الرئيسية - ثقافة - عفت بركات: المجاملات أفرزت كتبًا لا تليق بتصنيفها كأدب للطفل
عفت بركات: المجاملات أفرزت كتبًا لا تليق بتصنيفها كأدب للطفل
الساعة 07:30 مساءاً (المنارة نت/ الديار)

أجرت صحيفة الديار المصرية، حوارا شيقا مع الشاعرة والقاصة عفت بركات، تحدثت فيه عن جملة من القضايا المتعلقة بأدب الطفل..

"المنارة نت" يعيد نشر الحوار لأهميته على المستويين المحلي والعربي، وكما ورد على النحو التالي:

صاحبة علامة مميزة في عالم أدب الطفل، بنت محافظة الأسكندرية، كتبت الشعر والقصة والمسرح للطفل وأقامت العديد من ورش الحكي لتقترب أكثر - فوق قربها بعملها في وزارة التربية والتعليم في مصر - من خيال الطفل، منتجها الأدبي لا يقتصر فقط في حيز أدب الطفل حيث صدر لها العديد من الإصدارات الأدبية الأخرى.

لكن المتابع لحركة الشاعرة والقاصة "عفت بركات" سيلاحظ أنها تتعامل مع أدب الطفل بحب أكثر وبذلت في هذا السياق الكثير، فقد أصدرت ما يفوق عن الـ12 إصدارا ما بين القصة القصيرة والشعر والمسرح للطفل، ومازال سقف أحلامها يرتفع ببناء قاعدة أدبية مؤثرة في المجتمع الطفولي.

في حوارها لـ "الديار" تحدثت في العديد من القضايا التي تمس عصب "أدب الطفل" العاري، منها الإجابة على السؤال القائل: أين يقع أدب الطفل على قائمة أولويات وزارة الثقافة وقضايا أخرى.. وإلى نص الحوار :

*أين يقع أدب الطفل على أجندة أولويات وزارة الثقافة والجهات المعنية ؟

في هذه الآونة بالتحديد يحظى أدب الطفل باهتمام كبير من وزارة الثقافة ممثلة في أماكن عديدة : المركز القومي لثقافة الطفل، هيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة، والإدارة العامة لثقافة الطفل، وإدارة البحوث والوثائق، لجنة الطفل بالمجلس الأعلى كلها تكمل بعضها البعض من خلال المؤتمرات التي تقام بشكل سنوي أوإصداراتها للطفل ولا نغفل دور وزارة الأوقاف مؤخرا بإدراج سلسلة رؤية للنشر المعنية بنشر اصدارات للناشئين، ومجلة الفردوس للطفل، وكذلك دور الأزهر بتقديم مجلة نور وأنشطتها المختلفة للطفل هناك حراك كبير صنعته تلك الكيانات من خلال الإصدارات والأنشطة المصاحبة لها في معارض الكتاب على مدار العام.

*دور النشر الخاصة هل يكتمل بها المشهد بما تعجز عنه المؤسسات الحكومية ؟

بالتأكيد إلى حد كبير هناك دور نشر محترمة أخذت على عاتقها القيام بهذا الدور وحققت نجاحات ملحوظة في مجال النشر للطفل قدمت أفكارا وخططا جديدة، فأضافت لأن السلاسل التي تقدم إبداعا للطفل في المؤسسات الحكومية لا تتعدي أصابع اليد، ورغم ذلك لديها رصيد كبير من المشكلات يعوق حركة النشر فتتعثر في الإنتاج ولا تطرح المطبوعات بشكل دائم ومستمر.
أما المؤسسات الخاصة فلها حسابات عديدة وخطط أكبر للمكاسب المادية في ظل إرتفاع أسعار الورق والخامات إلا القليل من دورالنشر التي تسعي للتميز، والمشكلة الأكبر التحيز وعدم الشفافية وهذا ما يجعلنا نرى نصوصا لا تليق بتصنيفها أدب للطفل تم طباعتها بسبب المجاملات

*كيف نجعل الطفل يقرأ ؟ وما دور الأسرة / المدرسة / مراكز الشباب / النوادي في هذا الأمر ؟

الأسرة التي تهتم بوجود كتاب في البيت لابد أن يكون لديهم طفل قاريء وخاصة عندما تساعده في إقامة صداقة بينه وبين الكتاب منذ شهوره الأولى بقراءة القصص له أو اطلاعه على الصور والأشكال وتنمي لديه مهارة التفكير عندما تسمح له بالأسئلة عن كل شيء في عالمه المحيط ليربط بين حواسه وبين الكتاب
بالتأكيد ليست كل الأسر تفكر بهذا الشكل أعرف ذلك، لكن أمر التربية للطفل ليس سهلا علينا أن نهيئه للإنفتاح على عالمه المحيط قبل أن يلتحق بالمدرسة حيث يبدأ في تشكيل وجدانه ومهاراته من أنماط متعددة في المدرسة والشارع والنادي وغير ذلك
وكذلك المدرسة التي بها أخصائي مكتبة محب للقراءة وحريص على تشجيع الطلاب سنجد بها طلاب كثيرون يقرأون ، أضف إلى ذلك مكتبات النوادي ومراكز الشباب، في الواقع لا يحدث ذلك في كثيرمن الأحيان من خلال عملي بالتعليم اصطدم بنماذج محبطة ، لكن علينا أن نحاول أن تهتم إدارة المدرسة أوالنادي أو مركز الشباب بدور المكتبة في بناء عقل الطفل كما تهتم ببناء جسمه

*أسعار الكتب والمجلات هل تعتبر مناسبة لرب الأسرة ؟

ليس دائما فكتب المؤسسات الحكومية مثلا تلقى الدعم الكبير رغم ارتفاع أسعارها لازالت مناسبة بالمقارنه بأسعار الكتب التي تصدرها دور النشر الأخرى ، يتحكم في ذلك سعر خامات الكتاب التي ارتفعت بشكل كبير الفترة الأخيرة، فدور النشر التي تتنافس على شكل الكتاب وخامته الجيدة وإخراجه الفني اصداراتها مرتفعة السعر بالتأكيد، والكثير من الأباء سيقفون مكتوفي الأيدي أمام شراء الكتب لأبنائهم وسيتجهون إلى النشر الإلكتروني رغم احتياج هذا النوع من النشر إلى ضوابط عديدة

*ما هي الأفكار الكبرى التي تحاولي في كتاباتك أن تصل للطفل؟

أنا أعمل في التربية والتعليم قريبة من الأطفال طوال الوقت ولي برامج مختلفة في رعاية الموهوبين؛ فأحاول أن أكتب منهم ولهم قدمت للطفل أعمالا متنوعة ما بين الشعر والقصة والمسرح كان محورها أن يحب الطفل بيئته ويستمتع بها وبامكاناته مهما كانت بسيطة، والحفاظ على بيته وأسرته ووطنه بأن يحب نفسه أولا.
ركزت كذلك على ربط الخيال بواقعنا الذي نحياه وتبادل الأدوار ما بينه كطفل وبين ما حوله من كائنات وجمادات لا حدود للحلم عندي لكنني في بعض قصصي ركزت على دور المعلم في التواصل مع الطفل كما قلت لك لم أستطع فصل دوري كمعلمة لي مشروع خاص عن مهمتي ككاتبة عل المعلم الذي يقرأ قصتي يجد مخرجا مناسبا لمشكلة ما في التعامل مع أبنائه

*هل هناك خطة لنصل إلى طفل مثقف؟

خطة بناء طفل مثقف مسئولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، البداية من الأسرة التي تعرف الطفل على الكتاب وكيف يختاره وكيف يبحث عن المعلومات التي يحتاجها لا أنكر أنني استطعت فعل ذلك من خلال المدرسة بقدر كبير في أماكن مختلفة ولكن ليست كل المدارس لديها خطة لبناء طفل مثقف ولا كل المدرسين مدربون على ذلك، كما أن برامج الطفل في وسائل الإعلام فقيرة وتحتاج الى تقييم أكبر، والأسرة التي تهتم بوجود كتاب في بيتها من السهل أن يعرف أطفالها قيمة الكتاب

*كيف نعالج مشاكل توزيع المجلات ؟

ليست مشكلة خاصة بل صارت عامة على مستوى الوطن العربي ، فالنشر الإلكتروني صار مسيطرا ، لكن في الحقيقة المجلة الورقية جاذبة للأطفال فقط نحتاج الى التسويق، لدينا مجلات متميزة الآن ولكن لازال التسويق للمنتج الورقي في حاجة إلى إعادة نظر حتى تصل تلك المجلات للأطفال هناك الكثير منهم لا يعرفون شيئا عن المجلة إلا من خلال الكُتاب أنفسهم نكتشف ذلك ونحن نجوب المحافظات في ندواتنا معهم، فإلى متى لا نهتم بهذا الجهد الذي هو في الأساس من أجلهم، وبعض المجلات ذات خطط تجارية بحتة لكن مجلة الطفل الورقية لازالت مؤثرة جدا في بناء ثقافة الطفل و توجيهه للقراءة

*ما هى أخر أعمالك؟

آخر اصداراتي قصة للأطفال بعنوان "ذات الرداء الأزرق" صادرة في معرض الكتاب عن دار المستقبل، وبين يدي أعمال أود أن أنتهى منها قريبا، لكن ما انتهيت منه للتو كتابي "فنون الكتابة الأدبية للمبدع الصغير" نتاج الورش الإبداعية التي قمت بها مع الطلاب الموهوبين في عدد من الإدارات التعليمية بعد تطبيق مديرية التربية والتعليم بالاسكندرية مشروعي "الصالون الأدبي" لطلاب المدارس على مدار سنوات لذا فالكتاب تأخر لكنني استعد لاصداره قريبا، أتمنى أن يكون مرجعا مناسبا لأبنائنا الموهوبين في فنون الكتابة

*كلمة أخيرة؟

كل ما أتمناه أن أصنع تأثيرا إيجابيا في مجال الكتابة بشكل عام، وفي الكتابة للطفل بشكل خاص، وأصنع تأثيرا حقيقيا وأترك كلمة تستحق القراءة. 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً