الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - محافظة مأرب..طفرة كبيرة في التطور والإزدهار..وصورة مشرفة عن الدولة المدنية المنشودة
محافظة مأرب..طفرة كبيرة في التطور والإزدهار..وصورة مشرفة عن الدولة المدنية المنشودة
الساعة 07:11 صباحاً (متابعات)

شهدت محافظة مارب طفرة كبيرة وتطورًا منقطع النظير، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وازدهرت ازدهارًا ملحوظًا في شتى المجالات، نتيجة الاستقرار الذي تعيشه المدينة، حتى أصبحت قبلة اليمنيين، ومضرب المثل في الأمن والتنمية، والصورة المعبرة بشكل كبير عن الدولة التي يحلم بها اليمنيون شمالًا وجنوبًا.

 

في هذا الاستطلاع، رصد “وطن نيوز” صورة كاملة عن الأوضاع في محافظة مارب، حيث يقول المواطن محمد عبدالكريم، (اسم مستعار لأحد زوار مدينة مارب : رأيت رجلين تجاوزت أعمارهم الستين.. في نقطة الأمن بمدخل مأرب، تكلم معهم رجال الأمن، فأوضح المُسِنان أنهما نزلا مأرب للعمل في مواد البناء وتحصيل لقمة عيش حلال لإعالة أسرتيهما بعد أن عجزا في الحصول عليها في العاصمة صنعاء .!

ويضيف، بعد ملاحظته الدقيقة : بالفعل رأيتهما بعد يومين من وصولهما وهما في أماكن تجمعات العمال.. مؤكدًا : كان هذا الموقف أول ما رأيته وجذب انتباهي بعد دخولي لمحافظة مأرب لزيارة أحد الأقارب.

توسع عمراني

عاشت مدينة مارب، التي لم تكن من قبل سوى قرية صغيرة شبه مهجورة، لكنها بوجود الدولة، أصبحت مدينة مترامية الأطراف، تنمو وتزدهر مع مرور الأيام.

يقول محمد عبدالكريم، معبرًا عن الوضع التنموي في مارب : وأنت تمشي في مأرب ترى آلة العمل والبناء لا تتوقف لساعة واحدة.. فالطرقات تشق والجوانب تُرصَف والمباني تُشيد وعجلة التنمية تمشي بوتيرة عالية.. مضيفًا : الكل فيها يعمل كخلية النحل.

 

ترابط اجتماعي

أصبحت قبلة اليمنيين، ومأوى النازحين من شمال الوطن وجنوبه، فتآلفت قلوب سكانها، وذابت الفوارق المناطقية والسياسية والاجتماعية، ونهضت نهضة غير مسبوقة.. نتيجة تلاقح وجود دولة القانون، والوعي الوطني الذي تحلى به أبناؤها وسكانها من كافة المحافظات اليمنية.

يقول عبدالكريم : في مأرب ترى الأبيض والأسود.. ترى لابس المعوز ومرتدي البنطال وصاحب الجنبية والثوب..
تسمع لهجات متعددة وترى انحدارات مناطقية مختلفة تسري حواليك بكل حب وتعاون وأُلفة.. فلا يُسأل من أين أنت.. ولا تسمع انتقاص لأبناء قبيلة معينة أو محافظة محددة .

ويضيف : خلال ركوبك وسائل المواصلات، تتطلع إلى الحيطان الجميلة المتفوشة بعبارات الوطن والسلام والأمن والمقاومة..

لا ترى فيها أي عبارات مناطقية ولا شعارات حزبية.. بل ترى فيها تمجيد الإنسان كإنسان، وتعظيم العدالة والحرية كمبادئ عيش حتمية، وإنشاد الوطن الواحد المستقر .

 

حضور قوي لأجهزة الدولة

رسمت الحكومات السابقة خلال العقود الماضية، صورة سلبية عن محافظة مارب، حيث أصبحت في أذهان الجميع، مصدر الخراب والإرهاب، بينما أثبتت السنوات الثلاث الماضية أن المحافظة تحتاج إلى وجود دولة قوية، يحكمها النظام والقانون.

في هذا الصدد يقول محمد عبدالكريم : برغم الازدحام السكاني الكثيف في مأرب إلا أن وسائل المواصلات تمشي وفقا للنظام والقانون.. ترافق سيرها كاميرات مراقبة في أماكن مرتفعة على امتداد شوارع المدينة ومداخلها.

ويضيف : المرافق الحكومية بدورها شغالة على قدم وساق مع إجراءات عليا سهلت المعاملات رغم شدة الازدحام والإقبال .. والتعليم ساري بانتظام واهتمام ملموس .

 

محاربة التخريب والفساد

ركزت السلطات المحلية في محافظة مارب، مدعومة بجهود الحكومة الشرعية، على مكافحة الفساد، ومحاربة المتنفذين، ليشعر الجميع بوجود الدولة وفاعليتها على الأرض.

في هذا الصدد أوقفت شركة النفط بمحافظة مأرب، خلال اليومين الماضيين 35 محطة بترولية موزعة على عموم مديريات المحافظة وفرض غرامة مالية عليها بسبب مخالفتها المعايير العمل، بحسب تأكيد، مدير عام فرع شركة النفط بمحافظة مأرب علي محمد بن جلال.

وقال مدير شركة النفط، خلال لقاء إذاعي مع برنامج فوق الطاولة الذي تقدمه إذاعة مأرب إنه تم فرض غرامة مالية بمليون ريال على كل محطة خالفت المعايير المعمول بها، وخالفت التسعيرة الرسمية.

وتأكيدًا على نمو الدولة، ومضيها في فرض النظام والقانون، كشف مدير عام فرع شركة النفط بمأرب أن الشركة تعمل حالياً على إدخال نظام المراقبة الالكتروني لكل محطة بترولية.. مؤكدا أن هذا النظام سيساعد كثيراً في الحد من التلاعب في المشتقات النفطية والحد من تهريبها للسوق السوداء.

وأشار إلى أن الشركة طبقت هذا النظام في المحطات البترولية التابعة للشركة، وسيتم تعميمه على كافة محاطات الوقود في مختلف مديريات المحافظة في الفترة القادمة.

وسبق لمحافظ محافظة مأرب اللواء سلطان بن علي العرادة أن وجه بإيقاف كافة محطات التوزيع للمشتقات النفطية غير المرخصة ومكافحة السوق السوداء.

 

في هذا الصعيد يؤكد يقول الزائر محمد عبدالكريم : هنا في مأرب لا مكان للأسواق السوداء ولا لتجارها كما هو الحال في صنعاء ومحافظات أخرى.. هنا في مأرب الخدمات الأساسية -من ماء وكهرباء ومحروقات وصحة وغيرها- متواجدة بشكل دائم.. مؤكدا : سعر اسطوانة الغاز في مأرب لا تتعدى 1500 ريال بينما لا يتجاوز سعر صفيحة البترول 20 لتر، 3500 ريال .

 

وأضاف : لم تغفل السلطة المحلية بتوجيهات من محافظة المحافظة اللواء سلطان العرادة، الاهتمام بالنازحين الفارين من جحيم العيش تحت سلطات المليشيات الحوثية.

ويؤكد : السلطة المحلية تمنح كل أسرة نازحة اسطوانة غاز اسبوعيا إضافة إلى توفير الماء بالمجان عبر واياتات مخصصة .. إضافة إلى معونات غذائية وإيوائية أخرى من حين لآخر .

كهرباء مارب

كشف تقرير خاص، أجراه موقع “يمن شباب” في يناير الماضي عن مشروع ضخم ينتظر محافظة مارب، في مجال الكهرباء، بعد توفير الخدمة ، والتغلب على مشكلة انقطاعها.

وأكد التقرير توقيع قيادة السلطة المحلية بمأرب، في سبتمبر الماضي، اتفاقية بدء تنفيذ مشروع ربط المحافظة بكهرباء صافر الغازية بقوة 50 ميجا وات كمرحلة أولى “إسعافية”، وعلى أن يتم تنفيذها خلال 6 أشهر من تاريخ التوقيع.

 

عقب تحرير مساحات كبيرة من محافظة مأرب وتأمين المناطق المحررة فيها، أصبحت مدينتها الصغيرة قبلة للمئات من النازحين من مختلف المحافظات اليمنية وخصوصاً الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، وهنا كانت السلطة المحلية بمأرب أمام تحدٍ جديد وهو توفير الخدمات الأساسية للسكان والذين تتزايد أعدادهم كل يوم، ومن أهم هذه الخدمات “الكهرباء”.

وخلال الثلاثة عقود الماضية من حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حرمت محافظة مأرب من أبسط المشاريع التنموية، بالرغم من امتلاكها لثروات كبيرة جداً وأهمها النفط والغاز، وظلت ترزح تحت وطأة الطاقة المشتراه، مع أن فيها محطة مأرب الغازية التي تغذي العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى بالكهرباء.

ومطلع سبتمبر الماضي، وقعت قيادة السلطة المحلية بمأرب اتفاقية بدء تنفيذ مشروع ربط المحافظة بكهرباء صافر الغازية بقوة 50 ميجا وات كمرحلة أولى “إسعافية”، وعلى أن يتم تنفيذها خلال 6 أشهر من تاريخ التوقيع.

وتهدف السلطة المحلية من خلال هذا المشروع، وفقًا للمصدر السابق، إلى ضمان طاقة كهربائية كافية ومستمرة للمحافظة، بالإضافة إلى توفير ملايين الدولارات التي كانت تنفقها قيمة الطاقة المشتراه، وكذا توفير مليارات الريالات قيمة محروقات الديزل لمولدات الطاقة المشتراه.

وتبدأ مراحل تنفيذ مشروع كهرباء مأرب، وفق تصريح المدير العام للكهرباء بالمحافظة عبدالهادي الشبواني، لـ”يمن شباب” أن ” العمل في المشروع تم على ثلاث مراحل: الأولى وهي نصب الأبراج وهذه المرحلة اكتملت بشكل نهائي، وبدأت متوازية مع المرحلة الثانية وهي محطات التحويل (الارسال والاستقبال) وتم تركيب غرف التحكم والمحولات والتأريط ورفع الكابلات والتوزيع وتعتبر هذه الخطوات جاهزة بنبة75%.

وأكد أن الفرق الفنية تعمل- حالياً- في المرحلة الثالثة وهي رفع الكابلات على الأبراج- والتي بدأت خلال الأيام الماضي، مشيراً إلى أن العمل في هذه المرحلة سينتهي خلال شهرين، وهي الأخيرة في المشروع.

وأوضح أنه في “المرحلة الأولى من المشروع ستكون الطاقة الاستيعابية 50 ميجا وستغطي 70% من احتياج المحافظة، وتليها التوسعة 70 ميجا، وسنبدأ به من 8 أشهر إلى سنه وستكون الطاقة متوفرة في المحافظة لفترة زمنية طويلة”.

وتكمن أهمية مشروع ربط محافظة مأرب بالكهرباء الغازية، وفقًا للمدير الشبواني إنه سيغني المحافظة عن الطاقة المشتراه، وبحسب الشبواني، فإن هذه هي أهم ميزة في المشروع، حيث يوفر استهلاك الديزل الذي يصل نسبة استهلاكه إلى مليون و100 دولار وهذه المبالغ ستكون رافده للاقتصاد.. معتبرًا مشروع ربط مأرب بالكهرباء الغازية، من أهم المشاريع الاستراتيجية الحيوية في المحافظة، وهو مشروع عملاق سيغطي المحافظة بنسبة 100%.

وعن الشبكة الداخلية المستخدمة حالياً في إنارة المحافظة ، من خلال مولدات الطاقة المشتراه، قال الشبواني، في التقرير الذي نشره موقع “يمن شباب نت” إنه تم تكليف لجنة فنية بمسح الشبكة الداخلية في جميع مديريات المحافظة وتقييمها ورفع تقرير شامل عن حالتها ورفع دراسة شاملة إلى قيادة المحافظة، وأنه على ضوء هذه الدراسة سيتم عمل الاجراءات اللازمة لإصلاحها وإعادة تأهيلها بصورة عاجلة.

وأضاف بأن “اللجنة تعمل الآن في المديرية العاشرة وهي مديرية المدينة (مركز المحافظة) ومن ثم مديرية الوادي، وبهذا تكون قد أنهت عملية المسح وسترفع الدراسات في القريب العاجل”.

بدء العمل بالطاقة الجديدة

وبحسب العقود الموقعة بين إدارته والشركات المنفذة فإن الطاقة الجديدة ستكون جاهزة نهاية أبريل القادم، حسب الشبواني الذي أضاف”هناك مساع أخرى تقوم بها إدارته وقيادة السلطة المحلية بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة، لتدشين العمل بالمشروع قبل شهر أبريل، مشيراً إلى أنه “تم توقيع عقد لشراء اثنين محولات توزيع خارج العقود السابقة، وتم مخاطبة الشركة المصنعة من قبل قيادة الوزارة، بحسب التقرير.

وأشار إلى أن هذه الخطوة أصبحت في مراحلها الأخيرة، وستكون المحولات الجديدة جاهزة للعمل خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر من الآن.

*نقلا عن الوطن نيوز