الرئيسية - تكنولوجيا - سلاح أثار الرعب خلال الحرب العالمية.. "مخترقاً الأجساد"
سلاح أثار الرعب خلال الحرب العالمية.. "مخترقاً الأجساد"
الساعة 11:37 صباحاً (متابعات )

خلال فترة الحرب العالمية الأولى، كانت البشرية على موعد مع ظهور أنواع جديدة من الأسلحة أكثر فتكا ودمارا من السابق، ولعل أبرزها الدبابة التي سجلت ظهورها في ساحات المعارك لأول مرة يوم الخامس عشر من شهر أيلول/سبتمبر سنة 1916 حيث لم يتردد البريطانيون في استخدام الدبابة مارك 1 خلال معركة فليرز كورسيليت والتي كانت جزءا من معركة السوم.

 

في الأثناء وعلى الرغم من تطور آلات الحرب، ظلت فرق المشاة متخلفة ومتأخرة، حيث كان من السهل استهدافها وإلحاق خسائر جسيمة بها، خاصة خلال تنقلاتها، ولهذا السبب لم تتردد الدول المتحاربة في تطوير أسلحة فتّاكة لاستهداف جنود المشاة.

 

 

بعيدا عن المدافع العملاقة التي أنتجتها مؤسسة كروب الألمانية وقنابل مناطيد زبلين، اتجه الخبراء العسكريون خلال فترة الحرب العالمية الأولى إلى اعتماد طريقة مبتكرة لاستهداف قوات المشاة، وقد مثلت هذه الفكرة الجديدة مزيجاً بين سلاح استخدم منذ القديم والتكنولوجيا المعاصرة.

 

اعتمادا على السهام التي استخدمت منذ العصور القديمة وبداية تطور الطائرات العسكرية، نجحت الأطراف المتحاربة أثناء الحرب العالمية الأولى في إنتاج سلاح فتاك ألحق أضرارا جسيمة بفرق المشاة.

 

خلال تلك الفترة تم إنتاج نوع من السهام الحديدية الصغيرة الحادة، قدر طولها بطول قلم حبر عادي، وتراوح وزنها بين خمسين ومئة غرام، وعلى إثر ذلك يتم شحن المئات من هذه السهام داخل صناديق تثبت إلى الطائرة، وحال تواجده فوق جنود العدو يقوم الطيار بفتح الصندوق لتتساقط السهام الحديدية الصغيرة عليهم مسببة خسائر جسيمة.

 

بفضل خصائصها الأيروديناميكية وشكل مقطعها العرضي الذي كان على هيأة X وقممها الحادة، كانت هذه السهام الصغيرة قادرة على اختراق اللحم البشري وتمزيقه بشكل كبير.

 

"أثار الرعب في النفوس"

ولهذا السبب أثار هذا السلاح الغريب الرعب في نفوس جنود المشاة الذين لم يترددوا في الاختباء تحت العربات وداخل الغابات لتجنب خطرها. وحسب العديد من المصادر عرف هذا السلاح الجديد ظهوره في إيطاليا ما بين سنتي 1911 و1912، في أثناء ذلك تعد فرنسا أول دولة أنتجته بكثافة بهدف استخدامه لأغراض عسكرية سنة 1914.

 

أمام الآثار الرهيبة والمدمرة التي ألحقتها السهام الصغيرة بفرق المشاة، لم تتردد كل من بريطانيا وألمانيا في إنتاج هذا النوع الغريب من الأسلحة.

 

في أثناء ذلك، أقدمت ألمانيا على كتابة عبارة "اختراع فرنسي صناعة ألمانية" على السهام التي استخدمتها ضد الفرنسيين كنوع من أنواع السخرية.

 

وما بين سنتي 1914 و1915 (العامين الأولين للحرب العالمية الأولى)، استخدمت السهام الصغيرة بكثافة من قبل جميع الأطراف المتحاربة، خاصة خلال ما يعرف بحرب الخنادق، حيث تم الاعتماد على الطائرات الحربية لإلقاء هذه السهام على طول الخنادق بهدف إجبار الجنود المتحصنين داخلها على مغادرتها، لكن تدريجيا تم التخلي عن هذه التكنولوجيا العسكرية حيث سعت القوى المتحاربة للتركيز على أسلحة أخرى أكثر فتكا وفاعلية كالقنابل والمدافع العملاقة.    

اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً