الرئيسية - شؤون دولية - وفاة "ثعلب السياسية الأمريكية" بعد إتمامه 100 عام
وفاة "ثعلب السياسية الأمريكية" بعد إتمامه 100 عام
الساعة 07:36 مساءاً (المنارة نت / وكالات)

أعلنت مؤسسة هنري كيسنجر، السياسي الأمريكي البارز ووزير الخارجية الأسبق "ثعلب السياسية الأمريكية"، اليوم الخميس، عن وفاته الأربعاء بعد إتمامه 100 عام.

وقالت المؤسسة الاستشارية في بيان لها، إن كيسنجر، الذي كان وزيرا للخارجية في عهدي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، وأدى دورا دبلوماسيا محوريا خلال الحرب الباردة، "توفي الاربعاء في منزله بولاية كونيتيكت".

ولم يحدد البيان، سبب وفاة، هنري كيسنجر والملقب ب"ثعلب السياسية الأمريكية"، الذي اشتهر ببنيته الصغيرة وصوته الأجش ولهجته الألمانية الطاغية.

واستعرضت المؤسسة، تاريخ حياته حيث قالت إن "هنري كيسنجر ولد في جنوب ألمانيا عام 1923، حيث كان والده مدرسا، وفرت عائلته من ألمانيا النازية وجاءت إلى أمريكا في عام 1938".

وأضافت: "بعد أن أصبح مواطنا أمريكيا في عام 1943، خدم في فرقة الجيش الرابعة والثمانين من عام 1943 إلى عام 1946، وحصل على النجمة البرونزية لخدمته الجديرة بالتقدير، وكذلك انضم بعد ذلك إلى فيلق الاستخبارات المضادة في ألمانيا، حتى عام 1959".

وذكرت أن كيسنجر "حصل على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعة هارفارد، وقام بتدريس العلاقات الدولية لمدة 20 عامًا تقريبا، وفي عام 1969، عينه الرئيس ريتشارد نيكسون مستشارا للأمن القومي".

وتابعت: "شغل بعد ذلك منصب وزير الخارجية في عهد الرئيسين نيكسون وفورد، حيث لعب الدكتور كيسنجر أدوارا مركزية في الانفتاح على الصين، والتفاوض على إنهاء حرب يوم الغفران/ 6 أكتوبر/ تشرين الأول في الشرق الأوسط، والمساعدة في إنهاء دور أمريكا في حرب فيتنام، والتفاوض على اتفاقيات رئيسية للحد من الأسلحة مع الاتحاد السوفيتي".

تأليفه 21 كتابًا

واردف البيان "ألف كيسنجر 21 كتابًا حول مسائل الأمن القومي، ونظرا لكونه أحد رجال الدولة العظماء في أمريكا، فقد تمت استشارته بانتظام من قبل الرؤساء الأمريكيين لكلا الحزبين السياسيين وعشرات الزعماء الأجانب بعد أن أنهى خدمته الحكومية في عام 1977".

وأوضحت أن الراحل احتفل بعيد ميلاده المائة في مايو/ أيار، وظل نشطا حتى عيد ميلاده المائة، وفي الآونة الأخيرة، ركز اهتمامه على الآثار المترتبة على الذكاء الاصطناعي، وكان ضيفا متكررا مع وسائل الإعلام وفي حلقات النقاش والكتابة والسفر إلى الخارج.

يذكر أن  هنرى كيسنجر، لم يدخل البيت الأبيض كرئيس، أو حتى نائبا للرئيس، ولم تستمر علاقته الرسمية بالسلطة أكثر من ثمان سنوات، شغل فيها منصبى رئيس مجلس الأمن القومى ووزير الخارجية، وكليهما معا لفترة. لكنه اكتسب من النفوذ والثقل ما جعل اسمه بين أشهر ساسة أمريكا في العالم، وما جعل كلمته مسموعة لعقود طويلة حتى بعد أن أتم من العمر مائة عام.

التذكير بأرثه

ومثلما كانت حياته مثيرة وحافلة ومحل انقسام، كانت وفاته، عن عمر تجاوز القرن قليلاً ، تذكيرا بإرث هذا الرجل، اختلف معه الكثيرون أو اتفقوا، وإبرازا لإسهاماته في مجال السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع الصين، والذي يعد أحد أهم أبرز الملفات المطروحة على طاولة الرئيس الأمريكي الحالى جو بايدن.

استخدامه للمكر والطموح

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن كيسنجر، العالم الذى تحول إلى دبلوماسي، كان مهندس انفتاح أمريكا على الصين، وتفاوض لخروجها من فيتنام، واستخدم المكر والطموح والفكر لإعادة صناعة علاقات القوة الأمريكية مع الاتحاد السوفيتى في ذروة الحرب الباردة، والذي كان يدوس في بعض الأحيان على "القيم الديمقراطية" في سبيل ذلك.

عنصر لا يمكن فك شفرته!

ولفتت الصحيفة إلى أن كسينجر قدم المشورة لـ 12 رئيسا أمريكا، أي أكثر من ربع من شغل المنصب، بدء من جون كينيدي وحتى جو بايدن، بفهم العالم للتاريخ الدبلوماسي، واللاجئ اليهودي القادم من ألمانيا، والعازم على النجاح في أرضه الجديدة، وبئر عميق من انعدام الأمان ولكنة ألمانية بافارية صاحبته طوال حياته، والتي أضافت أحيانا عنصر لا يمكن فك شفرته إلى تصريحاته.

مهندس الانفراج مع الصين

وقالت "نيويورك تايمز" إن كسينجر ظل على مدار عقود، الصوت الأكثر أهمية في أمريكا في إدارة صعود الصين وما يفرضه من تحديات اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية. وكان الأمريكى الوحيد الذي تعامل مع كل قادة الصين منذ ماو تسى تونج ، وحتى الرئيس الحالى شي جين بينج. 

وأضافت "وفي يوليو الماضي، وعندما أتم 100 عام، التقى كسينجر، بشي وقادة الصين الآخرين ، في بكين، حيث تم التعامل معه كالملوك الزائرين حتى في الوقت الذي تحولت فيه العلاقات بين بكين وواشنطن إلى العداء".

وتجلت علاقة كيسنجر الفريدة بالصين بعد وفاته، حيث بعث الرئيس الصيني شي جين بينج، برقية عزاء لنظيره الأمريكى جو بايدن، في وفاة هنري كيسنجر، فيما نعاه مسئولون ووسائل إعلام رسمية في الصين.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانج وينبين، إن الولايات المتحدة والصين يجب أن ترثا وتحملا رؤية مكسينجر الاستراتجية وشجاعته السياسية وحكمته الدبلوماسية وتعزيز تطوير صحي ومستقر ومستدام للعلاقات الصينية الأمريكية.

وترددت أصداء هذه الرسالة في الإعلام الحكومة الصيني، بحسب ما ذكرت واشنطن بوست. ووصف التلفزيون الرئيسي في الصين، كسينجر بالدبلوماسي الأسطوري، و"حفرية حية" شهدت تطوير العلاقات الأمريكية الصينية.

وقالت وكالة الأنباء الصينية، في نعي نشر بعد الإعلان عن وفاة كيسنجر، إن هذا الصديق القديم للشعب الصيني الذي كان لديه رؤية حادة وفهم شامل للشئون العالمية قد أتم حياته الأسطورية.

وظل كيسنجر حتى وفاته فاعلا على الساحة السياسية الأمريكية والدولية، ولم يثنه تقدمه في السن عن السفر ولقاء العديد من قادة العالم، وكان آخرهم الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي التقاه في تموز/يوليو الفائت في الصين.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً