- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
عُرِفَت ملِكةُ الرقصِ الشرقيِّ، الراقصةً والممثلةً والفنانةً الشاملة تحية كاريوكا، بدورِها السياسيِّ والوطنيِّ.. وهو ما عرَّضَها للعديدِ منَ الأزماتِ في حياتِها، أبرزِها على النحو التالي:
أزمات سياسية
في بدايةِ حياتِها، لَعِبَت تحية كاريوكا دورًا سياسيًّا هامًّا؛ حيثُ كانت تُقاوِمُ الاستعمارَ قبلَ ثورةِ 52 اثنين وخمسين، وحينَ أَلغَى النحاس باشا مُعاهَدَة 36 ستةٍ وثلاثين، كانت تُدخِلُ الأسلحةَ بسيارتها للفدائيين في السويس، واستغلَّت نجوميتَها وشُهرتَها لتهريبِ الأسلحةِ.
تزوَّجَت بأحدِ الضباطِ الأحرارِ، وهو مصطفى كمال صدقي، وحينَ حدثَت أزمةُ سلاحِ الفُرسانِ أُطيحَ وقتَها بمصطفى كمال، وكانَ يطبَعُ المنشوراتِ في بدرومِ بيتِ تحية كاريوكا، وتمَّ القبضُ عليها ودخلَت السجنَ 21 واحدًا وعشرين يومًا وتمَّت تبرِئتُها، وبعدَ وفاةِ جمال عبد الناصر اعترفَت بأنها كانت تُشارِكُ في توزيعِ هذه المنشوراتِ
اعتصام نقابة الفنانين في الثمانينيات
لقدِ استمرَّت مواقِفُها السياسيةُ حتى النهايةِ وفي عامِ 1988؛ حينَ تزعَّمَت تحية كاريوكا اعتصامَ الفنانين في عهدِ الرئيسِ الأسبقِ محمد حسني مبارك، وكانت أولَ من يدخُلُ في إضرابٍ عن الطعامِ، ولم يُوقِفْ هذا الإضرابَ سوى تدخُّلِ الرئيسِ بنفسِه الذي اتصلَ بها في مَقرِّ نقابةِ السينمائيين، وسألَها هل سيُرضِيها أن يُقَالَ إنها عاشَت تأكُلُ في عهد الرئيس الراحلِ جمال عبدِ الناصر ومحمد الساداتِ ثم ماتَت منَ الجوعِ في عهدِ مبارك؟!.
وهو الإضرابُ الذي سجَّلَه المُخرِجُ الراحلُ يوسف شاهين في فيلمِه «إسكندرية كمان وكمان».
رجاء الجداوي تترك تحية كاريوكا
ما لَم يعرِفْه الكثيرون هو أن تحية كاريوكا كانت خالةَ الفنانةِ الراحلةِ رجاء الجداوي وقد قامَت برعايتِها وتربيتِها منذُ كانَت في الثالثةِ من عُمرِها؛ لذلك تعرَّضَت لأزمةٍ نفسيةٍ حادَّةٍ حينَ قرَّرَت رجاء أن تتركَها في عمرِ الرابعةَ عشرةَ لتعودَ للحياةِ معَ والدتِها، كما أنها غضِبَت منها جدًّا عندما عَلِمَت بالتحاقِ رجاء الجداوي بمجالِ الفنِّ، لكن سُرعانَ ما عادَتِ المياهُ إلى مَجارِيها بينَهما رجاء الجداوي تتركها
خيانة تحية كاريوكا ومحاولة انتحارها
تزوَّجَتِ البكباشي طبيب حسن حسين لكنَّها انفصَلَت عنه عندَما علِمَت أنَّ بينَه وبينَ المُطربةِ صباح عَلاقةً.. ومن شِدَّةِ صدمتِها ابتلعَت كِميةً كبيرةً من الحُبوبِ بقصْدِ الانتحارِ، وتمَّ إنقاذُها بصُعوبةٍ، لتُقرِّرَ الإضرابَ عن الزواجِ لثلاثِ سنواتٍ حتى عامِ 1959 ألفٍ وتسعِمئةٍ وتسعةٍ وخمسين.
أزمتها مع رشدي أباظة
كان الفنان الراحلَ رشدي أباظة في أحدِ مَلاهِي شارعِ الحمراء بلبنان مَعَ امرأةٍ فرنسيةٍ. ومن دونِ مُقدِّمَاتٍ جرَّتِ المرأةَ الفرنسيةَ من شعرِها وضربَتْها بقسوةٍ وطلبَت منه الطلاقَ في الليلةِ نفسِها.
أزمتها مع فايز حلاوة
واحدةٌ من أقسَى الأزَمَاتِ التي مرَّت بها تحية كاريوكا هي أزمتُها مع الزوجِ الأخيرِ فايز حلاوة.. وقدِ استمرَّ زواجُهما لمدةٍ تقتربُ من 18 ثمانيةَ عشرَ عامًا.
انتهَت بقيامِه بالاستيلاءِ على كُلِّ ممتلكاتِها ومُجوهراتِها وملابسِها وشقَّتِها بمنطقةِ الزمالك وطردِها منها وهي بملابسِ البيتِ «الشبشب والجلابية»، وقرَّرَت أن تُغادِرَ العمارةَ من «سُلَّم الخدم» حتى لا يراها أحَدٌ.. وهو المَسكَنُ الذي تزوَّجَ فيه بعدَ ذلك بالإعلاميةِ فريال صالح، واضطُرَّت «تحية» إلى العيشِ بـ«شقةٍ» صغيرةٍ بمنطقةِ الدقي تُعانِي من ضيقِ الحالِ.
وفَشِلَت جميعُ الوَسَاطاتِ بينَهما في إعادةِ مُمتلكاتِها لها.. والغريبُ هو ردُّ فِعلِها الراضي، خاصةً بعد لجوئِها في أواخرِ أيامِها إلى الزهدِ والعبادةِ
وحينَ سألَتْها رجاء الجداوي: «مش زعلانة على حاجتك وهدومك وفلوسك اللي راحت؟!» ترُدُّ عليها: «وأزعل ليه؟! يمكن الفلوس دي ربنا مكنش راضي عنها وخلَّصني منها.. يبقى الحمد لله».
وقبلَ رحيلِ تحية كاريوكا عامَ 1999 ، ذهبَ فايز حلاوة إلى المستشفى يبكِي نادمًا، طالبًا منها السماحَ عمَّا فعله بها، ليرحِلَ بعدَها عامَ 2002 م.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر