- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
بينما تمضي آلة الموت الصهيونية في حصد نساء وأطفال ورجال قطاع غزة، فارضة عليهم شبحَ الجوع والأوبئة والأمراض التي تنهش أجسادهم منذ أشهر، تستمر مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن في استثمار المأساة واستغلال المجزرة المرتكبة بحق أكثر من مليوني فلسطيني، لتعميق أزمة اليمنيين لا لشيء، سوى تحقيق أجندتها وأهدافها التدميرية التي هي أجندة إيران في المنطقة.
وفي ملمح واحد من هذا الاستغلال، نجد أن المليشيا الحوثية وظفت (نصرة غزة) ضمن حربها الناعمة في تنفيذ الدورات الثقافية والتي أرادت من خلالها تحقيق مكاسب عدة، على حساب الفلسطينيين واليمنيين، الذين معاً يعيشون أسوأ أزمة إنسانية، تسبب بهما الكيانان الحوثي والإسرائيلي.
(مركز العاصمة) رصد وتتبع الفعاليات والدورات الحوثية الثقافية، والتي زادت من وتيرتها منذ أكتوبر/ تشرين الماضي، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية الظالمة على قطاع غزة، ثم تصعيد المليشيا نفسها في البحر الأحمر وخليج عدن، والذي أخذت تباعته تتوالى على الاقتصاد اليمني المنهك، كما أنه جرّ أساطيل العالم لتحيط باليمن من سواحله الغربية والجنوبية والجنوبية الشرقية.
وجاء الرصد الذي اختص بأمانة العاصمة ومديريات محافظة صنعاء، بأن المليشيا أقامت خلال خمسة أشهر، من "أكتوبر 2023 حتى فبراير 2024" ما يقارب من 390 دورة وفعالية، ذات أهداف متعددة عسكرية وفكرية وسياسية ومالية.
المليشيا الحوثية استهدفت في هذه الدورات والفعاليات موظفي مختلف الوزارات والمؤسسات والهيئات وطلاب المدارس والجامعات مع المدرسين والأكاديميين والتربويين، في أمانة العاصمة، ومختلف مديريات محافظة صنعاء، ووظفت في تنفيذ الدورات، ممن تطلق عليهم المشرفين الثقافيين من الرجال والنساء (الزينبيات) وكذلك الكيانات والهيئات التابعة لها، أو التي سيطرت عليها وفرضت في قيادتها وإدارتها الموالين لها كاللجنة الوطنية للمرأة وجمعية معاقي وجرحى الحرب، وكيانات أخرى أنشأتها لهذا الشأن كمؤسسة الجرحى والهيئة العامة للزكاة، واللجنة الاقتصادية العليا، ومؤسسة (لينفق ذو سعة من سعته الثقافية)، والتي أشهرتها المليشيا في محافظة صنعاء أوائل يناير الماضي.
فريق الرصد توصل إلى أن المدارس وإدارات التربية بأقسامها المختلفة، جاءت في المرتبة الأولى من إقامة الدورات الحوثية الثقافية فيها بحجة نصرة غزة، وجاءت بعدد 250 دورة وفعالية ثقافية وعسكرية، منها 33 دورة مغلقة وعدد 12 رحلة لمدارس وتربويين إلى محافظة صعدة، وفق ما تم نشره في وسائل إعلام الجماعة والإعلام التربوي وفي وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الاطلاع على وثائق وتعميمات صادرة من مكاتب تربوية.
وأتت الدورات التي نفذتها المليشيا الحوثية في جامعة (صنعاء) وفروعها في أرحب والجامعة التي تطلق عليها الجماعة 21 سبتمبر وكليات المجتمع والمعاهد كمعهد الشوكاني لتأهيل وتدريب المعلمين، والجامعات الخاصة بعدد 55 دورة وفعالية ثقافية خطابية، و12 دورة ثقافية مغلقة تخللتها دورات عسكرية في ضواحي صنعاء.
بينما أقيمت فعاليات ودورات أخرى في القطاعات "الرياضية والشبابية" حيث تحقق فريق الرصد من إقامة 6 دورات ثقافية و3 فعاليات خطابية في عدد من الأندية بعضها تم استقدامها إلى صنعاء من محافظات أخرى، كما استهدفت المليشيا من خلال الدورات الثقافية مجلسي الشورى والنواب، مستهدفة الأعضاء والموظفين من الجنسين كلاً على حدة، كما شملت الدورات الثقافية وزارات الزراعة والنفط والتجارة والعدل والمالية والأوقاف والصحة، بأعداد متفاوتة.
إلى ذلك ركزت المليشيا اهتمامها في إقامة دورات مماثلة لموظفي مصلحتي الجمارك والضرائب، الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات، واللجنة العليا للانتخابات، والمستشفيات كمستشفى الثورة والجمهورية ومستشفى السبعين للأمومة والطفولة، وهو الأمر لموظفي ديوان الأمانة ومديرياتها والمكاتب التنفيذية، وموظفي السلطة المحلية في محافظة صنعاء، الذين أجبروا على حضور الدورات الثقافية.
ففي 15 نوفمبر 2023 أعلن الحوثيون اختتام خمس دورات تدريبية لتأهيل موظفي ديوان الأمانة ومديرياتها والمكاتب التنفيذية، والتي نفذتها الإدارة العامة لبحوث التنمية والتدريب.
وتأتي هذه الدورات وفق إعلام الجماعة في إطار ما تسميه الحملة الوطنية “لنصرة الاقصى” والذكرى السنوية للشهيد، لدعم ونصرة القضية الفلسطينية وتأييد عملية طوفان الأقصى التي تنفذها المقاومة ضد الكيان الصهيوني الغاصب
وفي 22 يناير 2014، أعلنت المليشيا إنهاء أربع دورات تدريبية ثقافية لـ 120 موظفاً من موظفي الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات (المركز الرئيسي) وهي مقدمة لدورات أخرى مماثلة لموظفي فرعي صنعاء وأمانة العاصمة، بحجة تعزيز الوعي الإيماني والثقافي لدى الموظفين.
فعاليات التحشيد العسكري
نشطت المليشيا الحوثي خلال الأشهر الماضية، من الفعاليات والتحركات والنزولات الميدانية من أجل التحشيد والتجنيد بمزاعم المشاركة في قتال أعداء الأمة (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل) والمرتزقة في الإشارة إلى الحكومة الشرعية، وذلك ضمن الكتائب التي أطلقت عليها "كتائب طوفان الأقصى".
في هذا الإطار يأتي العرض العسكري، الذي نظمته المليشيا الحوثية في 2 ديسمبر، في ميدان السبعين، والذي قالت إنه يتزامن مع تخريج دفع عسكرية، وقد استعرضت فيه لأول مرة طائرتين "ميج 29" الروسية وهما طائرات نهبتهما المليشيا من مخازن الجيش السابق، كما ظهرت المليشيا في أواخر فبراير، وهي تجري مناورات تدريبية لأكاديميين من جامعة صنعاء في أحد معسكراتها في بني مطر.
بالتزامن مع ذلك نظمت المليشيا عروضاً عسكرية أخرى في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها كما أعلنت عن تجنيدها وتخريجها للآلاف ضمن دورات طوفان الأقصى وذلك في صعدة وعمران وذمار والحديدة.
فعاليات أخرى واستنفار المساجد
في سياق آخر فعلّت مليشيا الحوثي مكاتب السلطة المحلية التابعة لها في المديريات ومكاتب الأوقاف والإرشاد التي تديرها من أجل التحشيد والتجنيد وجمع الأموال، التي تزعم أنها تذهب إلى غزة، كما تجمع أموال أخرى لصالح القوة الصاروخية والطائرات المسيرة التي تستخدمها في ضرب السفن المارة في مضيق باب المندب.
الفعاليات الخطابية التي أقامتها المليشيا في مختلف المديريات بحجة نصرة غزة، تزامنت مع إقامة محاضرات في المدارس والمساجد، كالمسجد الكبير في صنعاء، بالإضافة إلى تنشيط اللقاءات مع المشائخ والأعيان وعقال الأحياء والحارات، وإقامة معارض الصور والرسومات التي تحمل كلها اسم طوفان الأقصى.
مورد آخر للمال
إلى ذلك تنفذ المليشيا منذ أكتوبر الماضي حملات التبرع وجمع الأموال، التي تزعم بأنه لدعم أهالي غزة، وسط تشكيك واسع بما تقوم به، كونها اتخذت من أحداث غزة مورداً جديداً لنهب أموال اليمنيين، وقد شكلت منذ بداية العدوان الإسرائيلي، حملة أسمتها "بحملة دعم الشعب الفلسطيني" ووجهت البنوك وشركات ومؤسسات الصرافة إلى تفعيلها عبر شبكات الحوالات المحلية.
ففي 20 نوفمبر الماضي، أعلنت هيئة الزكاة الحوثية تدشين حملة دعم لفلسطين بمبلغ 1.390 مليار ريال يمني بتوجيهات من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، لتعمل بعدها على فرض فعاليات للتبرع على مختلف القطاعات المدنية والعسكرية، والتي تعلن عن مبالغ مالية منها ما تم الإعلان عنه في 30 نوفمبر بأن الهيئة النسائية الثقافية قدمت 40 مليون ريال يمني، كما أن أعداد من النسوة قدمت الحلي والذهب في إطار هذه الحملة.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر