الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - عن كتائب “الدعم والإسناد” الحوثية ومسؤولها “الحمران”.. حشد طائفي متعطش لدماء اليمنيين واستمرار الحرب
عن كتائب “الدعم والإسناد” الحوثية ومسؤولها “الحمران”.. حشد طائفي متعطش لدماء اليمنيين واستمرار الحرب
الساعة 12:23 صباحاً (تقرير/ المنارة نت)

استغلت مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من طهران، مدة الهدنة الأممية الجارية، في القيام بجهد تعبوي لتحشيد الشباب والأطفال إلى معسكراتها ومحاضنها الفكرية ضمن استراتيجيتها لبناء مليشيات طائفية تقوم على عقيدة الانتماء لفكرها المذهبي السلالي والتبعية لإيران.

وخلال الأسابيع الماضية أقامت ما تسمى “كتائب الدعم والإسناد” في محافظات حجة وذمار والحديدة وصنعاء، الخاضعة لسيطرة الميليشيات، عدة استعراضات، تحت شعار “قادمون بجحافل جيشنا”.
 
وضمّت تلك الكتائب حوالي (9) آلاف من المجندين الجدد، وعادة ما يردد المُجنّدون ما يسمى بـ”قسم الولاء والموالاة” لزعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي على طريقة حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
 
ظهور "حمران"
 
وظهر المدعو “قاسم قاسم الحمران”، الذي ينتحل رتبة لواء، والمقرب من قائد الميليشيا، يتنقّل بين المحافظات الأربع، لرعاية تلك الاستعراضات، وبصفة “قائد كتائب الدعم والإسناد”، في ظل غياب مسؤولي الواجهات العسكرية للميليشيا كوزير الدفاع في حكومة الحوثي، وما يسمى "قادة المناطق العسكرية".
 
كتائب مليشاوية عقائدية
 
"كتائب الدعم والإسناد" هي تشكيل مليشاوي مركزي لجماعة الحوثي، وُتبنى كقوة احتياط توكل إليها مهام قتالية في جبهات غير محددة النطاق الجغرافي.
 
واتخذت هذه الكتائب لنفسها شعارا تم تصميمه بناءً على هوية تقدس رموز الفكر الطائفي مقتبس من شعارات كيانات تابعة لإيران وجماعات موالية لها.
 
ويأتي تشكيلها ضمن تشكيلات مليشيات الحوثي العقائدية التي أسستها الميليشيا خلال السنوات الماضية، كقوات موازية تخضع لتكوينها الحركي وترتبط بزعيمها.
 
تُولي الميليشيا هذا الفصيل اهتماماً استراتيجيا بعيداً عن الهياكل الشكلية لوزارة الدفاع في حكومة الحوثي وتقسيماتها، ويتجاوز التشكيلات العسكرية القائمة التي أخضعتها المليشيات الحوثية لتعديلات وتغييرات مستمرة تتناسب مع خطط المليشيات، وتكتيكات حروبها، وجغرافية سيطرتها وتوسعها.
 
أول ظهور 
 
تم تسجيل أول ظهور لهذا المسمى في النصف الأخير من 2020، على حسابات قيادات حوثية، وتشير مصادر إلى أن تأسيس الكتائب تم مطلع العام ذاته، تزامنا مع إعلان الميليشيا عمليات ما يسمى “النفس الطويل” وتركيز جهدها العسكري والاعلامي والسياسي لمحاولة تحقيق أي اختراق عسكري في مدينة مأرب.
 
في كلماته يتحدث “الحمران” عن تلك الكتائب باعتبارها بحسب زعمه “رافد النصر” و”السند للمهام الجسيمة والأعمال الجهادية المشرفة”، وأساس مهم في الجبهة الداخلية الثقافية والفكرية، ويصف أفرادها بأنهم “أنصار النبي وآله الطاهرين” وأنهم “سيكونون استشهاديين” وسيكونون “جسورا تعبر عليها المسيرة”.
 
ويقول مخاطبا زعيم الجماعة: “راهن بنا يا سيدي، ولو أمرتنا بعبور البحر فلن نتردد، ونحن جاهزون في البر والبحر”.
 
حروب أبدية !
 
ويشير الاهتمام الكبير من قبل الميليشيا بهذه الكتائب، التي يتركز فيها التجنيد على حواضنها ومناطق عمقها بشكل أساسي، إلى أنها ماضية في طريق الحرب والسلاح وتعزيز سيطرتها وإعداد قدراتها وقواتها لحروب أبدية ودورات دموية دائمة على طريق التمكين لمشروعها، وتحقيق أحلام “ولاية الفقيه” بفرض الهيمنة الايرانية على الجزيرة العربية ومنابع ثروتها ومدن المسلمين المقدسة.
 
الحُمران.. أسرار النفوذ والقرابة
 
يُعتبر قاسم قاسم أحسن علي الحمران “أبو كوثر”، أحد القيادات الحوثية المُتشددة في الولاء لزعيم الميليشيا ومؤسسها ولبيت بدر الدين الحوثي بشكل عام. انخرط مُبكرا في صفوف الحركة الميليشاوية ونشط في نشر ثقافتها الطائفية حتى أصبح أحد الشخصيات المقربة لزعيم الجماعة يوكل إليه المهمات المتنوعة.
 
وينتمى الرجل الى منطقة “ضحيان” في مديرية “مجز” بمحافظة صعدة، وتعد أسرته “آل الحمران” بشكل عام ذات ارتباط وثيق بجماعة الحوثي وإيران.
 
شارك في الحروب الحوثية منذ جولتها الاولى في صعدة 2004، والتي دارت رحاها في ضحيان، مسقط رأسه. وورد اسمه ضمن قائمة المطلوبين الحوثيين التي أعلنتها وزارة الداخلية خلال الحرب السادسة 2009.
 
إضافة إلى ذلك، يتولى “حمران” مناصب تنظيمية مهمة، وتم تعريفه في وسائل إعلام الجماعة بأنه نائب رئيس المكتب التنفيذي، حتى نهاية 2019، ليُصبح بعد ذلك القائم بأعمال رئيس المكتب التنفيذي، خلفا لعبدالكريم الحوثي، بما يعنيه ذلك من صلاحيات واسعة وارتباط مباشر بضباط الارتباط الإيرانيين المشرفين على ذراع إيران في اليمن.
 
قبلها كان عين مستشارا تربويا لمحافظة صعدة، بعد سيطرة الجماعة على المحافظة، وعقب سقوط العاصمة بيد الميليشيا عين عضوا في لجنة مشتركة تم تشكيلها بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (420) لسنة 2014، أصدره خالد بحاح في نوفمبر2014 إبان توقيع اتفاق السلم والشراكة، لإعداد مصفوفة تنفيذية عاجلة لمخرجات الحوار الوطني بالحلول والضمانات لقضية صعدة. ومنذ مطلع 2015 تم تكليفه بإدارة ملف جرحى الجماعة، وتعيينه رئيسا لـ”مؤسسة الجرحى”، وهي واجهة حوثية تعني في الظاهر بالعناية بالجرحى ومعاقي الحرب من عناصر وأنصار الجماعة لكن نشاطها في الواقع يتركز على التأطير الفكري والثقافي. حقق نفوذا من خلال المؤسسة وأموالها ومشاريعها. ثم عُين نائبا لوزير التربية والتعليم بقرار غير معلن مطلع 2021، لُيصبح المشرف على الوزارة ووزيرها الفعلي بدلا عن يحيى الحوثي (شقيق عبدالملك).
 
تركز عمله في تغيير المناهج التعليمية وفرض فكر طائفي في المدارس والمناهج، كما ركز جهده لوضع يده وجماعته على المدارس الخاصة، مستهدفا أكثر من 800 مدرسة.
 
ورغم إعلانه تخليه عن منصبه في وزارة التربية والتعليم بحكومة الحوثي الانقلابية، الا أنه ظهر قبل أيام تحت صفة نائب وزير في محافظة إب كضيف شرف في فعالية اختتام الأنشطة الصيفية التي تُقيمها الجماعة.
 
وتلقى الرجل دورات وتدريبات في إيران ولبنان، وفي كلمته خلال استعراض كتائبه بصنعاء قال إن له الشرف أن يكون مع من وصفهم بـ”المقاومة في اليمن وفي غيرها من بلدان العالم الاسلامي (ايران وغيرها) الذين حملوا هم الأمة ومشروع تحرير بيت الله الحرام من العملاء الخونة” على حد قوله. وسبق له تصريحات يؤكد فيها تبعيته لإيران، ويقول: “نحن بدون محور الممانعة لا شيء وقريباً سيجمعنا فتح مبين”.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر