الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - مليشيا الحوثي.. إستغلال وحشي لموسم البرد لقتل المختطفين ومضاعفة معاناتهم
مليشيا الحوثي.. إستغلال وحشي لموسم البرد لقتل المختطفين ومضاعفة معاناتهم
الساعة 07:49 مساءاً (المنارة نت / تقارير)

منذ انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية على الشرعية في 21 سبتمبر/أيلول 2014 وحتى يومنا هذا، يتعرض المختطفين والمعتقلين في سجون المليشيات للتعذيب النفسي والجسدي والحرمان من النوم يوميا، والتعليق من الأرجل، وبتر أعضاء في الجسم.

ومع دخول فصل الشتاء، في العاصمة صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية، قامت المليشيات باستغلال هذا الموسم القارس البرد، في إلحاق المزيد من العذاب والمعاناة للمختطفين في سجونها.

أوضاع مأساوية

وتؤكد العديد من المصادر الحقوقية والمحلية، أن المختطفين في سجون مليشيات الحوثي الانقلابية بصنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرتها، يعيشون أوضاعاً مأساوية ومعاناة مستمرة، خصوصاً مع منع المليشيات إدخال الملابس الشتوية لهم. 

وتدفع انتهاكات ومعاملات مليشيات الحوثي، الوحشية والقاسية، ومنها منع الدواء والملابس والزيارات عن المختطفين في سجونها، الى تعريضهم إلى خطر الموت والتدهور المريع لاوضاعهم الصحية، والى البرد القارس.

هذه الانتهاكات التي تضاف الى قيام مليشيات الحوثي بممارسة التعذيب الوحشي المستمر تجاه المختطفين، هي الأخرى تفاقم معاناتهم يوماً بعد آخر. وبحسب إفادات رابطة أمهات المختطفين، فإن الكثير من المختطفين اصيبوا بأمراض خطيرة وهو ما يتطلب التدخل لإنقاذهم على الفور. 

وكما هو دأبها، تستغل مليشيات الحوثي موجة الصقيع الحادة كوسيلة لتعذيب المختطفين والمجازفة بتعريض صحتهم ومن ثم حياتهم للخطر بأكثر من طريقة، حيث قامت خلال الأيام الماضية بسحب الملابس عنهم وإجبارهم على ارتداء بزة السجن الزرقاء الخفيفة والتي لاتوفر أدنى وقاية من البرد في الظروف العادية علاوة على كونها في موسم البرد نفسه، الى جانب منع إدخال الملابس والدواء والزيارة عنهم في إمعان بالتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، وهو ما أكدته رئيسة رابطة أمهات المختطفين. 

وفي وقت سابق أدانت الباحثة بمجال حقوق الإنسان في اليمن كريستين بيكرلي، الإنتهاكات الحوثية بحق المختطفين، وقالت أنه "لا شيء يبرر تعذيب الناس أو إخفاءهم فترات طويلة جداً". مضيفة أن "على الحوثيين وقف كل هذه الانتهاكات والحرب لا يمكن أن تكون مبررا لها".

معاناة مستمرة 

رئيسة رابطة أمهات المختطفين أمة السلام الحاج، قالت من جهتها في تصريح صحفي، أن معاناة المختطفين كثيرة وتضاعفت هذه الأيام مع شدة البرد القارس. مؤكدة ان الكثير من سجون مليشيات الحوثي شهدت سحب الملابس الثقيلة والجوارب والبجامات عن المختطفين وتم تركهم بملابس السجن الخفيفة.

 وأوضحت أن هذه التعسفات فاقمت التدهور الصحي للكثير من المختطفين"، مشيرةً إلى أن مليشيات الحوثي تمنع المختطفين من التعرض لأشعة الشمس، الأمر الذي اصابهم بأمراض هشاشة العظام والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض.

معاناة الأهالي

 وأضافت أمة السلام الحاج، أن الأهالي يعانون من تعنت حراسات السجون التابعة لمليشيات الحوثي الانقلابية ومنعهم من إدخال الملابس الشتوية والأدوية لذويهم المختطفين داخل السجون. 

وقالت إن مأساة الأهالي تتضاعف عند زيارة ابنائهم للسجون، وهم يشاهدون معاناتهم جراء التعذيب الذي يتعرضون له ، فتنفطر قلوب الأمهات على أبنائهن. 

كما أكدت رئيسة رابطة أمهات المختطفين أن مليشيات الحوثي أحضرت احد المختطفين أثناء زيارة زوجته له بكرسي متحرك، بعد أن أهملته المليشيات مع دخول فصل الشتاء وتعرضه للبرد القارس، بعد أن كانت حالته الصحية تحسنت قليلاً قبل ذلك. 

وأشارت إلى أن مليشيات الحوثي تضع المختطفين في عدد من البدرومات الرطبة وشديدة البرودة، مؤكدة أن المختطفين في سجون مليشيات الحوثي الانقلابية لا يحصلون على أبسط الحقوق لمواجهة هذه البرودة. 

وتابعت "الحاج" أن أغلب المختطفين يشتكون من مضاعفات البرد على الأمراض المصابين بها جراء التعذيب المستمر في السجون. 

تعذيب وحشي

 الى ذلك، أكد رئيس منظمة سام للحقوق والحريات الحقوقي توفيق الحميدي في تصريح صحفي إن الصمت والإهمال المتعمد واستخدام البرد والمرض كنوع من العذاب للمختطفين، جريمة تتساوى مع جريمة القتل العمد والقصدي للمختطفين. 

ولفت "الحميدي" الى جريمة القتل العمد التي ارتكبتها مليشيات الحوثي بحق المختطف خالد الحيث تحت التعذيب في صنعاء، مؤخرًا، مضيفا أن المختطف تعرض للتعذيب الوحشي حتى اصيب بمرض انسداد الغدد الصفراوية، وإنه بعد اجراء عملية للمختطف "الحيث" قامت المليشيات بإعادته مباشرة الى سجونها دون السماح له باستخدام العلاج والنقاهة الكافية، ما أدى الى وفاته. 

وأكد الحميدي في حديثه إن المختطفين والمخفيين قسرياً في سجون جماعة الحوثي يعانوا الكثير من الانتهاكات، سواء مايتعلق بالإخفاء والتعذيب أو المنع من الزيارة أو عدم الحصول على الغذاء الصحي والماء النظيف. 

وأوضح إن "السجون والمعتقلات التابعة لمليشيات الحوثي تفتقر الى أبسط الشروط الآدمية والقانونية المنصوص عليها في القانون اليمني والمعاهدات الدولية". 

الموت البطيء

وتابع : نحن – في منظمة سام- أصدرنا مؤخراً تقريراً اطلقنا عليه "الموت البطيء"، والذي ناشدنا من خلاله بإنقاذ 41 مختطفاً في سجون الحوثيين يعانون من الأمراض، ويمنع عنهم العلاج كما يقاسون البرد الشديد ويحرمون من التعرض للشمس. 

ويعاني آلاف المختطفين المدنيين في سجون مليشيات الحوثي الانقلابية أوضاعاً مأساوية وتدهور في حالتهم الصحية نتيجة تعرضهم للتعذيب الشديد والاهمال المتعمد، الأمر الذي أودى بحياة أكثر من 170 مختطفاً تحت التعذيب في سجون الجماعة، طبقاً لإحصائية حقوقية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر