
شهدت 3 محافظات يمنية، تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي، طرد معممين من كثير من المساجد؛ وذلك رفضاً لتحويلها إلى منابر لبث الأفكار التعبوية للمليشيات ذات المنزع الطائفي، واستخدامها للاستقطاب والتعبئة القتالية.
وأفادت مصادر محلية بأن قيادات حوثية في قطاع الأوقاف، التابع للجماعة، فرضت، حديثاً، عدداً من الخطباء في بعض المساجد وعزلت آخرين قائمين عليها من غير الموالين لها في محافظات صنعاء وإب المحويت، في سياق الانتهاكات المتكررة لدور العبادة.
محافظة صنعاء
ووفق ما ذكرته المصادر، فقد أقدم الأهالي في مديرية سنحان بريف صنعاء على التصدي لخطيب حوثي ومنعوه من صعود منبر مسجد «الخير» لإلقاء خطبتَي يوم الجمعة الماضي، بعد اعتقال الحوثيين الخطيب السابق لرفضه التقيد بأفكار وتعاليم ومعتقدات الجماعة.
ووسط حالة من الغليان الشعبي الرافض للانقلابيين وأفكارهم ذات المنحى الطائفي، تجمع العشرات من أبناء سنحان بالمسجد ذاته قبيل بدء خطبتَي الجمعة وباشروا منع الخطيب الحوثي من اعتلاء المنبر، وطلبوا منه المغادرة فوراً.
وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد تُظهر لحظة طرد المصلين المعممَ من مسجد «الخير» بمحافظة صنعاء، الذي سبق للجماعة أن غيرت اسمه إلى مسجد «الزهراء».
وطالبت جموع المصلين الجماعة الحوثية بإعادة الخطيب السابق، مبدين رفضهم استغلالها المسجد للترويج لما وصفوها بـ«السموم الطائفية» وحشد أبنائهم بالقوة إلى الجبهات.
وسبق للجماعة الحوثية أن داهمت وأغلقت كثيراً من المساجد بمديرية سنحان في محافظة صنعاء؛ بذريعة عدم تقيد الأهالي بالتعليمات ومنها ترديد «الصرخة الخمينية» عقب كل صلاة.
محافظة المحويت
في محافظة المحويت (111 كيلومتراً شمال غربي صنعاء) اضطر حشد من المصلين إلى مغادرة أحد المساجد بالمدينة لحظة اعتلاء خطيب حوثي، عُيّن حديثاً من قبل ما تسمى «هيئة الأوقاف» الحوثية، المنبر لإلقاء خطبتَي الجمعة.
وتداول ناشطون صوراً ومقاطع حديثة تظهر المسجد في المحويت وقد خلا بشكل شبه كلي من المصلين لحظة إلقاء المعمم الحوثي خطبتَي الجمعة.
ويرى الناشطون أن ذلك يُعدّ تعبيراً صريحاً عن رفض سكان المحويت الوجود الحوثي وانزعاجهم الشديد لدى إرغامهم على سماع الخطب والمحاضرات التي تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي اليمني.
محافظة إب
في السياق نفسه، طرد الأهالي في مديرية العدين بمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) الجمعة الماضي، خطيباً حوثياً وأنزلوه من على المنبر خلال تطاوله بالكلام على المصلين بمسجد «النور» في عزلة السارة بالمديرية ذاتها، ومحاولته إرغامهم على ترديد «الصرخة الخمينية».
وأفادت مصادر محلية «الشرق الأوسط» بأن أهالي المنطقة انتفضوا في وجه المعمم الحوثي خلال إلقائه خطبتَي الجمعة وأنزلوه من على المنبر، رداً على مهاجمته إياهم ووصفهم بـ«المتخاذلين» لعدم ترديدهم شعارات الجماعة وعدم تقديمهم الدعم للمجهود الحربي وإلحاق أبنائهم بالجبهات.
ومع استمرار الحملة الأميركية ضد الحوثيين، تُكثف الجماعة خطابها الفكري والتعبوي، وترغم السكان بمناطق سيطرتها على الالتزام بتوجهاتها ذات البُعد الطائفي، متجاهلة بذلك كل معاناتهم وأوجاعهم، في ظل اتساع رقعة الفقر والجوع والبطالة، وانقطاع أبسط الخدمات.
- "الشرق الأوسط"
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر