهم وعبرهم. حتى أرزاق الفقراء لم تسلم منهم.. هؤلاء لصوص وليسو حكامًا( ).

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص