د. حمود العودي
خطأ الإنتماء السلالي في اليمن وحقيقته السياسية
الساعة 04:53 مساءاً
د. حمود العودي

إن ما يؤكد خطأ الدعاوى الأثنية وظلم آل البيت أو من بقى منهم إفتراضاً والإساءة إليهم ويمثل دعاوى الفتنة بين المسلمين، هو ما يمكن إثباته بالنسبة لأهلنا وإخواننا ممن يسمون بالهاشميين أو السادة في اليمن، سواء منهم من ارتبط ذكرهم بمجيء محمد بن عيسى المهاجر في حضرموت، أو الهادي ابن الحسين في صعدة في نهاية القرن الثاني الهجري، وما صار يشاع بأن عددهم يتجاوز اليوم الأربعة مليون نسمة وتقديم الأدلة العقلية والموضوعية والمنطقية على خطأ وخطورة الإصرار على التمسك بمثل هذه الفكرة الفتنة سواءً بالنسبة لليمن أو غير اليمن مما سبق تحليله لأن الثابت بالنسبة لليمن هو الآتي:

- أولاً: اليمن طاردة وليست جاذبة للهجرات.

إن ما لا يستطيع أحد القول بخلافه هو أن اليمن ليست قط بلد جاذب للهجرات الكبيرة إليه، بل هو طارد لها منه إلى الخارج عبر التاريخ، لأسباب اقتصادية واجتماعية موضوعية، وأن مجيء الهادي والمهاجر إلى اليمن وانتسابهم لآل البيت إن صح هذا الافتراض أو لم يصح ليس هذا هو المهم، قد كان مجيئاً فردياً مع قلة من الأتباع الذين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، ومن المسلمين غير العرب كالديلمي وابن إسحاق من فقهاء طبرستان الذين رافقوا الهادي كرجال دين، هروباً من بطش سلطة الخلافة الأموية في دمشق أو العباسية في بغداد، وطمعاً في الحصول على مأمن لهم من جهة وترويج أفكارهم المعارضة للخلافة في اليمن من جهة أخرى، بل وبدعوة من اليمنيين أنفسهم لحمايتهم والإفادة من ثقافتهم الدينية، ولا يمكن لحالات فردية  كهذه أن تتحول إلى ظاهرة عامة لهوية أثنية وسلالية بهذا الحجم، هذا أولاً، ناهيك عن خطأ الفكرة من أساسها ديناً وعقلاً وعلماً وإنسانية في ضوء كل ما سبق تحليله وتفنيده على النطاق العربي والإسلامي العام.

- ثانياً: اليمن كمأمن للمعارضة ومنطلق لها .

والحقيقة الثانية هي أن اليمن التي كانت هي المأمن الذي يلجأ إليه كل المعارضين كأشخاص ودعاة ، والمتضررين من بطش سلطة الخلافة في دمشق أو بغداد أو القاهرة، من سنة وشيعة وخوارج ومعتزلة وقرامطة وزيديه وإسماعيلية وغيرهم، لا لمجرد الحصول على الأمان كأشخاص وأفكار، بل والانطلاق  من خلال اليمن واليمنيين وبهم لا بغيرهم نحو تطوير أفكار وحركات المعارضة الراديكالية الثورية ضد مركز الخلافة انطلاقاً من اليمن، بل وتأسيس نماذج سياسية لها في اليمن تمهيداً للانطلاق نحو مركز الخلافة، استناداً إلى مقولة سياسية ودينية شهيرة في التاريخ والثقافة الإسلامية ما تزال ثابتة حتى اليوم هي "أن ما صلح به الأمر في أوله لن يصلح ما فسد منه إلا به في آخره" وهي المقولة المحمولة على اليمن وأهل اليمن الذين انتصروا للإسلام وصلح بهم في أوله ولن يصلح ما لحق به من فساد وخراب إلا انطلاقاً من نفس الأصل والمكان، حيث لم توجد حركة معارضة سياسية أو دينية واحدة في التاريخ العربي الإسلامي إلا ولجأت إلى اليمن واحتضنها اليمنيون وأقاموا لهم تجربة فكرية أو نظام سياسي فيه، وذلك لا لمجرد بعد اليمن عن مركز تحكم الخلافة فحسب بل ولأن بروز نزعة الندية والرفض للتسلط المركزي والقهر السياسي واستعصاء مكان اليمن الجغرافي وأهله على ذلك هي سمة وخصوصية تاريخية واجتماعية قديمة وثابتة في اليمن وأهل اليمن ولأسباب اقتصادية وموضوعية تتعلق بالمكان وطبيعة مصادر العيش فيه ، والذي ينتمي لمناطق إنتاج الفائض الأقل بجهد اكبر والذي يفرز دوماً وجود سياسي واجتماعي يتميز بمساواة أكثر واستبداد اقل بالضرورة(1).

- ثالثاً:  الهادي أتى إلى اليمن بمفرده لاجئاً لا فاتحاً.

 إن مجيء الهادي من جبل الرس مع عدد محدود من فقهاء بلاد ما وراء النهر من بلاد فارس لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة بعد سقوط التجربة الأولى لإقامة أول دولة شيعة زيدية في طبرستان على يد العباسيين، لم تكن إلا واحدة من تلك التجارب السياسية والدينية التي احتضنتها اليمن بصدر رحب، لكنها ما لبثت أن تحولت أو تحرفت على الأصح من تيار فكري عقلاني اعتزالي منصف يرى الإمامة والسلطة في الإصلاح من المسلمين على يد الإمام المؤسس زيد ابن علي رضي الله عنه الذي دفع حياته ثمناً لكلمة الحق هذه أمام غلاة الشيعة والسنة على السواء في العراق(1) تحولت إلى نزعة إثنية سلالية على يد الهادي ومن سار على منواله من الأئمة في اليمن، باعتبار السلطة هي حق إلا هي مقدس لأسرة أو سلالة بعينها ، وبذلك لم تكن هذه الدعوى الباطلة انقلاباً على معروف أهل اليمن في الهادي ومن جاء معه والمناصرين له من اليمنيين عن حق، بل وعلى جوهر الفكر الاعتزالي الزيدي المستنير للإمام زيد نفسه، ناهيك عن خروجه على كل القيم الدينية الحقة والعقلية والموضوعية والإنسانية بالمطلق، والتي لا تجيز التمييز الاجتماعي والإثني بين الإنسان وأخيه الإنسان، وترتب حقوق وامتيازات عرقية سياسية ودينية بناءً عليها تتيح لها احتكار السلطة من دون الناس. 
ومن اللافت للنظر والانتباه أن كل من كان قد وصل إلى اليمن لاجئاً أو داعية أو حتى حاكماً من قبل مركز الخلافة في دمشق أو بغداد أو القاهرة وحتى المدينة المنورة قبل ذلك كأشخاص وليس كهجرات من امويين وعباسيين وخوارج وشيعة وسنه من كل نوع وحتى الاتراك والبرتغاليون والانجليز وحتى الاحباش والفرس كغزاة قبل كل هذا وذاك قبل الإسلام فإن كل منهم قد عاد من حيث اتى رضاءً أو كرهاً ، أما قلة من استقر منهم فقد ذاب واندمج في البنية الاجتماعية الوطنية للمجتمع اليمني المفتوحة بسهولة وصاروا جزاً لا يتجزأ منها طبقاً لقاعدة العلم الاجتماعي التي تقضي بذوبان الفرع في الأصل والأتي في المقيم، ما عدى شرذمة الهادي هذه التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، والتي كانت ولا تزال بنزوتها العرقية والعنصرية تصر لا على عزل نفسها عنصرياً وقلب حقائق الواقع والعقل والعلم والدين والإنسانية رأساً على عقب فحسب، بل وتعنصر غيرها بدون حق، وتسيئ بذلك إلى نفسها أكثر من غيرها .    

- رابعاً: خطأ اجتهاد الحق الإلهي في السلطة كمقدمة لأوهام النقاء السلالي .

إن المشكلة لم تتوقف عند اجتهاد الهادي غير المحق ومن يليه من أئمة الظلم والجور بعد تمكنهم من السلطة في اليمن أو على أجزاء منها بحكم وجودهم في السلطة من دون الناس، بقدر ما أن المشكلة الأعقد وفي ظروف استفحال الظلم والجهل والتخلف الثقافي والفكري وانحطاطه قد تمثلت في أن كل من جارى الأئمة في رأيهم هذا وقولهم به من المنتفعين معهم في السلطة أو الطامعين في المشاركة فيها تحت مظلة التشيع ومحبة آل البيت المبرءون من كل ما جرى ويجري باسمهم، قد تحولت روابطهم السياسية والمصلحية غير المشروعة بمرور الوقت إلى دعاوى وهمية للرابطة الإثنية والسلالية بآل البيت ممن صاروا يعرفون اليوم بالسادة أو الهاشميين، وعلى غرار ما حدث في شتى مناطق العالم العربي والإسلامي كما سبقت الإشارة إليه، أما من اجازهم على ذلك جهلاً أو خوفاً من عامة الناس فقد كانوا شيعة هادوية من الدرجة الثانية من زيود القبائل والعامة من الناس الداخلين في خسارة الاعتقاد الخاطئ الخارجين من مكسب السلطة،أما من لم يجاريهم في ذلك أو ناصبهم الحجة في بطلانه من ذوي الرأي والمذاهب الأخرى فقد كانوا في نظرهم مجرد "نصبة" وخارجين عن دينهم العنصري هذا الذي ما أنزل الله به من سلطان، وأن الله- في رأيهم- سوف لن يعاقبهم على ما يمكن أن يلحقوه من أذى بمن يخالفهم الرأي والمعتقد المشوهة هذا من سوء، أو يأخذونه منهم من حق، بل سيعاقبهم على ما لم يفعلوه بهم من السوء والأذى، أو يتركونه لهم من حق، وتلك أمور مثبتة في أدبيات التعصب الإمامي الظالم في اليمن وغير اليمن.

- خامساً: تحويل رابطة التشيع السياسي إلى وهم للرابطة العرقية .

إن من أقوى ثوابت الأدلة القاطعة المانعة على كل ما سبق من خطأ دعاوى الانتماء الإثني والسلالي المضرة بدعاتها أكثر من غيرهم في اليمن وعلى يمنيتهم الأصيلة بالدرجة الأولى هو أن الأسرة الواحدة في المنطقة الواحدة بل والقرية أو البيت الواحد أو المهنة الواحدة التي عادة ما ترتبط فيها الكنية بالمكان أو المهنة عبر التاريخ قد كانت تنقسم إلى قسمين، منهم من تشيع وغالى في تشيعه طمعاً في الجاه والسلطة فأصبح سيداً أو هاشمياً، ومنهم من لم يفعل فظل على حاله خارج السلطة وخارج الانتماء الأثني، رغم احتفاظهم جميعاً بأصل انتمائهم المشترك وكنيتهم التاريخية والاجتماعية الواحدة كمسمى اجتماعي ومكاني حقيقي قديم قدم المجتمع والمكان نفسه، بحيث أنقسم المسمى الواحد مكاناً وإنساناً وأسرةً إلى سادة وغير سادة، حيث نلاحظ أن الانتماء إلى كنية المكان أو المهنة في اليمن وغير اليمن هو الغالب عبر التاريخ وليس العرق أو السلالة، فحوث والحيمة والوشل وجرموز وكحلان والمحاقرة وشهارة وهلم جرا كمسميات يمنية مكانية شهيرة، قد انقسم الأهل والعشيرة والأسرة في كل منها إلى سادة وغير سادة، فهناك حوثي سيد وحوثي غير سيد وحيمي سيد وحيمي غير سيد أو "قبيلي مقطع" وجرموزي سيد وجرموزي غير سيد ووشلي سيد ووشلي غير سيد وكحلاني سيد وكحلاني غير سيد وشهاري سيد وشهاري غير سيد وشامي سيد وشامي غير سيد وهلم جرا، ذلك أن الانتماء الأصيل والمشترك والتسمية الحقيقية والمشتركة قد ظلت على أصلها أو حالها، وهي الأصل والحقيقة الاجتماعية للانتماء الاجتماعي المشترك للمكان والمهنة والوطن،وليس العرق والسلالة المصطنعة سياسياً، لأنه لو صح الانتماء الأثني المميز لنفسه فوق الآخرين لما أحتاج بل ولما قبل من يدعي لنفسه الانتماء لآل البيت أن ينسب نفسه إلى حوث أو شهارة أو جرموز أو غيرها من الأماكن، واستبدال ما هو أعلى بما هو أدنى في رأيهم، ولكن العكس هو الصحيح،وهكذا صارت الحقيقة معكوسة على رأسها وآن لها أن تستقيم . 

- سادساً: غلو التشيع للإمامة هو الطريق الوحيد للمشاركة في السلطة .

إن التفسير الاجتماعي والموضوعي السليم لهذه الثنائية الشائعة جداً هو أن الأهل والعشيرة بل والأسرة الواحدة في المكان الواحد قد انقسموا في الرأي تجاه الدعوة الإمامية الهادوية المحرفة والمتطرفة ، فمنهم من أجاز الأئمة على ما قالوه فيما لا أساس له من سنة أو كتاب وغالوا فيه إلى حد إدعاء انتمائهم السلالي لآل البيت وصاروا سادة وهاشميون، ليس حباً في آل البيت الذين ذهبوا في أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، بل طمعاً في مشاركة الأئمة الوافدون على قلتهم مزايا السلطة والثروة التي أصبحت حكراً لسلالة المدعيين بهذه الدعوى التي ما أنزل الله بها من سلطان، أما من أجازهم وسكت عنهم على مضض أو ناصبهم الحجة بالخطأ والبطلان فهم إما محب منافق أو ناصبي مارق كما سبقت الإشارة، رغم إن الكل ينتمون لأصل ووجود اجتماعي ومكاني واحد، بل وقرابة واحدة في معظم الأسر والعائلات، إنها باختصار فتنة السياسة والصراع على السلطة والثروة التي كثيراً ما تمتطي صهوة الدين بالباطل وتخرج به إلى ما يتنافى وجوهره ومقاصده الإنسانية العادلة من هذا القبيل المتعلق بدعاوى التمييز الاجتماعي بين الإنسان وأخيه الإنسان، ناهيك عن المسلم والمسلم والعربي والعربي على أساس أثني وسلالي عنصري مقيت.

- سابعاً: الأصل في الانتماء هو المكان والمهنة وليس العرق أو السلالة في اليمن وغير اليمن. 

وطمعاً في الوصول إلى جوهر الحقيقة أو الاقتراب إلى أقرب مسافة منها على الأقل دعونا مع الرأي الآخر نفترض ما لا يحتمل افتراضه ونقر بثبوت ما لا يمكن إثباته بأن كل من يدعون الهاشمية بكل حقوقها غير المحقة في اليمن أو غير اليمن هم من آل البيت لحماً ودماً كما يقولون، وأن الهادي ابن الحسين ومن أتى معه من فقهاء طبرستان بما فيهم كاتب كتاب شرح الأزهار والذين صاروا بفعل غلو التشيع من أجل أهل البيت هم الذين أنجبوا وحدهم ما يقارب الأربعة مليون نسمة حتى اليوم في اليمن كما يشاع من أهل البيت وأن هجرات أخرى قد قدمت لاحقاً إلى اليمن من الشمال أو الشرق أو الغرب أومن أي كوكب آخر من آل البيت، فإن الحقيقة الوحيدة التي نحتاج إلى فهمها وتفسيرها هي لماذا غيرت هذه الجموع المميزة لحماً ودماً عن غيرها من البشر من مسمياتها وكناها السماوية والنبوية والسلالية المقدسة وارتبطت بمسميات أسر وأماكن اليمن واليمنيين في حوث والوشل والموشك وجرموز وشهارة والحيمة والمحاقرة وضوران وبيت الحداد وبيت السقاف والوزير والوجيه...الخ؟، والحقيقة أنها لم تغير بل إنه الأصل الذي لم يتغير وهو الانتماء الاجتماعي والوطني للمكان أو المهنة، وما تغير هو النصف الآخر من الحقيقة المشوهة بعبثية الانتماء المزدوج بنصف الحقيقة إلى المهنة والمكان من جهة ونصف الوهم السـلالي مـن جهة أخرى، وهـي البلية المضحكـة المبكيـة وشر البلية ما يضحك.

- ثامناً: كل ضحايا الوهم السلالي هم يمنيو الأصل مكاناً وتاريخاً ومهنة .

وفي ضوء كل ما سبق تتأكد حقيقة أن كل من سقطوا ضحايا الأوهام العرقية السلالية الممقوتة عقلاً وعلماً وديناً وإنسانية في اليمن هم في الأصل وبالاستناد إلى يقين الحقيقة الموضوعية يمنيون أولاً وقبل كل شيء مكاناً وزماناً وتاريخاً ومهنة وحضارة ، ناهيك عن أن العلم الاجتماعي يؤكد ذوبان من قد يأتي كفرع من الخارج في قوام الأصل الاجتماعي لمجتمع وأمة الداخل وليس العكس ، وعلى أساس اجتماعي لا تمييز عنصري وتأكيداً للحقيقة السابقة ودحضاً لأوهام الباطل عن دعاته قبل غيرهم هو أن الموروث الحضاري والتاريخي العريق لليمن يؤكد من خلال نصوص الوثائق المسندية بأن الكثير من الكَناء والمسميات الاجتماعية والمكانية والمهنية السابقة قد وردت كمسميات سبائية وحميرية وقتبانية قديمة، منها على سبيل المثال منطقة "الكبس" في خولان و"آل كبس" المكنى اسمهم باسم المنطقة، حيث يتحدث مطهر الإرياني في تفسير نص مسندي مطول في كتابه المعروف "في تاريخ اليمن" عن "آل كبسمم في خولنم ومراعيهم ووديانهم وحصونهم...الخ" والطريف في الأمر أن مدينة أو قرية الكبس هذه تكاد تكون المنطقة الوحيدة التي لا يوجد بين أهلها ثنائية لكبسي سيد وكبسي غير سيد كما لاحظنا في كل المناطق الأخرى، بل الشائع أنهم جميعاً سادة بمنطق السياسة السلالية الخاطئة، وسبائيون وحميريون بمنطق الحقيقة والواقع والتاريخ، إلا أن اتخاذ هذه المنطقة واحداً من أهم مرتكزات النشاط الإمامي المتطرف قد فعل فعله في تغيير الانتماء الوطني الحق لليمن في الداخل إلى الانتماء الإثني والسلالي المغلوط والقادم من الخارج للكبس والكباسية جميعاً، وهو الأمر الذي ينطبق على بعض المناطق الأخرى التي اتخذت منها الإمامة مرتكزات لدعوتها كشهارة وصعدة وذمار إلى حدٍ ما، مع العلم بأن الأصل في الكنية والهوية في المجتمع اليمني القديم والحديث قد ارتبط بالمكان والعمل أو المهنة بالدرجة الأولى وليس بالحسب والنسب فالانتماء ( خولاني ، عودي، شهاري، حضرمي، يافعي، ...الخ)، أو المهنة ( الحداد، النجار، الراعي، الفقيه، ...الخ)، قد كان وما يزال هو مقياس احترام الفرد وتحديد هويته الاجتماعية قبل حسبه ونسبه السلالي، حيث يذكر المؤرخ محمد يحيى الحداد نقلاً عن المؤرخ الألماني نيكلوس قوله: ( إن أساس تكوين القبيلة أو الشعب في اليمن القديم هي روابط العمل لا أواصر القرابة والدم، وأنه حتى القبيلة الحاكمة فإنها مكلفة بالعمل ، أي أنها لم تخرج عن اعتبار رابطة العمل هي أساس تكوينها (1)  إلا أن ثقافة الانحطاط والتخلف والإمامة الظالمة نموذجها قد عكست كل المفاهيم والحقائق رأساً على عقب ، فهل آن للعقل أن يسترد رشده والحقيقة قوامها في وجه الخرافة والوهم المدمر لوحدة الأهل والوطن والمخزي في الدنيا والآخرة.

- تاسعاً: ما كل من يرفض الخطأ ويجرم أسبابه كمن ينتفع به ويصر عليه!

وحتى لا نقع في دائرة التعميم المطلق وغير المراعي للقواعد النسبية فيما يتعلق بخطأ وخطيئة كل أشكال التمييز الاجتماعي بين الإنسان وأخيه الإنسان بصفة عامة وما يتعلق بما نحن بصدده بشأن ما يعرف بالسادة أو الهاشميين بصفة خاصة في اليمن أو غير اليمن ، فإنة لا يمكن القول بأن كل من يعرفون بالسادة أو الهاشميين يؤمنون أو يعتقدون خطأ بكل ماسبق الحديث عنه من دعاوى النقاء السلالي وما يترتب علية من حقوق مقدسة في امتلاك السلطة والوصاية على الدين ، بقدر ما أن المسألة نسبية إلى حد كبير ، فالغالبية ممن يسمون بالسادة أو الهاشميين لا يقولون قط بالحق المقدس في السلطة والوصاية على الدين والعقيدة لا لهم ولا لأي آخر غيرهم من البشر، لأن القول الفصل في السلطة أنها شورى بين المسلمين لقوله تعالى: ( وأمرهم شورى بينهم) وأن الدين لله وعلاقة مباشرة بين العبد وربه دونما وصاية أو ولاية من أحد على ضمائر ومعتقدات الخلق دون الخالق أونيابة عنه، يؤكد ذلك أن الغالبية العظمى من هذه الفئة يعيشون في أمن وسلام مع بقية المجتمع دونما ادعى بأي من هذا أو ذاك من غير الطائفة الزيدية، بل الأكثر من ذلك أن الكثيرين من شرفاء وعقلاء من يسمون سادة وهاشميو الزيود أنفسهم قد وقفوا في وجه مثل هذه الدعاوى الباطلة وثاروا ضدها بكل الوسائل، ويكفي دليلاً على ذلك أن اغلب المناضلين ضد الإمامة التي كرست مثل هذه الدعاوى الباطلة هم من نفس الوسط الاجتماعي نفسه ، كما أن الكثير والكثير ممن وجدوا أنفسهم في هذا الوسط بحكم مولدهم ووهم سلالتهم التي تربوا عليها صغاراً قد رفضوها كباراً، وكثيراً ما يعانون من هذا الوهم الواقع عليهم والذين وجدوا أنفسهم فيه غير مختارين ويحملون وزر ما لا ذنب لهم فيه وهم غير مقتنعين به ، خصوصاً بعد أن أصبح التمييز ضدهم بعد الثورة ، بعد أن كان من اجلهم قبلها، ولا يجدون مخرجاً من هذه المحنة التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل ،والذين نأمل أن يجدوا في مثل هذا الجهد ما يعينهم على الخروج من محنتهم .

أما القلة المصرة على المضي في هذا الخطأ والخطيئة منهم ، فهم محترفي السياسة والإمساك بالسلطة والثروة والاستئثار بهما من دون الناس والذين مثلت الإمامة والأئمة نموذجهم الأبرز قبل الثورة ، والباحثين عنها بنفس الوسائل والدعاوى السلالية والعنصرية المتخلفة بعد الثورة وحتى اليوم ، ككلمات باطل يراد بها ما هو أبطل.

ولذلك فإن على كل الأبرياء من كل تلك الدعاوى الباطلة والمبطلة للعلم والعقل والدين وحقوق الإنسان أن يتجاوزوا دائرة الحيرة والصمت أو مجرد الهمس على استحياء في وجه هذه المحنة القديمة الجديدة إلى دائرة الضوء والصوت المرتفع في مواجهة هذه المحنة التي لم يبقَ منها إلا القليل ، لا لمجرد خلاص أنفسهم منها أمام الله والناس بل وخلاص المجتمع كله من خزيها وعارها وجتبعاتها الخطيرة التي لا تحد " فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم

- عاشراً: إنها نخبة سياسية تتميز ثقافياً وإجتماعياً وليس أقلية مميزة سلالياً .

وأخيرا أين يمكن وضع هذه الجماعة المتميزة اجتماعياً- كما نرى – وليس المميزة عرقيا وسلالياًً- كما تدعي لنفسها خطأً- وكيف يمكن تصنيفها في البيئة الاجتماعية للمجتمع اليمني بالذات ؟ 

وللإجابة على هذا التساؤل البالغ الأهمية يمكن القول – بعد أن اثبتنا يمنيتها هويةً وتاريخاً- انه إذا ما تجاوزت هذه الجماعة كل الدعاوى السلالية المغلوطة والمطالب الحقوقية السياسية والدينية غير المشروعة المترتبة على الدعوى السلالية والسابق شرح وتحليل كل ذلك فإن من أسهل الأمور بل وأكثرها نفعاً وفائدة لهم ولغيرهم أن ينظر إلى هذه الجماعة باعتبارها عن حق وموضوعية هي أقرب إلى النخبة الاجتماعية والسياسية والثقافية المدنية المتطورة المتميزة إيجابياً بعدم الارتباط بالكثير من مكونات المجتمع الأكثر تخلفاً والأقل حداثة ومدنية كالقبلية والمناطقية...الخ 

إنها نخبة سياسية مدنية من الطراز الأول وقد اكسبها تعاملها الطويل مع السلطة قبل الثورة بصورة مباشرة وبعد الثورة وحتى الآن بصورة مباشرة وغير مباشرة وما تتمتع به من فرص أفضل للتعليم واستقرار أكثر في الوظائف العامة ومن موقع صناعة واتخاذ القرار أكثر من غيرهم بلا منازع .. اكسبها كل ذلك خبرات كثيرة ومتنوعة ليس في التعايش مع كل المراحل والتكيف مع كل المتغيرات يميناً ويساراً واعتدالا وتطرف، وتجاوزها لكل أزمات الصراعات السياسية الدموية على مدى نصف قرن منذ قيام الثورة وحتى الآن فحسب بل ولقد كانت هي المايسترو الذي يمتطي صهوة كل المراحل ويديرها عن قرب أو بعد، فهي رأس اليمين ورأس اليسار ورمز الاعتدال ومصدر التطرف وظل قرارات الصراعات السياسية الدامية وموقع إدارتها والأقرب إلى الانتفاع بها والأبعد عن خسائرها، إنها النخبة السياسية الأكثر احترافاَ وحضوراً في كل المتغيرات السياسية بصورة مباشرة أو غير مباشرة. 

يؤكد كل ما سبق القراءة المتأنية لكل الأحداث والمتغيرات السياسية منذ قيام الثورة وحتى الآن فإذا ما استثنينا ما حدث في الأيام الأولى من الثورة من توجيه ضربة عنف موجعة لهذه الفئة مع غيرها من رؤوس النظام الإمامي ثم لا شيء تقريباً بعد ذلك حتى اليوم، بدأً بالحرب الملكية الجمهورية التي كان الشعب وقودها من الطرفين، مروراً بالصراعات والحروب الشطرية وداخل كل شطر على حدة بين الأخوة الأعداء ، وصولاً إلى الدعاوى الإمامية والانفصالية المعززة بالعنف في الوقت الراهن ، حيث نلاحظ كيف أن الأخوة الأعداء من شركاء مسيرة الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية قد أمعنوا في تصفية بعضهم البعض سياسياً وعسكرياً ، وأضعفوا بذلك مسيرة الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية بمعدل خسائر سياسية وعسكرية ووطنية فادحة وأكثر بكثير من معدل العمل على تعزيز وحماية هذه المسيرة  حتى الآن ، بدءً بالحروب الشطرية الباردة والساخنة بين الإخوة الأعداء على مدى ربع قرن من عمر الثورة والاستقلال ، مروراً بأحداث أغسطس 1968م و15 أكتوبر..... و13 يناير1986م في كلاً من الشمال والجنوب على حدة قبل الوحدة وحتى حرب انتحار 1994م بعد الوحدة وحتى صراعات عام 2011م وثورته الشبابية، ولم يكن الحاضر والمستقبل المنظور على الأقل بأقل خطورة وإضماراً لصراعات وحروب الأخوة الأعداء في المستقبل  بين السلطة والمعارضة الحالية مما حدث في الماضي إن لم يكن أخطر مع الأسف، في حين أن هذه النخبة السياسية المحترفة لم تكن هي مجرد الطرف الداخل في كل مكسب والخارج من أي خسارة في كل ذلك فحسب ،بل ومصدر صنع وتنفيذ القرارات الخاسرة والمضرة بمسيرة الثورة والجمهورية والوحدة تلك بصورة مباشرة وغير مباشرة، فهم اليمين وهم اليسار وهم الاعتدال وهم التطرف وهم الشمال وهم الجنوب وهم السلطة وهم المعارضة ...الخ، ولغرض ما في نفس يعقوب ، وتطبيقاً لمبدأ "مالم يكن لي فعليا وعلى أعدائي" مع الأسف الشديد وأنا أجزم عن يقين اجتماعي وبعيداً عن أي تعصب  بغير حجة  وحرصاً على خير الجميع بأن هذه النخبة لو استطاعت التخلص من عقدة السلالة والحق الإلهي وهي العقدة المرضية القاتلة بالنسبة لهم أكثر من غيرهم ووظفت قدراتها ومهاراتها السياسية المميزة وحضورها المدني المتطور في ماهو مفيد ووطني عام بدلاً مما هو سلبي وانفتحت على التكوين الاجتماعي العام للمجتمع اليمني وأندمجت فيه بحق لكانت هي مع كل النخب المدنية الحديثة التي أفرزتها مسيرة الثورة والجمهورية والوحدة هي الأقدر على حسم كل مواقع الصراع مع موروث التخلف القبلي والمناطقي والمذهبي والرجعي وتحقيق المجتمع المدني الحديث والمتطور والمزدهر وحتى لا تظل فاقدة لمصداقية الانتماء الوطني الصادق مهما أدعت لنفسها ذلك وعملت من أجله بحق ما لم تعلن خلاصها من هذه العقدة المرضية القاتلة بالنسبة لها قبل غيرها وحتى لاتظل في نظر الآخرين موضع شك وعدم استحقاق للثقة مهما بلغ صدقها الوطني وجدارتها السياسية والقيادية ،بل وحتى لا تتحول من فئة تميز نفسها سلالياً ودينياً وسياسياً بدون حق كما في الماضي وحتى الوقت الحاضر إلى فئة مهمشة يتم التمييز ضدها بدون حق أيضاً كما يجري تأسيسه الآن في إطار الصراعات السياسية الحادة فيما يعرف بالحوثية والسلفية والقاعدة...الخ، فهل تقوى هذه الفئة النخبة على الخروج بنفسها من عقدة الوهم الخاطئة والقاتلة إلى رحاب الحقيقة المشرقة لتفوز بما هي جديرة به وأكثر مما تحلم به عن حق وبحق؟ ذلك ما ندعوها إليه ونتمناه لها ولنا جميعاً ، "لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم.

 الخاتمة: دعــوة صادقة لكلمــةٍ سواء.

أما آخر الملاحظات والحقائق الاجتماعية الخطيرة والمتعلقة بالمستقبل أكثر من الماضي وخاتمتها فهي أن الأمر لم يعد تمييزاً أثنياً خاطئاً لفئة حاكمة عليا في قمة الهرم الاجتماعي كما كانت عليه الحال قبل الثورة، لأن الثورة المباركة قد وضعت حداً لهذا التمييز السياسي والأثني الخاطئ، والذي كان للغالبية من أوساط هذه الفئة نفسها من الهاشميين شرف النضال ضد الإمامة وتمييزها وظلمها السياسي والاجتماعي والانتصار للثورة والجمهورية كما سبق وأن أشرنا في موضع سابق، وتكاد المشكلة اليوم أن تتحول إلى مفهوم عكسي تماماً، فبدلاً من التمييز الأثني الخاطئ لصالح هذه الفئة صعوداً في قمة الهرم الاجتماعي في الماضي يكاد يتحول اليوم إلى تمييز أكثر خطراً ضدها في قاع المجتمع، بفعل ما يتسبب به البعض من بقايا مرضى النفوس منهم ممن لا يزالون يتشبثون بأوهام الماضي المظلم، وردود الفعل المضاد بنفس الطريقة من قبل البعض في الجانب الآخر، وفي إطار الحسابات السياسية الملوثة بنزوات التمييز العنصري والطائفي الممقوت، وما حالة فئة ما صار يعرف اليوم بـ"الحوثيين" والذين بدلاً من أن يستكملوا تطهير نفوسهم من بقايا الإرث الإمامي السيء وإصلاح ما لحق من أذى وتشويه بأكثر تيارات الفكر الإسلامي عقلانيةً واستنارةً للإمام زيد والزيدية ذات الأصول الاعتزالية، بدلاً من كل ذلك انزلقوا إلى ما هو أسوأ نحو الارتهان السياسي والعقائدي الأكثر لغلاةً الشيعة الجعفرية وأكثرها تطرفاً، بحثاً عن تجارة الدين بالدنيا أو تجارة الدنيا بالدين.

كما أن ردود الفعل العكسية في الاتجاه الآخر المختلف عنه في الوسيلة والمساوي له في  النتيجة عنا ببعيد، والذي انعكس كل ذلك على فئات وأناس آخرون لا ناقة لهم ولا جمل فيما جرى وما يجري من تنامي التمييز المعمم لمفهوم الحوثية والحوثيين على كل من يسمى سيد أو هاشمي أو ينتمي لمنطقة صعدة ظلماً وعدواناً، وهي في الأخير والأهم دعوة وطنية ودينية وعلمية وإنسانية صادقة لكل العقلاء والشرفاء من أهل هذا الوطن لأن يربوا بأنفسهم عن مثل هذه المتاهات والأوهام والمخازي وأن ندفع معاً بعجلة التغيير والتطور نحو آفاق الحقوق المدنية والإنسانية المتساوية والمتكافئة بين البشر التي هي حقيقة ديننا الإسلامي وحقيقة عالم اليوم وشعاره الأول، وليس الوقوف ضدها عبثاً أو العودة بها إلى الخلف غباوة وحماقة..لأنه إذا كان أسوأ ما في تاريخ الإنسانية من بشاعة التمييز العرقي والعنصري في أمريكا والذي ذهب ضحيته ملايين البشر من الأفريقيين وغيرهم في تجارة العبيد قد تجاوز العبد وسيده خزيهم التاريخي في الماضي غير البعيد إلى فخر الأخ وأخيه بحياة المواطنة المتساوية والتي لم تعد تفرق بين "بوش" الأنجلوسكسوني الأصل " وأوباما حسين" الأفريقي الأصل أيضاً في حكم أكبر وأقوى قوة دولية في العالم "الولايات المتحدة الأمريكية" التي تستحق اليوم لذلك وبسببه أن تكون ما هي عليه من قوة وازدهار وتسيد عالمي، في حين أننا ما نزال نفتش عن عفن التاريخ، لا في أنظمة السلالات العرقية والعائلية في السلطة للأنظمة الجمهورية قبل الملكية والسلاطينية فسحب بل وحتى في من يحق لهم أن نزوجهم من بناتنا ممن لا يحق لهم ذلك، ومن يرتدي العمة الفارسية و"التوزه" ممن يرتدي عكوة القبيلي في حفل العرس، ومن ينتمي لقبيلة أو طائفة أو عائلة أو منطقة "س" أو "ص" من الناس ليتم في ضوء ذلك وبمقتضاه توزيع الحقوق السياسية والاجتماعية على كل المستويات، بدءاً من موقع اتخاذ القرار وحتى قضاء أبسط المعاملات الإدارية، بدلاً من حقوق المواطنة المتساوية وأولوية الأهلية والجدارة وتكافؤ الفرص تحت مظلة القانون والنظام وتعاليم ديننا التي دعتنا إليه وألزمتنا به قبل أكثر من 1400سنة، ولأننا لا نؤمن ولا نعمل بأي من ذلك رغم أننا كنا الأسبق إليه في الماضي " ديناً وحضارة "والأولى به في الحاضر تقدماً وازدهاراً ووحدة صرنا فيما نحن فيه من التخلف واستحقينا ما نحن عليه من المهانة والهوان بين الأمم، ولأنهم آمنوا بكل ذلك وعملوا به فقد استحقوا ما هم فيه من تقدم وازدهار وما هم عليه من عزة ووحدة وقوة، ونحن بخلاف ذلك أو العكس منه استحقيناً ما نحن فيه، ولن يتغير حالنا إلا حينما نعير أنفسنا أولاً، لقوله تعالي:
{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ... كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }
صدق الله العظيم

* من الفصل التاسع من كتاب البروفسور وعالم الإجتماع حمود العودي "العنف والتمييز الاجتماعي في اليمن".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر