الرئيسية - شؤون دولية - الصين تطلق مناورات عسكرية واسعة النطاق في محيط تايوان .. تقرير
الصين تطلق مناورات عسكرية واسعة النطاق في محيط تايوان .. تقرير
الساعة 06:57 مساءاً (المنارة نت / تقارير)

أطلقت الصين، اليوم، مناورات عسكرية برية وبحرية وجوية، واسعة النطاق في محيط تايوان.

وقالت مصادر إعلامية، أن الجيش الصيني حشد قوّاته البرّية والبحرية والجوّية في محيط تايوان لإجراء المناورات العسكرية الواسعة النطاق،  تحاكي حصار جزيرة تايوان. التي قالت بكين إن تحركها باتجاه الاستقلال سيشعل “حربا” وسيكون “مصيره الفشل”.

واكد شي يي، الناطق باسم قيادة الجيش الصيني في الشرق إن القوّات الصينية المسلّحة “تقترب من جزيرة تايوان من عدّة اتّجاهات”، واصفا المناورات بأنها “مشروعة وضرورية لصون سيادة الصين ووحدتها الوطنية”.

وأوضح شي أن “هذه المناورات ترتكز خصوصا على دوريّات الاستعداد لمعارك بحر-جوّ وبلوغ تفوّق شامل ومهاجمة أهداف بحرية وبرّية ومحاصرة مناطق رئيسية ومسالك بحرية”.

وردّا على هذه المناورات، أعلنت تايبيه عن تحريك طائراتها وسفنها وتشغيل الأنظمة المضادة للصواريخ. 

وقالت إن الصين حشدت 21 سفينة حربية و71 طائرة لهذه التمارين الجديدة.

لم يبسط الحزب الشيوعي الصيني سيطرته على تايوان لكنّه يطالب بها كجزء أصيل من الصين ولا يستبعد اللجوء إلى القوّة إن لزم الأمر ذلك.

وفي السنوات الأخيرة، كثّفت بكين من عمليات نشر الطائرات القتالية والسفن الحربية حول تايوان دعما لمطالبها التي ترفضها تايبيه.

.محاصرة تايوان:

ويقضي الهدف من المناورات الجديدة توجيه رسالة “تحذير حازم وردع شديد” إلى مؤيدي استقلال الجزيرة، وفق ما أفادت القوّات الصينية 
المسلّحة.

والهدف منها أيضا التدرّب “على ضربات دقيقة متعدّدة الاتّجاهات” حول الجزيرة، على ما جاء في بيان القيادة العسكرية.

ويرى خبراء أن الصين قد تكون أكثر ميلا إلى محاصرة تايوان بدلا من اجتياحها الذي قد ينطوي على مخاطره كبيرة ويستدعي انتشارا عسكريا واسعا.

ولفت الخبير العسكري سو تزو-يون المتعاون مع مركز الأبحاث “آي ان دي اس آر” الذي تموله حكومة تايوان إلى أن هذه المناورات تبدو شبيهة بحجمها بتمارين “جوينت-سوورد” التي أجريت في أيار/مايو وتشرين الأول/أكتوبر من العام 2024.

وبحسب لين يينغ-يو من جامعة تامكانغ في شمال تايوان، يظهر تنظيم هذه التمارين بعيد مغادرة وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث المنطقة أن الصين تمتحن الولايات المتحدة. قال في تصريحات لوكالة فرانس برس إن “الصين تريد امتحان الولايات المتحدة بواسطة مناورات عسكرية قبل قمّة بين ترامب وشي”.

.تحذير شديد اللهجة:

الشهر الماضي، وصف الرئيس التايواني المنتخب ديموقراطيا لاي تشينغ-تي، الصين بأنها “قوّة خارجية عدائية” واتهمها بالتجسس وطرح تدابير جديدة لمواجهتها.

وتزامنا مع تنفيذ المناورات، حذّرت بكين، تايوان من أن “استقلالها هو بمثابة حرب”. كما إن التحريض على الاستقلال يعني إلقاء سكان تايوان في أتون “نزاع مسلّح خطر”، بحسب ما بيان جو فنغليان الناطقة باسم مكتب الشؤون التايوانية في بكين.

كما أكّدت الصين الثلاثاء، أن المبادرات المؤيّدة لاستقلال تايوان “مصيرها الفشل”. وقال غوو جياكون الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في إحاطة إعلامية دورية إن “تعنّت سلطات (الجزيرة) في ما يخصّ الموقف من استقلال تايوان ومحاولاتها الباطلة فصل البلد من الخارج من خلال السعي إلى الاستقلال” سيكون “مصيرها الفشل”. 

.“تضييق الخناق”:

ونشرت قيادة الجيش الصيني في الشرق التي تشرف على العمليات في مضيق تايوان رسما بيانيا الثلاثاء بعنوان “تضييق الخناق” ظهرت فيه سفن وطائرات حربية تحوّط الجزيرة مع إرفاقه بتحذير إلى “الانفصاليين التايوانيين” من أنهم “يخاطرون بأنفسهم”.

وأظهر شريط مصوّر نشره الجيش الصيني، الرئيس التايواني على شكل حشرة تحترق في نار متأجّجة.

وتعتبر هذه المناورات الأوسع منذ شباط/فبراير عندما أعلنت تايبيه أن الصين أقامت تمارين بـ”الذخيرة الحيّة” مع طائرات وسفن حربية في منطقة على بعد حوالى 74 كيلومترا من جنوب الجزيرة.
وردّ الجيش التايواني عليها بإرسال قوّاته “للمراقبة والإنذار والاستجابة كما ينبغي”.

وندّدت الصين من جانبها بما اعتبرته “تضخيما” من قبل تايوان لما وصفته “تمرينا روتينيا”.

وتشكّل تايوان إحدى نقاط التوتّر الشديد بين الصين والولايات المتحدة، الداعم السياسي الأبرز لتايبيه وأكبر مزوّديها بالأسلحة.

وتأتي هذه التمارين بعد يومين من إعلان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث من طوكيو إلى جانب نظيره الياباني أن “الولايات المتحدة عازمة على المحافظة على قوة ردع موثوقة” في مضيق تايوان.

.“الغموض الاستراتيجي”:

ومنذ عقود، تلتزم الولايات المتحدة بإمداد تايوان بالأسلحة، بالرغم من اعتراضات الصين، لكنها تبقي على سياسة “الغموض الاستراتيجي” بشأن ردّها المتوقّع في حال تعرّضت الجزيرة لهجوم صيني.

والأسبوع الماضي، شارك نائب وزير الدفاع التايواني في مراسم في الولايات المتحدة بمناسبة تشييد أوّل طائرة قتالية من طراز “اف-16في” تباع إلى تايوان. ومن المرتقب إنجاز كلّ الطائرات التي طلبتها تايوان العام المقبل، على أن تسلّم بحلول نهاية 2026. 

وتعود التوتّرات بين الصين وتايوان إلى العام 1949 عندما تحصن الحزب القومي الصيني في تايبيه بعد هزيمته أمام الجيش الشيوعي.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص