الرئيسية - فن - نجم الكوميديا محمد عوض.. مسيرة فنية ومحطات قومية وإنسانية فريدة
نجم الكوميديا محمد عوض.. مسيرة فنية ومحطات قومية وإنسانية فريدة
الساعة 05:23 مساءاً (المنارة نت / تقارير)

يُعد الفنان محمد عوض واحدًا من أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح المصري والعربي، حيث تميز بأسلوبه الفريد وخفة ظله التي جعلته يحجز مكانة خاصة في قلوب الجماهير، ورغم مسيرته الحافلة بالنجاحات، إلا أن حياته لم تخلو من المحطات الصعبة والمواقف الإنسانية النبيلة التي تعكس شخصيته الفريدة.

في هذا التقرير، الذي اطلع عليه "المنارة نت" يستعرض "الموجز" مشوار محمد عوض منذ بداياته وحتى رحيله، وتسليط الضوء على أسرته، وأهم أعماله، وكواليس حياته الفنية، ومحطاته الوطنية المؤثرة تزامنًا مع ذكرى وفاته.

النشأة وبداية المشوار الفني

وُلِد الفنان محمد عوض في 12 يونيو 1932 بحي العباسية في القاهرة، ونشأ في بيئة محبة للفن، حيث كان مولعًا بالتمثيل منذ صغره، التحق بكلية الآداب في جامعة عين شمس، حيث درس الفلسفة، لكنه لم يتخلى عن شغفه بالفن، فانضم إلى الفرقة المسرحية بالجامعة، وشارك في تقديم مسرحيات مستوحاة من أعمال نجيب الريحاني. بعد تخرجه عام 1957، قرر أن يُكمل مشواره في المجال الفني، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليصقل موهبته بدراسة أكاديمية مكثفة.

كما تألق محمد عوض في الدراما التلفزيونية، وكان من أبرز أعماله مسلسل برج الحظ الذي حقق شهرة واسعة عند عرضه في أواخر السبعينيات.

حياته الأسرية

رغم انشغاله بالفن، إلا أن محمد عوض كان رجلًا عاشقًا للحياة الأسرية، حيث تزوج من قوت القلوب عبد الوهاب، زميلته التي شاركته الشغف بالفن، وأنجب منها ثلاثة أبناء، لكل منهم مسيرته الخاصة في المجال الفني؛ فابنه عادل أصبح مخرجًا، بينما اتجه عاطف إلى تصميم الاستعراضات، أما علاء فقد اختار التمثيل.

تألقه في المسرح والسينما

انطلق الفنان محمد عوض إلى عالم الفن من بوابة المسرح، حيث قدم عروضًا لاقت نجاحًا كبيرًا، وكان من أبرزها مسرحيات مثل نمرة 2 يكسب والعبيط ومطرب العواطف، لم يتوقف نجاحه عند المسرح، بل امتد إلى السينما، حيث قدم عشرات الأفلام التي نالت إعجاب الجمهور، من بينها أخواته البنات والشياطين في إجازة وغرام في الطريق الزراعي. 

مواقفه الإنسانية والوطنية مؤثرة

لم يكن محمد عوض فنانًا فقط، بل كان إنسانًا يحمل قلبًا محبًا لوطنه، فخلال فترة بناء السد العالي، حرص على تقديم عروض مسرحية مجانية للعمال والمهندسين، دعمًا لجهودهم في المشروع القومي.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل لعب دورًا مؤثرًا خلال حرب 1967، حيث كان يسافر إلى الجبهة لرفع الروح المعنوية للجنود، وكان يساعد في نقل المصابين بسيارته الخاصة، في مشهد يعكس مدى حبه لوطنه وشعوره بالمسؤولية تجاه بلده.

كواليس ومواقف طريفة

عُرف محمد عوض بروحه المرحة حتى خلف الكواليس، حيث كان يُضفي أجواءً من البهجة على زملائه في العمل، وكان من بين المواقف الطريفة التي رُويت عنه أنه كان يُحب تقليد زملائه بطريقة ساخرة، لكنه كان يفعل ذلك بحب، ما جعل الجميع يتقبل دعابته بروح مرحة.

كما كان شديد الاهتمام بالتفاصيل في أدواره، حتى أنه كان يعيد المشهد أكثر من مرة ليخرج بأفضل أداء ممكن، ما جعله واحدًا من أكثر الفنانين اجتهادًا في جيله.

رحيله

بعد رحلة فنية طويلة امتدت لعقود، عانى محمد عوض في سنواته الأخيرة من المرض، حيث أُصيب بالسرطان، ورغم معاناته، ظل مُحافظًا على ابتسامته التي لم تفارق وجهه حتى أيامه الأخيرة. 

في يوم 27 فبراير 1997، رحل عن عالمنا، لكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا خالدًا، وأعمالًا ما زالت تُضحك الأجيال الجديدة، لتظل ذكراه محفورة في وجدان كل من أحب فنه.

"الموجز"

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر