
حمل وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الايراني، المسؤولية الكاملة عن التداعيات البيئية والاقتصادية والإنسانية الكارثية الناتجة عن غرق ناقلة البضائع السائبة (MAGIC SEAS) اليونانية، المحملة بحوالي 17,000 طن متري من مادة نترات الأمونيوم شديدة الخطورة، قبالة سواحل محافظة الحديدة، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، ودون أي اعتبار للأضرار البالغة التي قد تمتد لسنوات في اليمن والدول المطلة على البحر الأحمر.
وأوضح معمر الإرياني في تصريح صحفي، أن تسرب هذه الكمية الكبيرة من نترات الأمونيوم يشكل تهديدا مباشرا للنظام البيئي في البحر الأحمر، ولا سيما الشعاب المرجانية النادرة، كما ينذر بتدمير السلسلة الغذائية البحرية ونفوق أعداد واسعة من الكائنات البحرية نتيجة تكاثر الطحالب التي ستحجب ضوء الشمس، إلى جانب تلوث مصادر المياه التي تعتمد عليها محطات التحلية الساحلية، ما يعرض المياه الصالحة للاستهلاك البشري للخطر، ويفاقم معاناة آلاف الأسر اليمنية التي تعتمد على الصيد كمصدر رئيسي للرزق.
وأشار الوزير الإرياني إلى أن هذه الكارثة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق لمليشيا الحوثي أن استهدفت ناقلة البضائع (M/V Rubymar) المملوكة للمملكة المتحدة والتي ترفع علم بليز، في 18 فبراير 2024، أثناء عبورها على بعد 25 ميلاً بحريا من ميناء المخا، ما أدى إلى غرقها في 2 مارس 2024، بينما كانت تحمل أكثر من 41,000 طن من الأسمدة فئة IMDG 5.1 شديدة السمية، وكميات كبيرة من الزيوت والوقود، متسببة في تلوث واسع النطاق لمياه البحر الأحمر.
ودعا الإرياني كافة الدول والمنظمات والهيئات المعنية بحماية البيئة البحرية إلى تحرك عاجل للتعامل مع التداعيات الكارثية لغرق الناقلة، عبر إرسال فرق استجابة متخصصة لمعالجة آثار التسرب والحد من التلوث، وإغلاق الشحنات المتسربة لمنع اختلاط الموارد الكيميائية بالبيئة البحرية، إلى جانب نشر دوريات دولية لحماية موقع الحادث، وتقديم الدعم للحكومة اليمنية لمواجهة هذه الكارثة البيئية.
كما طالب الإرياني المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والمنسق للتصدي لأنشطة مليشيا الحوثي الإرهابية ومنع تكرار هذه الكوارث التي تهدد البيئة والأمن البحري وخطوط الملاحة الدولية، من خلال تصنيف المليشيا كمنظمة إرهابية عالمية، وتجفيف منابع تمويلها، وملاحقة قياداتها، وتقديم الدعم الكامل للحكومة اليمنية لاستعادة السيطرة على كافة أراضيها، باعتبار ذلك المسار الوحيد لإنهاء هذه المخاطر وضمان أمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم.
وأكد الإرياني أن حماية البحر الأحمر من كارثة بيئية غير مسبوقة باتت مسئولية جماعية للمجتمع الدولي، لمنع تحول هذا الممر البحري الحيوي إلى منطقة ملوثة ومعطلة بفعل الإرهاب الحوثي المدعوم من إيران، والذي يهدد البيئة البحرية، والثروة السمكية، والأمن الغذائي لملايين البشر في اليمن والدول المشاطئة للبحر الأحمر، والمصالح الدولية في واحد من أهم الممرات الاستراتيجية التي تمر عبره 12% من حركة التجارة العالمية.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر