يقول ان مثل هذا دائما ما نسمع عنه بين الحين و الآخر في مدن مختلفة حول العالم ، و ما نوضحه ان الأرض تسير في مدارها حول الشمس بسرعة اكثر من 29 كيلو متر بالثانية و هي سرعة هائلة تعادل عشرات اضعاف سرعة المقذوفات للأسلحة النارية ، اما الأجسام القادمة من الفضاء مثل الشهب و النيازك تصطدم بالغلاف الجوي بسرعة تزيد عن ذلك و قد تتجاوز 60 كيلو متر بالثانية.

فلو شي قادم من الفضاء يحترق و يتوهج ولن يقف في سماء صنعاء ، لذلك لا نتوقع شيء قادم من الفضاء او له علاقة بالفضاء الخارجي و دخل الى الغلاف الجوي.

و يستمر الشوافي قائلا رغم ان الأخبار المنشورة و وصفهم غير محدد حجم الجسم و شكله و سرعته ….. الخ التي ممكن تساعدنا في تحديد او فهم الظاهرة، ولكن اعتماد على تواصل بعض الزملاء معي منذ ساعة انتشار الخير نظرت الى السماء لم اجد شيء اكثر سطوع من المريخ لامع بلونه البرتقالي يميل الى جنوب شرق من سمت الراس.

و يكشف الشوافي ان الجسم اللامع الأحمر هو الكوكب الاحمر – المريخ و يبين ان لمعانه اليوم مساء الاحد 22 يوليو قدر – 2.5 للراصد من صنعاء اليمن.حجمه 24.11 ثانية قوسية وهو المع و اشد سطوعا من المشتري اليوم.

ويشرح العالم الفلكي عدنان الشوافي أسباب السطوع العالي للمريخ هذة الأيام ، موضحاً ان المريخ هو ثاني اصغر كوكب بعد عطارد و ياتي مداره حول الشمس في الترتيب الرابع بعد الأرض ثالث الكواكب، ويحتاج نحو 687 يوم ليكمل دورته حول الشمس، و يتميز بشذوذ مداري كبير فعندما يكون في الحضيض يقترب من الشمس الى 1.38 وحدة فلكية (206.6 مليون كيلو متر ) و عندما يكون في الاوج يبتعد الى 1.52 وحدة فلكية (228 مليون كيلومتر) ، شذوذه المداري عالي جدا مقارنة بالأرض فهي تقترب و تبتعد عن الشمس من 147.1 – 152.1 مليون كيلومتر، مبينا ان المريخ يكوم اكثر سطوعا عندما يكون في التقابل بحيث تكون الأرض واقعة بين المريخ و الشمس يكون المريخ في تقابل مرة كل 780 يوم في المتوسط تقريبا و يكون المريخ باقرب مسافة من الأرض عندما يكون في الحضيض والأرض في الاوج، و يكون ابعد ما يمكن من الأرض عندما يكون في اقتران مع الشمس أي عندما تكون الشمس في الوسط بين المريخ والأرض.

و يشير الشوافي ان مسافة اقتراب و ابتعاد المريخ عن الأرض تتراوح بين 0.36 و 2.68 وحدة فلكية فلذلك خلال 780 يوم يقترب المريخ من الأرض ويبتعد الى ما يقارب 6 أضعاف المسافة التي اقترب اليها، مما يجعل حجم المريخ يقترب احيانا من 3.49 ثانية قوسية و يزيد حجمه ليقترب من اقصى حجم متوقع له 25.68 ثانية قوسية ، ويكون لمعانه الظاهري عالي جدا وهذا ما نتوقع شاهده البعض خاصة مع وجود رطوبة و فوراق كثافة في طبقات الجو ممكن تكسر الاشعة ليبدو اكبر و حركة السحب الخفيفة البطيئة قد تجعل البعض يشعر بان الحركة للمريخ.

و يكشف الشوافي ان التقابل للكوكب الأحمر (المريخ) سوف يحدث الساعة 8:07 صباحا بتوقيت صنعاء يوم 27 يوليو / تموز 2018 ويشرق بلونه البرتقالي بعد غروب الشمس بنحو 6 دقائق، و يكون باقصى سطوع له شدة القدر الظاهري له تبلغ – 2.78 ليكون مميز بشكل كبير لحظة الخسوف الكلي للقمر في ذات الليلة و يبدو للراصد من من اليمن و الوطن العربي أسفل القمر باستطالة مركزية نحو 6.2 درجة. في نفس الليلة تمام الساعة الواحد بعد منتصف الليل (مطلع 28 يوليو) يحدث الاقتران المركزي فلكياً للمريخ مع القمر البدر الذي يكون لحظتها لا يزال بحالة خسوف جزئي وكلما خرج القمر من الخسوف وازداد ضوئه يقلل من شدة لمعان المريخ هذا العام للراصد.

ونظرا للمدارات الاهليجية (قطع ناقص) لكلا من الأرض و المريخ حول الشمس مما يجعل بلوغ المريخ اقرب نقطة له من الأرض لا تتزامن مع لحظة التقابل فعادة تتقدم او تتاخر بضع أيام و هذا العام يبلغ المريخ اقرب مسافة له من الأرض يوم 31 يوليو ليقترب من الأرض الى مسافة 03849625 وحدة فلكية نحو 57589570 كيلو متر، الا اننا ننوه ان فارق اقتراب المريخ لن يكون ميزة كبيرة في زيادة سطوعه لنقص طفيف في التعامد التام للاشعة المنعكسة من المريخ و لمعان كامل الوجه المقابل منه، لذلك سوف يحافظ المريخ على نفس سطوعة العالي من ليلة التقابل 27 – 31 يوليو بقدر – 2.8 ، و يكون حجمه 24.3 ثانية قوسية و لمعانه اشد من المشترى في هذة الأيام حيث تبلغ شدة سطوع المشتري قدر – 2.2 رغم ان حجمه الظاهري 38.3 ثانية قوسية، الا ان المريخ يتميز بقدرة سطحة على عكس الاشعة و قربه من الأرض، و ياتي اقتراب المريخ في العام 2018 مميزا بعد الاقتراب التاريخي عام 2003 و لن يقترب الى مسافة اقرب حتى العام 2035.