د. ثابت الأحمدي
يوم عاشورا؟ أم يوم كيبور؟!
الساعة 03:36 مساءاً
د. ثابت الأحمدي

مع كل سنة هجرية يحتفل البعضُ بيوم عاشورا، أي العاشر من محرم، والذي وافق في السنة الحادي عشرة للهجرة يوم عشرة محرم، أي قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ب 62 يوما، على الأرجح إذا ما اعتمدنا الحديث الوارد في مسند الإمام أحمد المرجع لوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، بأنه توفي ولم يصم يوم عاشورا، وقد كانت وفاته يوم 12 ربيع أول سنة 11 للهجرة. 

هذا موضوع آخر هنا، الموضوع الأهم والسؤال الجوهري: هل كان اليهود يصومون بناء على التقويم الهجري؟ أم بناء على التقويم العبري؟

والجواب أن لليهود تقويمهم العبري الخاص بهم، والذي يعود إلى 3761 قبل الميلاد، وهو يوم بداية الخليقة حسب معتقدهم الديني، وتقويمهم هذا من أعقد التقاويم في العالم؛ حيث أن السنة به شمسية، وشهوره قمرية؛ لذلك فهم يضيفون سبعة أشهر في كل 19 سنة، للتوفيق بين كون السنة شمسية والأشهر قمرية. وهذه الأشهر باللغة العبرية هي: تشْري، مرحشوان، كسلو، طبت، شباط، أدار، نيسان، أيار، سيوان، تموز، آب، أيلول. وتتكون هذه الأشهر من 30 و 29 يومًا بالتبادل.

في خلال كل 19 عامًا، يضاف شهر إضافي، قوامه 29 يومًا سبع مرات بين شهري أدار ونيسان، ويطلق على هذا الشهر اسم فيادار. وفي الوقت ذاته يصبح أدار 30 يومًا بدلاً من 29. ويبدأ اليوم يوم حسب هذا التقويم عقب غروب الشمس مباشرة، لا مع شروقها كما هو في التقويم الهجري. 

ومن الملاحظ أن السّنة الجديدة في التقويم العبري تبدأ بشهر تشريه/ تشرين، في فصل الخريف، والذي يوافق شهر أكتوبر الميلادي. ومن المعروف أن كلا التقويمين: العبري والميلادي سابقان للتقويم الإسلامي الهجري. 

ما نريد أن نصل إليه تحديدا أن اليهود لم يكونوا يصومون يوم عاشورا أساسا، ولكنهم كانوا يصومون يوم "كيبور" اليوم العاشر من شهر تشري/ تشرين. وهو يوم المقدس والعاشر من أيام التوبة العشرة التي تبتدئ ببداية رأس السنة العبرية، علما أن التقويم اليهودي المعتمد اليوم قائم على خوارزميات علمية جديدة، من أجل "كبس السنة بأكثر ما يمكن من الدقة دون الاستعانة باستطلاعات فلكية، ومن ناحية أخرى منع الخلافات في طريقة أداء الأعياد اليهودية، وخاصة منع تضارب بعض الأعياد بيوم السبت..". و "بعد انتشار اليهود في أنحاء العالم خشي الحاخامون من عدم التنسيق بين المهاجر اليهودية في تحديد مواعد الأعياد، فأمر الحاخام هيليل نسيآه بنشر الخوارزمية والاستناد عليها فقط".

وقد عدتُ إلى التقويم على شبكة النت لمقارنة التقويم العبري مع الميلادي والهجري، لهذا العام 1444هـ، الموافق 2022م، فكان يوم الاثنين: 10 محرم، والذي يوافق 8 أغسطس، كما يوافق بالعبري 11 آب. ويوم نجى الله فيه موسى ليس يوم 11 آب، بطبيعة الحال، ولكنه حسب التقويم العبري يوم 10 تشري/ تشرين. وإنما صادف في تلك السنة يوم 10 محرم، لا أكثر. ولعدم معرفة الناس سابقا بالتقاويم وتضارب الأيام فيما بينها فقد ظنوا أن يوم عشرة محرم يصادفُ سنويا تلك المناسبة الدينية اليهودية..!! وللأسف لا زلنا نجرجر الخطأ حتى اللحظة دون تبصر وروية، وقوفا عند اليوم الهجري، والأصل أن نقف عند اليوم العبري؛ لأننا نحتفل بيوم نجاة موسى عليه السلام وقومه من فرعون.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً