الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - تقرير دولي: ألغام الحوثيين من أعظم آثار الحرب على الموارد الحيوية
تقرير دولي: ألغام الحوثيين من أعظم آثار الحرب على الموارد الحيوية
الساعة 11:35 صباحاً (تقرير/ المنارة نت)

قال مركز دولي معنيّ بتأثير الصراعات على المدنيين، إن زرع الألغام الأرضية في جميع أنحاء اليمن من أعظم آثار الحرب على الموارد الحيوية، مؤكداً أن الحوثيين زرعوا الألغام في الأراضي الزراعية وبالقرب من مصادر المياه. 

وذكر مركز "مدنيون في الصراع (سيفيك)"، في تقرير حديث عن المناخ والصراع في اليمن أن الألغام الأرضية أثرت على الأراضي الزراعية ومصادر المياه وسبل العيش، وعلى حياة المدنيين في الوقت الحاضر وفي المستقبل على حد سواء. 
 
وأكد التقرير أن الحوثيين مسؤولون عن زرع الألغام الأرضية، وقد قامت مليشيا الحوثي بزرع الألغام في المناطق التي شعروا أنهم سيفقدون السيطرة عليها، ما تسبب بوقوع الكثير من الضحايا في أوساط الأبرياء، لا سيما الأطفال غير القادرين على تجنب الوقوع في مآزق الخطر.
 
ووفق التقرير، فقد تم وضع الألغام الأرضية في 18 محافظة يمنية من أصل 23 تم زرعها بالألغام خلال الحرب الحالية، وتم وضع الألغام في الأراضي الزراعية، على طول الطرق، حول الآبار، وداخل الجداول، وكذلك في المدارس والمطارات والمستشفيات وحتى المنازل. 
 
وأورد التقرير تصريحًا لنائب المدير التنفيذي للمركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام، عبدالقوي محمد عبدالله، يؤكد فيه أن في السنوات الأربع الماضية وحدها، تم جمع حوالي ثمانمائة ألف لغم أرضي.

وأضاف: "المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام، لا يمكنه حتى فهم حجم المشكلة؛ لأنها تحدث بدرجة كبيرة وبسرعة كبيرة بحيث يتعذر تتبعها وإجراء تقييم مناسب". 
 
وأشار التقرير إلى أنه يمكن للألغام الأرضية التسبب في أضرار جسيمة للمدنيين، بما في ذلك الموت والإصابة والتشريد، لعقود بعد زرعها، كما أنها تمنع دخول المساعدات إلى المناطق الملغومة. 

وبحسب التقرير، فإن غالبية الألغام الأرضية التي وُضعت أثناء النزاع الحالي هي ألغام مضادة للأفراد، وليست مضادة للمركبات، وهي محظورة بموجب اتفاقية عام 1997 بشأن حظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام، والتي تُعد اليمن طرفًا فيها. 

هيومن رايتس ووتش، كانت قد ذكرت، بالاعتماد على بيانات من مشروع مراقبة الأثر المدني، في تقريرها لعام 2022؛ أن "الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة تسببت في إصابة ما يقرب من 9000 مدني منذ بداية الحرب. 
 
ونقل التقرير عن العقيد عارف، رئيس المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام في تعز- المحافظة الأكثر تضرراً بالألغام الأرضية- قوله: "لقد وضعوا على وجه التحديد الألغام الأرضية في مناطق مدنية؛ في المدارس، بالقرب من مصادر المياه، ومناطق التجمعات المجتمعية".

في حين وصف عبدالله الآثار طويلة المدى التي يمكن أن تحدثها هذه الألغام الأرضية، بخلاف التهجير الفوري والأضرار المدنية التي تسببها: "مع الألغام الأرضية، تستمر قدرتها على الانفجار لعقود". 

وأوضح أنه كلما طالت مدة بقائها "الألغام"، أصبحت أكثر خطورة، لأن المواد تتحلل بمرور الوقت وتصبح أكثر حساسية". 

التقرير يؤكد، كذلك، أن المجتمعات أُجبرت على التخلي عن مناطق ومديريات بأكملها بعد أن تم تلغيمها، وكانت أراضي زراعية وفرت للناس مصادر رزق وزودت البلاد بالطعام. 

مبيّنًا أنه في كثير من الحالات، زرع الحوثيون ألغامًا أرضية إضافية في مناطق عدة بعد نزوح الناس من ديارهم بسبب القتال، وعندما حاول الناس العودة بعد توقف القتال، لم يتمكنوا من القيام بذلك.