الحمدلله الذي خصَّ شهر رمضان وفضله  عن غيره منوالشهور بكثيرمن الخصائص والفضائل ،الصلاة والسلام على أشرف الأنبياءالمرسلين وبعد: فها هو شهر رمضان قد اقترب .وحري بنا أيها الاحبة أن نعرف لهذا الضيف قدرة وننزله منزلته ...ومن خصائص هذا الشهر العظيم م يلي : أن الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة التي لا يقوم اسلام المسلم  إلا بها ،فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((بُني الإسلام على خمس: شهادة إلا آله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاه ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ؛ وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا  )) *في شهر رمضان بعث الله النبي محمد عليه السلام برساله الإسلام إلى الناس كافه *وفيه نزل القرآن الكريم ، قال تعالى :{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}* وفيه يُضاعف الله الحسنات ،ويرفع الدرجات ،فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فضائل رمضان (....من تقرٌَب فيه بخصله من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فريضة فيه كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ...)* وان رمضان مكفر لما بينه وبين رمضان الآخر من الذنوب * فيه ليلة القدر هي خيرُُ من الف شهر ، من حُرِم خيرها فقد حُرم خيراً كثيرا * لله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة من رمضان * للصائم دعوة مستجابة ،لاتُرد قال صلى الله عليه وسلم :ثلاث دعوات لاترد : دعوة الوالد ،ودعوة الصائم ،ودعوة المسافر )) أخي الكريم استغل الشهر الكريم باحب الأعمال الفاضلة والطاعات المتتالية مما تقرب به الأنفس ، وتهنأ به الصدور، ويتسابق فيه المتسابقون ، طمعا في رضوان الله ورحمته ،والعبد الصالح يستقبل رمضان بالتوبة النصوحة، والعزيمة الصادقة على اغتنامه ، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة ،(_الصوم *قال صلى الله عليه وسلم (_ كل عمل بني آدم له ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويقول الله عز وجل :إلا الصيام فإنه لي وانا أجزي به ، يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي ، للصائم فرحتان : فرحة عند فطرة ، وفرحة عند لقاء ربه ، والخلاف فم الصائم أطيب عندالله من ريح المسك )) أكثروا من *الصدقة .وللصدقه في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها ، واحرص على أدائها بحسب حالك. ولها صور كثيرة منها أ_إطعام الطعام : قالى تعالى ويطعمون الطعام ولهذا كان السلف رضوان الله عليهم يحرصون على إطعام الطعام سواءً كان ذلك بإشباع جائع اوإطعام أخ صالح ، فلا فلا يُشترط في المُطعم الفقر ، ففي الحديث عن عبدالله بن عمرو _ رضي الله عنهما _ أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ايُ الإسلام خير؟ قال :( تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) وقال الشافعي رحمه الله :_( أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ، ولتشاغل كثير منهم فيه بالعبادة عن مكاسبهم )  ب_ تفطير الصائمين ورد فضله أجر عظيم ، منها قوله صلى الله عليه وسلم :( من فطر صائما كان له مثلُ أجره غير أنه لاينقصُ من أجر الصائم شيء) *الاجتهاد في قراءة القرآنـــ. شهر رمضان هو شهر أنزل فيه القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته ، وقد كان عثمان ابن عفان رضي الله عنه يختتم القرآن كل يوم مرة ،وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل يوم يوم مرة ، وكان بعض السلف يختتم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في كل سبع وبعضهم في كل عشر، * فلا يحسن بالمسلم أن يضيع أوقاته بالملهيات والسهر إلى الفجر .يفضل للمسلم أن يجلس في المسجد حتى تطلع الشمس.ويصلي صلاة  الشروق * والاعتكاف هو من العبادات التي تجمع كثيرا من الطاعات ؛ منها التلاوة والصلاة ، والذكر،والدعاء،وغيرها *والعمرة فيها فضل عظيم وأجر كبير ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما )وفي رمضان يتضاعف هذا الفضل والأجر ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من حجة الوداع قال لامرأة من الأنصار اسمها أم سنان :  ((م منعك أن تحجي معنا))قالت : أبو فلان _ زوجها _ له ناضحان : حج على أحدهما ، والاخر نسقي عليه ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((فإذا جاء رمضان فأعتمري فإنه عمرة فيه تعدل حجة))او قال: ((حجة معي)) .   اللهم وفقنا لفعل الخيرات والمسارعه إلى الطاعات.واسأل الله العلي القدير أن يتقبل صيامنا وقيامناوصالح أعمالنا.ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، وغفر لوالدينا ولجميع المسلمين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه أجمعين