- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
في مايو من عام 2007، نظم التحالف الوطني للتعليم لاضطراب الشخصية الحدية (NEABPD) في الولايات المتحدة الأمريكية، جلسات استماع لتثقيف المشرعين حول اضطراب الشخصية الحدية (BPD). بعد مرور عام، في أبريل 2008، أعلن مجلس النواب الأمريكي شهر مايو شهر التوعية باضطراب الشخصية الحدية.
لذا فإن شهر مايو هو الشهر الذي يعمل فيه المناصرون للتوعية باضطراب الشخصية الحدية، من خلال أداوت مختلفة، ويعتبر هو الوقت المناسب لاكتشاف بعض الأفلام السينمائية التي تناولت هذا الاضطراب، لزيادة الوعي به وكيفية تأثير هذا الاضطراب النفسي على المصابين به والمحيطين بهم.
على الرغم من تغير الصور النمطية وخفة حدة وصمة العار المرتبطة بقضايا الصحة العقلية مما كانت عليه في السنوات السابقة، إلا أن العديد من الأشخاص لا زالوا غير منفتحين حول وضع صحتهم العقلية، خشية من ممارسة التمييز ضدهم، أو التقليل من أهمية الأمر واتهامهم بأن مشاكلهم ليست “حقيقية”.
اضطراب الشخصية الحدية هو حالة تجعل من الصعب على الناس تنظيم عواطفهم. قد يعانون من الاكتئاب أو القلق أو يعانون من صورة ذاتية مروعة بشكل أكثر كثافة من غيرهم. إذ يواجه العديد من المصابين باضطراب الشخصية الحدية صعوبة في استقرار حالتهم دون علاج. وهو أيضًا اضطراب أكثر شيوعًا مما يدركه معظم الناس.
تناولت السينما الأمريكية من خلال عدة أفلام اضطراب الشخصية الحدية، وكيف يمكن أن يكون التعايش مع هذا الاضطراب والتعافي منه حالة من الصراع الدائم، وسنتناول هنا أربعة من أبرز الأفلام السينمائية التي تطرقت إلى اضطراب الشخصية الحدية:
الفيلم الأول: Silver Linings Playbook
هو فيلم كوميدي ورومانسية ودراما أمريكي صدر سنة 2012 من إخراج ديفيد أو. راسل والذي كتب السيناريو أيضاً، الفيلم مقتبس عن الرواية التي تحمل نفس الاسم للكاتب ماثيو كويك. من بطولة برادلي كوبر، جينفير لورنس، روبرت دي نيرو، كريس تاكر، وجوليا ستايلس. عرض الفيلم في الولايات المتحدة الأمريكية في 16 نوفمبر 2012 وحظي بردود أفعال إيجابية جداً من النقاد ورشح لعدة جوائز. ربح الفيلم جائزة أوسكار لجينفير لورنس كأفضل ممثلة في دور رئيسي من أصل ثمان ترشيحات من ضمنها أفضل فيلم وأفضل مخرج لديفيد أو. راسل، كما ترشح لأربع جوائز غولدن غلوب حيث ربحت جينفير لورنس جائزة أفضل ممثلة في فيلم كوميدي أو درامي، وربح ديفيد أو. راسل جائزة BAFTA “لأفضل سيناريو مقتبس” من أصل ثلاثة ترشيحات للفيلم.
تدور حكاية الفيلم حول بات سوتلانو الذي يلعبه برادلي كوبر، والذي يعود إلى منزل العائلة بعد إقامة صحية عقلية في المستشفى بسبب الاضطراب ثنائي القطب. ومع ذلك، تصبح عائلته قلقة عندما تتطور علاقة مضطربة مع تيفاني ماكسويل والتي تلعب دورها (جينيفر لورانس) المصابة باضطراب الشخصية الحدية. تشخيصها ليس واضحًا، لكن شخصية لورانس تظهر العديد من أعراض الشخصية الحدية. يجد هذان الشخصان نفسيهما في علاقة ويتم انتقادهما من قبل أصدقائهما وعائلتيهما أثناء محاربة مرضيهما ومحاولة خلق حياة معًا.
الفيلم الثاني: Welcome to Me
هو فيلم درامي كوميدي أمريكي عام 2014 من إخراج شيرا بيفن وتأليف إليوت لورانس. تقوم نجمة الفيلم كريستين ويج بدور أليس كليج، المصابة باضطراب الشخصية الحدية، والتي تفوز بالجائزة الكبرى في اليانصيب في كاليفورنيا ستاك يانصيب بقيمة 86 مليون دولار. وتستخدم ثروتها في الكتابة والتمثيل في برنامجها الحواري المشترك الخاص بها. بعد أن شعرت بالإحباط من الاهتمام الذي تتلقاه، خاصة بعد أن قطعت القناة التلفزيونية خطابها المتلفز حول فوزها بالجائزة، تتوقف كليج عن تناول أدويتها ضد نصيحة طبيبها النفسي، واستخدمت أرباحها لشراء برنامجها الحواري المتلفز الخاص بها تحت عنوان “Welcome to Me”.
وعلى الرغم من المعاناة التي تعيشها بطلة الفيلم، والاستغلال الذي تتعرض له من منتج البرنامج الخاص بها في بداية علاقتهما، التي تتحول إلى علاقة عاطفية ويسعى بعدها إلى دعم قراراتها، إلا أن الفيلم يظهر الحالة الصعبة التي قد يعاني منها الشخص من ذوي اضطراب الشخصية الحدية بدون تناول أدويته.
الفيلم الثالث: One Hour Photo.
فيلم إثارة نفسي أمريكي من إنتاج عام 2002، من تأليف وإخراج مارك رومانيك وبطولة روبن ويليامز وكوني نيلسن ومايكل فارتان وجاري كول وإريك لا سال.
تدور أحداث القصة الرئيسية لـ One Hour Photo في مختبر صغير لتحميض الصور الفوتوغرافية، حيث تطورت الشخصية الرئيسية Sy Parrish التي يلعبها روبن ويليامز، ليرتبط بإحدى زبائنه من خلال صور عائلتها، التي يطبعها بشكل سري ويحتفظ بها ويجمعها في منزله. تتأزم الحالة الصحية لبطل الفيلم عندما يجد ما يعتقد أنه دليل على قيام الزوج بخيانة زوجته في إحدى الصور، وأن عليه التصرف حيال هذا الأمر وكشف خيانة الزوج. يزداد الفيلم حدة حين يبدأ باريش في مطاردة العائلة والتقاط صور لهم سراً.
هذا الفيلم يوضح بكل إثارة أفعال هذه الشخصية غير المتوقعة وغير المستقرة والعنيفة للمصابين باضطراب الشخصية الحدية مثل الاستراحة الطويلة خلال عمله، وهو ما ترتب عليه طرده من وظيفته التي كان يحبها.
من الجدير بالذكر أن الممثل روبن ويليامز واجه العديد من مشاكل الصحة العقلية الخاصة به وتوفي منتحراً في عام 2014.
الفيلم الرابع: Girl, Interrupted
أنتج هذا الفيلم عام 1999 من بطولة أنجلينا جولي ووينونا رايدر، ومن إخراج جيمس مانجولد. بالاستناد إلى مذكرات كتبتها الكاتبة الأمريكية سوزانا كايسن عام 1993، أثناء علاجها في مستشفى إم سي للأمراض النفسية في عقد الستينات، بعدما عانت من اضطراب الشخصية الحدية، فالكتاب يعتبر من أكثر الأعمال الأدبية مبيعًا.
تدور أحداث الفيلم كما في الكتاب الأصلي في الستينيات من القرن الماضي، ويستعرض رحلة سوزانا كايسن التي لعبت دورها وينونا رايدر في مستشفى الأمراض النفسية بسبب تشخيصها باضطراب الشخصية الحدية، ومحاولتها الانتحار، وأثناء وجودها في المستشفى، تلتقي بطلة الفيلم مع ليزا روي والتي تلعب دورها الممثلة العالمية أنجلينا جولي، وهي مريضة أخرى تصور المزيد من الجوانب العنيفة والخطيرة لاضطراب الشخصية الحدية.
في الفيلم، تسعى البطلة كي تقرر إن كانت ستحاول الشفاء أم لا، أو ربما تستسلم لاضطرابها العقلي مثل صديقتها روي.
من الصعب أحياناً تصوير أعراض الشخصية الحدية في الأعمال السينمائية والأدبية، وليس من السهل تحديد الأعراض والسمات الشخصية الدقيقة لاضطراب الشخصية الحدية لأنه اضطراب فريد يصعب أحيانًا تشخيصه بدقة، وتتداخل الأعراض مع مشكلات الصحة العقلية الأخرى.
وعلى الرغم من ظهور الكثير من الشخصيات في الأفلام السينمائية التي لديها أعراض اضطراب الشخصية الحدية ولكنه لا يتم تشخصيها في هذا الاضطراب، وتعتبر الأفلام المذكورة في هذا المقالة من أفضل الأفلام التي تستعرض حالة اضطراب الشخصية الحدية بالإضافة إلى جودتها الفنية العالية، والتي نالت استحسان النقاد.
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر