- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
"من منا لا يفرح برمضان، لكن رمضان لم يعد كما كان معنا وكنا معه، زادت الهموم وارتفعت الأسعار وصرنا نفكر بأبسط ما تحتاجه الأسرة وما عاد لدينا فائض للتفكير بمتطلبات الشهر الكريم"، هكذا اختصر محمد الشكري 50 سنة، عامل في مدينة إب ولديه أسرة في ريف المحافظة بمديرية العدين، مكونة من ثمانية أشخاص تنتظر بفارغ الصبر ما ينجح به رب الأسرة لتوفير لقمة العيش بأبسط المتطلبات خلال الشهر الفضيل.
المواطن الشكري، شكا من تأثير الأوضاع التي تشهدها البلاد منذ الإنقلاب والحرب، مشيرا الى انعكاساتها القاسية على حياته وحياة الملايين من اليمنيين بمختلف المحافظات اليمنية، إذ يقول: "كل يوم والأوضاع تتعقد وتزيد غلاء وحتى الأشغال قلت وتراجعت بشكل كبير وما كنا نحصل عليه في السنوات الماضية لم نعد نجد حتى ربع ذلك العمل".
رمضان الجاري يعد العاشر منذ عقد كامل من الزمن حيث تغيرت حياة المواطنين وتعقدت أوضاعهم المعيشية والإقتصادية بفعل الإنقلاب الحوثي والحرب التي جلبتها على كل المحافظات والتي لا تزال مستمرة بتبعاتها الكارثية على حياة المواطنين، الذين أكدوا أن رمضان الجاري هو الأكثر قساوة عليهم، حيث تراجعت الأعمال وانعدمت فرص الدخل وارتفعت الأسعار بشكل كبير، ما حول حياة الناس إلى جحيم.
رمضان الأقسى
الأسابيع الماضية زادت الأسعار في المواد الغذائية نتيجة التصعيد الحوثي في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، وهو ما جعل الأسعار ترتفع بشكل لافت، ليبقى أبناء المحافظة وبقية المحافظات، بين نارين، نار الغلاء ونار المعاناة الناجمة عن الأوضاع التي تشهدها اليمن منذ عقد كامل.
ويرى العديد من أبناء المحافظة أن رمضان هذا العام أكثر قساوة عن الأعوام السابقة، لكنهم مع ما يكابدونه من أوضاع، فرحين بهذه المناسبة الدينية رغم امتزاجها بالمعاناة والمشاكل المختلفة والتي كدرت فرحتهم ونغصت حياتهم اليومية.
أسعار باهظة
الشاب سلطان الأديب، الذي يبلغ من العمر 33 عام يقول: رمضان في إب أحلى رمضان وأجمل الأيام وهو موسم للطاعة، غير أن الهموم والغلاء أفسدتا فرحتنا في رمضان، مشيرا إلى مشاكل عديدة يعاني منها المواطن من بينها زيادة الأسعار والتي تختلف من محل لآخر، وانعدام مادة الغاز المنزلي والمتاجرة بها في السوق السوداء وانعدام فرص العمل وقطع الرواتب والتي أثرت على حياة المواطنين بالمحافظة.
الأديب أكد أن الأوضاع الاقتصادية بين المواطنين وصلت حدا لا يمكن تصوره أو الإحساس به، إذ أن الطبقة الوسطى انتهت بشكل كبير ولم يعد لدينا سوى طبقتين الأولى مسحوقة وهي غالبية الشعب والثانية عليا وبرجوازية وهم قلة ممن صاروا قادة ومشرفين ومسؤولين وتغيرت حياتهم بشكل كلي إذ كانوا لا يملكون شيء وبشكل مفاجئ صاروا يملكون الأموال والعقارات وتغيرت حتى أشكالهم، مشيرا إلى أن الطبقة الوسطى التي كانت غالبية الناس تنتمي إليها انتهت وهوت إلى طبقة الكادحين والمسحوقين وتغلغل الفقر في أوساط الناس.
كساد
شكا تجار وباعة من كساد كبير تشهده أسواق مركز محافظة إب، ومدنها الثانوية، في الوقت الذي تفرض مليشيا الحوثي عليهم جبايات مضاعفة قد تدفعهم إلى إغلاق محلاتهم في أهم مواسم العام.
العديد من التجار والباعة أكدوا بأن الأسواق في مدينة إب وباقي مراكز المديريات تشهد هذا العام كساداً هو الأسوأ منذ عدة سنوات، مضيفين بأن ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن، أدت إلى توقف النشاط التجاري في المحافظة حيث باتت المحلات شبه فارغة من المتسوقين في ذروة الموسم التجاري بالنسبة لهم.
مصادر أخرى أشارت إلى أن المحال التجارية والمولات ومحلات الملابس شهدت كساداً كبيراً هذا العام على غير العادة، ما دفع القائمين عليها إلى إعلان مهرجانات تخفيض، غير أن تلك المحفزات لم تثمر عن نتائج إيجابية.
وفي ذات السياق، شكا التجار من قيام مليشيا الحوثي برفع جباياتها عليهم حيث تطالبهم بزيادة "الزكاة" لهذا العام مقارنة بالعام السابق، متهمين المليشيا بعدم مراعاة ما يمرون به من أزمة في الوقت الذي تدفع ممارسات المليشيا التجار إلى إغلاق محلاتهم ومتاجرهم وإعلان الإفلاس، فيما هي تستغل موسم شهر رمضان في فرض مزيد من الجبايات على التجار والباعة الأمر الذي دفعت بعدد منهم إلى إعلان الإفلاس.
الأوضاع حولت الحياة إلى جحيم
المواطن صالح العديني عامل في ورشة لحام قال بأن رمضان لديه كسائر الشهور، ولم يعد كما كان من قبل يستقبله منذ سنوات، حيث باتت تلك الأشياء بالنسبة له من الكماليات، وهو بالكاد يوفر قيمة كيس الدقيق والسكر ولا يتحصل من عمله ما يكفي حاجة الأسرة نتيجة تراجع الحركة التجارية والعمل في المحافظة خلال الأشهر والسنوات الماضية.
وأردف العديني بالقول: حياة الناس يا أخي جحيم ولا يوجد مع الناس قوت يومهم الكافي وكل واحد يعلم بحاله ربي ولذا تجد المشاكل تكثر وتزيد نتيجة المعاناة التي تنفجر في أبسط الخلافات وتقود لمشاكل تصل إلى القتل في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن رمضان تجد فيه القتل والجريمة تزيد بخلاف الأشهر الأخرى لما يعانيه الناس، مضيفا بأن غياب العدل والقضاء أثر على نشر الجريمة وعدم وجود العقاب لمن يرتكب أي جريمة.
بلا رواتب
أما الأستاذ ياسين محمد ـ معلم في مديرية حزم العدين، تحدث بلغة مختلطة بالقهر الذي يعانيه جميع موظفي الدولة والذين قطعت مرتباتهم منذ ثماني سنوات، وباتوا في دائرة الفقر المدقع في الوقت الذي لم يجدوا ما يواجهون به إيجارات منازلهم وحاجات أسرهم اليومية.
الأستاذ ياسين أكد أن فئة المعلمين تعد أبرز وأكبر فئة تأثرت بالإنقلاب والحرب، مشيرا إلى أن قطع المرتبات واحدة من أدوات الحرب الممنهجة ضد التعليم والمعلم، كي ينتشر الجهل وتتوسع الخرافة ويتم ترويض المجتمع لتقبل أي فكرة يتم تسويقها، نتيجة تبعات إنهيار التعليم، لافتا إلى تدهور حياة المعلمين بصورة مرعبة، ومطالبا بتحرك ما من شأنه التخفيف من تلك المعاناة التي قال بأنه يلامسها ويكتوي بها كما هو حاصل مع زملائه في بقية المديريات والمحافظات.
معاناة أسر المختطفين
أسر المختطفين هي الأخرى لم تجد لرمضان معنى وقيمة مع استمرار اختطاف أهاليهم وفلذات أكبادهم في سجون المليشيا الإنقلابية، خصوصا مع استمرار عمليات التعذيب والإخفاء القسري من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.
أم عبدالله أحد المختطفين تتحدث بالقول هذا رمضان السابع وابني مختطف ولا نعرف هل هو حي أو ميت ودائما نسأل ونتابع مليشيا الحوثي ولا نجد جواب لأسئلتنا.
وتتابع أم عبدالله بأن شهر رمضان فرصة للدعاء على الظالمين والمجرمين من مليشيا الحوثي، وسنجتمع على الإفطار وندعو جماعيا على الظالمين ولن يضيع الله دعواتنا وستصيبهم سهام دعواتنا عاجلا أم آجلا
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر