- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي، خلال الساعات الماضية، بنشر الأخبار والتحليلات والسخرية ونظريات المؤامرة، حول ما يجري في روسيا من أحداث خطيرة تنذر بحرب أهلية في البلاد، بعد تمرد مجموعة "فاغنر" العسكرية، على قيادات القوات المسلحة الروسية.
واحتلت الأحداث والتطورات الجارية في روسيا منذ يوم أمس الجمعة، الذي بدأت فيه قوات فاغنر، التمرد على الجيش والحكومة، صدارة ترند موقع تويتر، في معظم الدول العربية والعالمية.
وتضمنت بعض تغريدات وتعليقات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، في الدول العربية، توجيه اتهامات للغرب بالوقوف وراء ما يجري في روسيا، فيما اتهم آخرون الرئيس الروسي بالوقوف وراء التمرد، نتيجة سماحه بإنشاء مليشيات مسلحة لدعم قوات موسكو في الحرب مع أوكرانيا.
وتساءل مغردون عرب: "ماذا لو كانت كل هذه التطورات مدبرة من بوتين نفسه للتخلص من بعض كبار القادة في الجيش أو وزير الدفاع؟!".
ورأى آخرون أن " قوات فاغنر لا يمكن أن تخون بوتين" معتبرين أن "موسكو تسرب أخبارا متضاربة وصراعا مفتعلا ضمن الحرب النفسية لإغراء اوكرانيا بمهاجمة الاراضي الروسية" وأن "كل ما يجري هو عبارة عن فخ للقوات العسكرية الأوكرانية".
واعتبر عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي أن " فاغنر مجموعة مسلحة مرتزقة، وأن المال هو وحده المحرك لها، وهو ما يعني أن أمريكا وعدد من الدول الغربية اغرته بالمال ودخلت في الخط ولها يد فيما يجري".
وقال مغردون اخرون، في خضم التحليلات ونظريات المؤامرة، لمجريات الأحداث في روسيا، أن الدول الغربية أعلنت مرارا دعمها لأوكرانيا في حربها مع روسيا، وزودت كييف بالأسلحة والمال، وليس بغريب أن تقف اليوم وراء تمرد قوات فاغنر.
ووصفوا هذه الأحداث والتطورات بـ "الخطير جداً" لأن اختراق الغرب لقوات فاغنر وتوجيهها لقتال روسيا، قد يدفع بوتين للرد بقسوة على المتمردين وعلى الغرب، غير مستبعدين دخول السلاح النووي ضمن الرد الروسي.
ووجد عدد من المغردين، بعض أوجه الشبه بين ما يجري في روسيا وبعض الدول العربية. حيث رأوا أن "هذا مصير الدول التي تصنع المليشيات" مشبهين قوات فاغنر في روسيا ، بقوات الدعم السريع في السودان.
واعتبر آخروان انقلاب فاغنر، شبيه بانقلاب بعض الضباط والجنود السوريين، بدعم غربي، ولجملهم التي كانوا يرددونها "أنا الملازم فلان الفلاني، أعلن انشقاقي وهذه هويتي" محذرين من أن تمرد فاغنر قد تؤدي كما حصل في سوريا، إلى حرب أهلية واسعة ومدمرة.
إعلان حالة التأهب في موسكو:
أعلن في العاصمة الروسية موسكو حالة تأهب، في ظل "نظام عمليات مكافحة الإرهاب" الصارم، وأُلغيت الفعاليات الرئيسية.
وكثفت السلطات العسكرية والامنية في موسكو، الإجراءات الأمنية تحسبا لأي طارئ، بعد دعوة مؤسس "فاغنر" لقوات الجيش الروسي للعصيان المسلح، وإعلانه أن جميع المواقع العسكرية الروسية في مدينة روستوف، باتت تخضع لسيطرة مجموعته.
من جهته وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلمة لمواطنيه، صباح اليوم، تعهد فيها بالدفاع عن روسيا ووقف التمرد المسلح. داعيا مجموعة فاغنر الى نبذ الفتنة.
واكد بوتين أنه سيتخذ إجراءات قاسية لاستعادة النظام في روستوف، ووصف ما يحدث بأنه خيانة وطعنة في ظهر روسيا ومحاولة لتقسيم المجتمع.
هجوم صاروخي مميت:
وكان يفغيني بريغوجين، زعيم قوات "فاغنر" قد وجه انتقادات حادة إلى وزير الدفاع وقائد القوات المسلحة في روسيا، أمس الجمعة، متهما إياهما بالوقوف وراء شن هجوم صاروخي مميت على قواته في أوكرانيا.
قرار هام لأمريكا بشأن الأحداث في روسيا
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الخارجية الأمريكية أوعزت لكافة سفاراتها بضرورة التزام الصمت إزاء الأحداث الجارية في روسيا، "وأنه لا نية لدى الحكومة الأمريكية للانخراط فيها".
وفي رسالة وجّهتها الخارجية الأمريكية إلى سفاراتها ليلا، طلبت منها عدم التواصل مع الدول المضيفة بشأن الأحداث الجارية في روسيا.
وأوضحت الوزارة، أنه في حال تواصل المضيفون مع سفاراتها ، فإنه في هذه الحالة يتوجب على السفارات نقل الرسالة التالية باسم الولايات المتحدة وهي أنها "تراقب تطورات الوضع عن كثب"، وأن "الولايات المتحدة لا نيّة عندها لإدخال نفسها في هذه المسألة".
وقال بيان الخارجية" "فيما يتعلق بالحكومات المضيفة، يجب على رؤساء البعثات الدبلوماسية وموظفي السفارات عدم إشراك مسؤولي الحكومة المضيفة بصورة استباقية ومن دون إذن مسبق من واشنطن". وأيضا: "يجب ألّا تقدّم هذه البعثات بشكل مباشر أي تصريحات صحفية".
اجتماع طارئ في مجلس الدوما
وفي الصدد ذاته، عقد رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، اجتماعا طارئا، اليوم السبت، مع قادة الفصائل.
وجاء في بيان عن مجلس النواب (الدوما) أن "جميع المشاركين في الاجتماع عبروا عن موقف موحد داعم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وضرورة توحيد المجتمع".
وكان مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية، يفغيني بريغوجين، قد نشر مساء أمس الجمعة، العديد من التسجيلات الصوتية على تليغرام، قال فيها أن وحداته تعرضت للهجوم وحمل مسؤولية العملية للقيادة العسكرية الروسية.
وردا على تصريحات بريغوجين، فتح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ضده ملف قضية جنائية تحت بند الدعوة للتمرد المسلح.
ونفت وزارة الدفاع توجيهها للهجوم على المعسكر الخلفي لقوات فاغنر، ودعا مركز العلاقات العامة التابع لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي مقاتلي شركة فاغنر العسكرية الخاصة لعدم تنفيذ أوامر بريغوجين، واعتقاله.
نزاع مفتوح:
على مدى أشهر، لعب بريغوجين دورا حيويا في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث قام بتجنيد آلاف المرتزقة لصالح قوات فاغنر التي يتزعمها.
ودخل زعيم "فاغنر" منذ فترة في نزاع مفتوح مع قادة الجيش الروسي الذين يديرون الحرب، قبل أن يتحول النزاع الآن إلى تمرد.
وعبرت قوات فاغنر من شرق أوكرانيا التي تسيطر عليها موسكو، إلى مدينة روستوف أون دون، الكبيرة جنوبي روسيا، الجمعة، وقامت بالسيطرة على مواقع عسكرية تابعة للجيش، وهددت بمواصلة العبور إلى موسكو.
"المنارة نت" + "بي بي سي"
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر