الرئيسية - شؤون دولية - روسيا تضع قواتها النووية في حالة استعداد قتالي
روسيا تضع قواتها النووية في حالة استعداد قتالي
الساعة 04:23 مساءاً (المنارة نت / تقارير)

قال رئيس تحرير "آنا نيوز"، العقيد الاحتياطي أناتولي ماتفيتشوك، لـ "أرغومينتي إي فاكتي": "منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، لم يتم إجراء أي تدريبات نووية في روسيا مطلقًا. القوات الاستراتيجية في حالة استعداد قتالي مستمر للاستخدام. أظن أن التدريب هناك يجري وفق المخطط له، للحفاظ على الاستعداد القتالي". 

وأضاف: "والقوات النووية غير الاستراتيجية- من ذخائر المدفعية إلى صواريخ إسكندر- تتمتع بدرجات متفاوتة من الاستعداد القتالي، كما أن الأفراد والمعدات في درجات متفاوتة من الاستعداد للمهام القتالية".

وتابع رئيس تحرير "آنا نيوز": "وأعتقد بأن بوتين، بتقويمه التهديد الحقيقي لروسيا، كلف هيئة الأركان العامة بمهمة التحقق من جهوزية هذه القوات، والتي عليها، عند اللزوم، حماية استقلالنا وسلامة أراضينا".

وبحسب ماتفيتشوك، تقوم دول الناتو، منذ فترة طويلة بإجراء تدريبات لنقل القوات والأصول إلى الدول التي لا تمتلك أسلحة نووية في أوروبا. وقد وضعوا القوى النووية غير الاستراتيجية لديهم في استعداد قتالي كامل تقريبًا، والآن تتخذ روسيا إجراءات جوابية.

مناورات الأسلحة النووية:

وجاء مقال العقيد ماتفيتشوك،  تعليقاً على تنفيذ القوات الروسية، المرحلة الثالثة من مناورة الأسلحة النووية غير الاستراتيجية، والتي بدأت في 31 يوليو، إلى جعلها في حالة الاستعداد القتالي الكامل.

وبحسب الخدمة الصحفية لوزارة الدفاع الروسية، فإن المرحلة الثالثة من المناورة بدأت بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتتمثل المهمة في التدريب على الاستخدام القتالي للأسلحة النووية غير الاستراتيجية.

وأجريت المرحلتان الأولى والثانية من التمرين في شهري مايو ويونيو. واختبر فيهما استعداد وحدات المنطقة العسكرية الجنوبية ومنطقة لينينغراد ووحدات القوات الجوفضائية والبحرية للاستخدام القتالي للأسلحة النووية غير الاستراتيجية.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، تأتي هذه الإجراءات ردا على تصريحات وتهديدات استفزازية أطلقها بعض المسؤولين الغربيين ضد موسكو.

ويرى مراقبون روس أن هذه التدريبات، هي إشارة قوية للدول الغربية التي تعتقد أن روسيا غير قادرة على استخدام هذه الأنواع من الأسلحة تحت أي ظرف في حالة ظهور ما يسمى بالتهديد الوجودي.

وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أكد في وقت سابق، أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسؤولين بريطانيين وأعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي، عن استعدادهم وحتى نيتهم ​​إرسال قوات مسلحة إلى أوكرانيا، يعني في الواقع وضع جنود حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمام الجيش الروسي.

ويعني هذا وفق بيسكوف، بدء جولة جديدة تماما من تصعيد التوتر تتطلب اهتماما وإجراءات خاصة من جانب روسيا.

الأسلحة النووية التكتيكية:

رغم أن موسكو قامت في السنوات الأخيرة بخطوات عديدة للحفاظ على الأسلحة النووية التكتيكية في حالة استعداد للاستخدام القتالي، إلا أن مراقبين عسكريين روس يرون أن الإجراءات الجديدة تعني أنه أصبح من غير المستبعد استعمال السلاح النووي التكتيكي في الصراعات الإقليمية والدولية.

والأسلحة النووية التكتيكية -أو غير الإستراتيجية- هي أسلحة نووية لضرب أهداف كبيرة وتجمعات لقوات العدو في الخطوط الأمامية وفي الخلف مباشرة. وعلى سبيل المثال، يمكن لمعظم الصواريخ التي استخدمتها روسيا، ولا تزال في أوكرانيا، أن تحمل رؤوسا نووية منخفضة أو متوسطة القوة، أي الأسلحة النووية التكتيكية القادرة على التسبب في الدمار ضمن دائرة نصف قطرها 2 و5 كيلومترات.

ولا توجد بيانات مفصلة عن الأسلحة النووية التكتيكية لأنه لم تشملها مطلقا أي معاهدات دولية. لكن مراكز دراسات روسية وغربية مستقلة تتحدث عن أن الولايات المتحدة -على سبيل المثال- مسلحة بـ230 قنبلة ذات سقوط حر، 100 منها موجودة في قواعد في أوروبا.

أما بالنسبة لروسيا التي تمتلك مجموعة واسعة من هذه الأسلحة -وفق المراكز ذاتها- فتختلف التقديرات هنا بشكل كبير: من 860 إلى 1912 وحدة.

الفرق بين الأسلحة النووية التكتيكية والأسلحة النووية:

يوضّح العقيد احتياط فيكتور ليتوفكين، أن الأسلحة النووية التكتيكية تختلف عن الأسلحة الإستراتيجية من حيث أنها تملك قدرة أقل ونطاق استخدام أضيق، فالأسلحة الإستراتيجية هي مثلا ما تم استخدامه في حالة مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان. أما التكتيكية فتُستخدم في الميدان ضد قوات العدو لحل مشاكل تكتيكية موضعية.

علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن قوة الأسلحة التكتيكية محدودة، فإن العواقب لن تكون أقل مما كانت عليه في حالة المأساة اليابانية في حال أُسقطت على تجمعات سكنية كبيرة.

أما الأسلحة النووية الإستراتيجية -كقاعدة عامة- فهي الأسلحة النووية "الكلاسيكية" التي تسبب ضررا لا يمكن إصلاحه للعدو المفترض. على هذا الأساس تتجنب روسيا والناتو الصدام العسكري المباشر. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن كلا الجانبين يدركان أن الانتقام سيكون مضمونا وحتميا في حالة العدوان، وفق ليتوفكين.

العامل التدميري للسلاح النووي التكتيكي:

حسب العقيد ليتوفكين، يُعتبر الإشعاع النيوتروني، وليس موجة الصدمة، هو العامل التدميري الذي تتمتع به الأسلحة النووية التكتيكية في الوقت الراهن. وقبل ذلك، كانت موجة الصدمة هي القوة التي تملكها هذه الأسلحة لتدمير الخصم.

لكن تجهيز المعدات العسكرية بأجهزة حماية مضادة للأسلحة النووية وتطوير تكتيكات القوات في ساحة المعركة أضعف بشكل كبير من قدرة موجة الصدمة على تحقيق أهدافها، وهو ما دفع إلى اللجوء إلى استخدام الإشعاع النيوتروني لتجاوز هذه المشكلة.

هل التدريبات الروسية مقدمة لاستخدام السلاح النووي التكتيكي في أوكرانيا؟

برأي رئيس "مركز التنبؤات العسكرية"، أناتولي تسيغانوك، لا ينبغي القلق من استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في النزاع مع أوكرانيا، إذ لا داعي لذلك من الناحية العسكرية.

ووفقا له، يمتلك الجيش الروسي ما يكفي من أنظمة الأسلحة القوية التي تضمن انتصاره. بموازاة ذلك، يشكل استخدام الأسلحة النووية التكتيكية عامل خطر كبيرا، بما في ذلك بالنسبة للطرف الذي يستخدمها.

ولذلك، سيتم اتخاذ مثل هذه الخطوة كملاذ أخير، أو في حالة انتهاك كييف أو المنظومة الغربية قواعد الاشتباك القائمة حاليا. ويلفت تيسغانوك إلى أنه لم يتم ملاحظة أي تغييرات حتى الآن في نشر الأسلحة النووية التكيتيكية الروسية.

متى تستخدم الأسلحة النووية التكتيكية؟

يشير رئيس "مركز التنبؤات العسكرية" إلى أن روسيا أعلنت أنها لن تستخدم مثل هذه الأسلحة إلا في حالة وجود تهديد مباشر لسيادة البلاد وسلامتها، فضلا عن "هجوم العدو" الذي قد يحدث باستخدام أسلحة نووية (أو غير نووية) إستراتيجية.

بموازاة ذلك، ترتبط مسألة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية بمخاطر لا يمكن إصلاحها في السياسة الخارجية، إذ إن ثمة خطر من أن تؤدي مثل هذه التصرفات إلى تنفير الحلفاء الحقيقيين القلائل الذين هم على استعداد حاليا لدعم موسكو، بحسب المتحدث نفسه.

وباعتقاد تسيغانوك، فإن الأسلحة النووية التكتيكية ليست سيفا سحريا قادرا على حل "العقد المستعصية" من المشاكل في وقت واحد. فضلا عن أن استخدامها بدون مبرر مقنع سيكون له عواقب اقتصادية وسياسية وعسكرية غير مسبوقة، قد تؤثر سلبا على القدرات الدفاعية للبلاد.

حجم السلاح النووي الروسي:

ووفقاً لاتحاد العلماء الأمريكيين، وهي منظمة تُقيم مخزونات الأسلحة النووية، اعتبارًا من عام 2018، تمتلك روسيا الاتحادية ما يقرب من 6,500 رأس حربي نووي.

وبالإضافة إلى الأسلحة النووية، أعلنت روسيا عن ترسانة من 39,967 طنًا من الأسلحة الكيميائية في عام 1997. 

وكان الاتحاد السوفييتي قد صادق على بروتوكول جنيف في 5 أبريل 1928 مع تحفظات على البروتوكول، وتخلى الروس عن تحفظاتهم في 18 يناير 2001. 

وروسيا الاتحادية خليفة الاتحاد السوفيتي المنهار، هي أيضًا طرف في معاهدتي حظر الأسلحة البيولوجية والأسلحة الكيميائية. 

وبلغ الاتحاد السوفيتي الذروة في المخزونات في عام 1986 وقدرها 45,000 رأس نووي. وتشير التقديرات إلى أن الاتحاد السوفييتي أنتج ما بين 1949 و1991 نحو 55,000 رأس نووي. 

وفي أوائل عام 2019، كانت روسيا والولايات المتحدة تمتلكان أكثر من 90 ٪ من إجمالي الأسلحة النووية في العالم وعددها 13,865.

المصدر: المنارة نت+ الجزيرة

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص