اطلقت كوريا الشمالية، اليوم الجمعة، صاروخاً باليستياً عابراً للقارات نحو الشرق، احتجاجاً على الاتفاق بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، على تعزيز الردع الموسع.

ودانت الولايات المتحدة الأمريكية "بشدة"، تجربة إطلاق الصاروخ العابر للقارات والمخاطر المحتملة على استقرار المنطقة.

واعتبرت كل من سيول وواشنطن، أن بيونغ يانغ، بإطلاقها لهذا الصاروخ، تستعد لإجراء تجربة نووية وشيكة. 

ويأتي إطلاق الصاروخ بعد يوم واحد فقط، من إطلاق بيونع يانغ، صاروخا باليستياً قصير المدى نحو البحر الشرقي، وتحذيرها من "ردود عسكرية أعنف" على تعزيز الولايات المتحدة وجودها الأمني في المنطقة.

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إن الصاروخ الذي أطلقته بيونغ يانغ "سقط على ما يبدو في البحر داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان" قرب جزيرة هوكايدو الشمالية، مشيرا إلى عدم ورود أنباء عن وقوع أضرار بأي سفن أو طائرات.

وأضاف كيشيدا "احتجينا بشدة لدى كوريا الشمالية التي تكرر الأعمال الاستفزازية بوتيرة غير مسبوقة، نؤكد مجددا بشدة أن هذا أمر غير مقبول إطلاقا"، وتابع رئيس الوزراء "اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يجب أن تنسق في شكل وثيق للعمل على النزع الكامل للسلاح النووي لكوريا الشمالية".

وذكرت وسائل إعلام رسمية، إن الزعيم الكوري كيم جونغ أون أشرف على التجربة بشكل مباشر. مؤكدا أن السلاح عامل أساسي لردع حرب نووية.

وكُشف عن هواسونغ-17، الذي يوصف بأنه "الصاروخ الوحش"، لأول مرة في عام 2020 في عرض عسكري، وفاجأ حجمه الضخم حتى المحللين المخضرمين.

وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية في بيان نشرته وكالة (يونهاب) "أن كوريا الشمالية أطلقت صباح اليوم ما يبدو أنه صاروخ باليستي عابر للقارات نحو الشرق".

وأضافت "أن الجيش الكوري الجنوبي يجري تحليلاً مفصلاً للتحقق من تفاصيل الصاروخ"..مشيرة الى أن الصاروخ حلق حوالي 1,000 كيلومتر وبلغ ارتفاعه حوالي 6,100 كيلومتر وبلغت سرعته 22 ماخ.

واكد البيان، إن إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات لكوريا الشمالية يعد عملاً استفزازياً كبيراً يقوض السلام والاستقرار، ليس فقط في شبه الجزيرة الكورية ولكن أيضا في المجتمع الدولي وإنه يمثل انتهاكاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، وحث كوريا الشمالية بشدة على التوقف عن إطلاقها الصاروخي على الفور.

ولفت البيان، الى أن الجيش الكوري الجنوبي سيحتفظ بوضع الاستعداد الحازم لأي استفزاز من الشمال مع تتبع ومراقبة تحركات كوريا الشمالية ذات الصلة في ظل التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة.

وذكرت  هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال كيم سيونغ-كيوم وقائد قيادة القوات المشتركة الكورية الجنوبية والأمريكية الجنرال بول لاكاميرا، شاركا الموقف عن كثب من خلال عقد اجتماع تعاوني، وأكدا على الموقف الدفاعي القوي المشترك ضد أي تهديدات واستفزازات من الشمال.

ووصف أنكيت باندا، من مؤسسة كارنيغي البحثية، عملية إطلاق الصاروخ، بأنها "علامة مهمة" في ما يخص ترسانة كوريا الشمالية النووية.

وقال لبي بي سي: "تواصل كوريا الشمالية جهودها لتحسين ردعها النووي. إنه أكبر صاروخ في مخزونها وقد يحمل في يوم من الأيام عدة رؤوس حربية"

وأجرت كوريا الشمالية 35 جولة إطلاق صواريخ باليستية و3 جولات إطلاق صواريخ كروز خلال هذا العام حسبما ذكرت وسائل الإعلام.