- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم بشكل مفاجئ انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، قائلاً "هذا من أجل مصلحة حزبي وبلدي".
جاء ذلك قبل أربعة أشهر من ذهاب الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع، لاختيار رئيسا جديدا لهم، ما سيقلب السباق إلى البيت الأبيض رأساً على عقب.
كما يأتي ذلك بعد أسابيع من الضغوط الشديدة التي تعرض لها بايدن من جانب زملائه الديمقراطيين بعد أداء متعثر في المناظرة ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب في نهاية يونيو/حزيران.
وعبر بايدن، في رسالة نشرها على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، عن تشرفه في خدمته كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف "رغم أنني كنت أنوي الترشح لإعادة انتخابي، فإنني أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلادي أن أتنحى وأركز فقط على الوفاء بواجباتي كرئيس خلال الفترة المتبقية من ولايتي".
وقال رئيس الولايات المتحدة في بيانه، إنه سيتوجه بخطاب إلى الأمة بشأن هذه المسألة الأسبوع المقبل.
وشكر الرئيس بايدن نائبته كامالا هاريس، قائلا إنها كانت "شريكة غير عادية".
يذكر أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستجرى في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسيتولى الفائز الحكم لمدة أربع سنوات.
ترامب: بايدن لم يكن مناسباً للرئاسة ولا للخدمة:
من جهة قال المنافس بايدن، من الحزب الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترامب، إن بايدن غير قادر على أن يكون رئيساً.
وجاء رد ترامب عبر منصته "تروث سوشيل": "لم يكن جو بايدن مناسباً للترشح للرئاسة، وبالتأكيد ليس مناسباً للخدمة، ولم يكن كذلك أبداً!"
وأضاف: "لم يصل إلى منصب الرئيس إلا بالأكاذيب والأخبار الكاذبة، كل من حوله، بمن في ذلك طبيبه ووسائل الإعلام، كانوا يعلمون أنه غير قادر على أن يكون رئيساً".
وختم ترامب قائلا: "سوف نعاني بشدة بسبب رئاسته، لكننا سنعالج الضرر الذي أحدثه بسرعة كبيرة".
هزيمة "تهديد الأمة"!:
وكان بايدن أكد في وقت سابق من شهر يوليو الجاري، "أهليته" للترشح لولاية ثانية، رغم تعالي الأصوات الداعية إلى انسحابه من السباق نحو البيت الأبيض، خصوصا بعد أن علّق عدد من المانحين ملايين التبرعات في حال أصر على ترشحه، وكذا في ظل تكرر هفواته خلال خطاباته الأخيرة.
واستكمل جو بايدن في 12 من يوليو الحالي، حملته الانتخابية لدعم ترشحه لعهدة رئاسية ثانية بعد أداء متناقض في مؤتمر صحافي هام، لم يمكنه من إسكات الأصوات التي تطالب بانسحابه من السباق.
وسعى بايدن (81 عاما) إلى طمأنة الناخبين بأنه في حالة جيدة، وقال لأنصاره خلال عشاء في مطعم في نورثفيل بولاية ميشيغان التي كان يجب عليه أن يفوز بها في نوفمبر/تشرين الثاني ليهزم دونالد ترامب: "علينا إنهاء المهمة. وأؤكد لكم أنني على ما يرام".
كما رفض التكهنات بأنه قد ينسحب من سباق الرئاسة الأمريكية وقال إنه سيهزم "تهديد الأمة" دونالد ترامب. وعلى وقع هتافات "لا تنسحب"، قال بايدن: "كان هناك كثير من التكهنات في الآونة الأخيرة. ماذا سيفعل جو بايدن؟ هل سيبقى في السباق؟ هل سينسحب؟ إليكم إجابتي: أنا مرشح وسوف نفوز. لن أغير ذلك".
وندد بايدن بـ"مشروع 2025"، وهو برنامج واسع للحكم يحمل بصمة اليمين المتطرف، ويسعى الرئيس السابق ترامب إلى النأي بنفسه عنه، رغم أن حلفاء مقربين منه هم من صاغوه.
وقال بايدن: "الأمريكيون يريدون رئيسا وليس ديكتاتورا"، في إشارة منه إلى تصريح ترامب بأنه سيكون ديكتاتورا "ليوم واحد".
تعقيبا، قال مايكل تايلر المتحدث باسم الحملة الانتخابية لبايدن حينها، إن الرئيس الأمريكي "يدرك أنه لا يزال ثمة قلق (في الكونغرس). ولهذا السبب فهو يركز على مهمة واحدة: إظهار أنه في أفضل وضع لمواجهة دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني والتغلب عليه".
دعوات لإفساح المجال أمام مرشحين آخرين:
في المقابل، نشر أكثر من 20 عضوا ديمقراطيا سابقا في الكونغرس مؤخرًا، رسالة تدعو بايدن إلى عقد مؤتمر مفتوح وإعطاء شخصيات أخرى فرصة لتقديم ترشيحاتهم.
وكتب هؤلاء في الرسالة المفتوحة "بايدن سيخدم الأمة التي يحبها بشكل أفضل من خلال إطلاق يد المندوبين الذين يفترض أن يسموه لولاية ثانية. إذا قرر فعل ذلك، فهذا يعني عقد مؤتمر مفتوح في أغسطس/آب. نحن نطلب منه اتخاذ هذا القرار".
وأضافوا: "لا نريد القول إننا نفضل مرشحا آخر بدلا منه (لكننا) واثقون من أن مرشحا ديمقراطيا كفئا أو أكثر سيتقدمون".
شكوك حول كفاءة بايدن العقلية والصحية:
وشدد بايدن خلال مؤتمر صحافي في 11 يوليو الجاري، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي ارتقبه العالم، على أنه سيفوز، متجاهلا المخاوف بشأن عمره وصحته بعد الأداء المريع له في المناظرة الرئاسية الأولى أمام ترامب قبل أسبوعين.
لكن سلسلة زلات بينها الإشارة إلى نائبته كامالا هاريس على أنها "نائبة الرئيس ترامب"، أبقت كفاءة بايدن العقلية والصحية لولاية ثانية موضع شكوك.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز إنه التقى بايدن في وقت متأخر الخميس قبل الماضي، مع ارتفاع عدد أعضاء الكونغرس الذين يطالبون الرئيس بالانسحاب إلى 20.
وأوضح جيفريز إنه وبايدن "عبّرا عن حكمة واسعة النطاق ووجهات نظر صادقة واستنتاجات بشأن المسار للتقدم إلى الأمام". لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.
وواجه الرئيس بايدن موجات متواصلة من الدعوات بين الديمقراطيين للتخلي عن ترشحه للعام 2024 منذ المناظرة في 27 يونيو/حزيران التي فقد خلالها بايدن تسلسل أفكاره وبدا متعبا. لكنه أصر على أنه قادر على إقناع الناخبين بدعمه على الرغم من أن معظم استطلاعات الرأي تظهر أنه يتخلف عن ترامب المدان جنائيا.
ومثل المهرجان الانتخابي في ديترويت، رابع زيارة لبايدن هذا العام إلى منطقة تعد جزءا من "الجدار الأزرق" الصناعي إلى جانب ويسكانسن وبنسلفانيا، وهي ولايات كانت أساسية في فوزه عام 2020 على منافسه ترامب.
بايدن يخلط بين هاريس وترامب وزيلينسكي وبوتين!:
وبدا أن مؤتمر بايدن الصحافي الخميس قبل الماضي، قد منحه بعض الوقت لالتقاط أنفاسه ودرأ عنه ضربة قاضية تنهي مسيرته الانتخابية، رغم أن ثلاثة مشرعين آخرين حضوه على الاستقالة بعد دقائق من انتهاء المؤتمر.
واعتبر بايدن نفسه حينها "الشخص الأكثر تأهيلا للترشح للرئاسة"، رافضا مطالبته بالتنحي قبل الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني. واعترف بأنه كان عليه "تهدئة المخاوف" في الحزب الديمقراطي بعد أن ألقى باللائمة في هفواته على الإرهاق بسبب الرحلات الجوية الطويلة ونزلات البرد.
ورد بايدن أيضا بشكل مفصّل على سلسلة من الأسئلة المتعلقة بالسياستين الخارجية والداخلية بعدد قليل نسبيا من الأخطاء، رغم أنه خلط بين أوروبا وآسيا.
لكن كانت هناك لحظات كارثية لبايدن حين خلط بين هاريس وترامب، إضافة إلى عثرة سابقة في قمة الناتو عبر تقديمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه فلاديمير بوتين.
وأثرت المخاوف بشأن بايدن أيضا على المانحين الديمقراطيين، لا سيما بعد دعوة نجم هوليوود والداعم البارز للحزب الديمقراطي جورج كلوني، الرئيس بايدن إلى عدم المضي في حملته.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن عددا من المانحين الرئيسيين الآخرين أبلغوا حملة بايدن أن نحو 90 مليون دولار من التبرعات التي تم التعهد بها ستظل معلقة إن استمر بايدن في ترشحه.
المصدر: المنارة نت/ فرانس24/ أ ف ب
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر